- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
استجواب محافظ كربلاء تسقيط أم تقويم؟؟!!
حجم النص
بقلم: نبيل طامي المسعودي عادة ما تتبع الأساليب التربوية مبدأ الإصلاح وتفادي الخطأ قبل وقوعه، وخاصة في أوقات الامتحانات حيث توصى الكوادر التعليمية بالعمل على متابعة الطالب منذ بداية الامتحان للحيلولة دون وقوعه في خطأ الغش وعليها ان تعمل على معالجة الأمور قبل تفاقمها، وليس من مسؤولية تلك الكوادر أن تتربص بالطالب لتنتظر منه ان يقوم بفعل الغش لتمسكه متلبسا، وعند ذلك سيكون الأمر تسقيطياً وليس تقويميا، وما ذكرناه ينطبق على الجانب الإداري، فإدارة الدولة بما فيها الأقاليم والمحافظات تتطلب معالجة الأخطاء والحيلولة دون وقوعها، وليس التربص بين المسؤولين بعضهم للبعض الآخر لأهداف شخصية وحزبية وفئوية ضيقة، وفيما يبدو إن ذلك ينطبق على قضية استجواب محافظ كربلاء عقيل الطريحي من قبل مجلس المحافظة، فهذه القضية والتي اخذت حيزا كبيرا في الوقت الحالي تندرج فيما يتعلق بجانب تتبع الأخطاء واستخدامها كوسيلة للتسقيط الشخصي في الوقت المناسب، فما معنى ان يجمع مجلس المحافظة 60 نقطة لاستجواب المحافظ عنها؟ ولماذا لم يتم استجوابه في الأوقات السابقة حينما كانت هنالك تجاوزات قليلة ممكن ان يتم تفاديها خدمة للمحافظة؟ هذا الأمر يجعل المتتبع وبالأخص المهتم بهذا الشأن يضع الكثير من التساؤلات، وخاصة ونحن على أعتاب إقرار الموازنة العامة والتي هي مدعاة لإسالة لعاب الكثير ممن جاءوا خدمة لمصالحهم الشخصية ورغبة لملأ جيوبهم بأكبر قدر ممكن من أموال الدولة وتحت يافطات متعددة، وأنا في هذا الكلام لا ابغي الدفاع عن شخص معين على حساب شخص آخر، فالمدينة مثقلة بالهموم وبالمشاكل الخدمية والأمنية والسياسية، خاصة وإننا نمر في حاليا بأوقات عصيبة ترتبط في التهديدات الإرهابية التي تحيط بالبلاد، والتي فيما يبدوا إنها مثلت طوق نجاة للكثير من الفاشلين في حكم البلاد وشماعة لتعليق أخطائهم وفشلهم عليها. ان مجلس المحافظة بصفته مجلس رقابي على الحكومة المحلية التي تمثل الجهة التنفيذية لإقامة المشاريع ولإدارة المحافظة عليه أن يكون متتبع ومراقب في كل الأوقات لا أن يعمل عمل المخبر والبوليس السري الذي يتربص للمجرم من أجل ان يمسكه متلبسا بجرائمه، نحن لسنا بحاجة الى سجالاتكم والى صراعاتكم أيها السادة بل نحن نحتاج إلى الخدمات التي تفتقد محافظتنا الى الكثير منها، انزلوا الى شوارع المحافظة وانظروا إلى حالتها المزرية، انظروا الى النفايات التي تملأ شوراع المدينة، والى المشاريع الناقصة والفاشلة التي تعاني منها كربلاء، اعملوا كفريق واحد بغض النظر عن انتماءاتكم الحزبية والفئوية والشخصية، ذلك ما تبغي المحافظة وهي ليست بحاجة إلى استجواب يندرج في محاولة تسقيط بعضكم للبعض الآخر...
أقرأ ايضاً
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- الإجازات القرآنية ثقافة أم إلزام؟