حجم النص
سامي جواد كاظم تفكير يمخر الافكار بهدوئه للبحث عن وقفات تستحق التنبيه عليها من قبلنا، وللغير له الحق في القبول او الرفض او التعقيب، وما اكتبه الان هو لقرب شهر محرم الحرام وما فيه من طقوس حسينية ايمانية تتجلى واقعة الطف بكل ماسيها وكانها الان حدثت، ونعلم ويعلم الناصبيون انها الفرصة التي يتحينونها للنيل من هذا الفكر العملاق لهذا فانهم سيبحثون عن هفوات بريئة لا قصد سيء فيها ليؤولوها الى غاياتهم الخبيثة، وحتى نقطع الطريق فعلينا الحذر من كل عاطفة تخرج عن حدودها فتصبح بلا مبرر يستغلها الغير. الكتابة على ورقة هي الوثيقة الدامغة لاي حجة وتعتبر اهم من الصوت والصورة وستبقى تاريخ بمرور الزمن يستشهد بها في كل بحث او جلسة. تناولنا في مقال سابق راي الشيخ محمد الريشهري ببعض المصادر التي لم يعتمدها والبعض منها الفت بشكل قصصي لغرض التاثير، اليوم بدات ظاهرة تاليف كتب متنها محاضرات بعض خطباء المنبر الحسيني، وهذه الظاهرة تستحق دراسة، وانا اميل لعدم تاليفها بهذه الصورة لما فيها من ماخذ اراها سيترتب عليها مستقبلا اثر كالذي ترتب على بعض المصادر غير المعتمدة لدى الريشهري. خطابة خطيب المنبر فيها مزايا تجعل المريدين له يحرصون على سماعه والتاثر به من حيث الفكرة والبكاء والسبب ان صوت الخطيب وطريقة القائه للمحاضرة لهما الاثر البالغ في التاثير في النفوس والعقول، فمن ضروريات الخطيب الناجح ان يتقن لحن النياحة وان يكون صوته جهوري، وهذه الخاصية غير موجودة في الكتاب الذي يؤلف بهذا الخصوص. في الخطابة ان لم يكن الكل فالغالبية العظمى تكون خطابتهم باللهجة العامية تارة وبالفصحى عند ذكر النص تارة اخرى بل حتى البعض يتعمد ذكر النص بالعامية لغرض تسهيل المعنى وشد انتباه السامعين، ومثل هذا عندما يصبح نص في كتاب فاما يكون فصيح وهنا قد يتغير المعنى واما يبقى على عاميته فيصبح غير ذي فائدة. البعض من الخطباء يعتمد قصص وروايات غير موثقة وعند تدوينها في مؤلف لربما ستصبح مصدر للمستقبل، وفي نفس الوقت تصبح الحجة على الخطيب والمذهب. عملية تحويل الصوت الى كتابة أي تنضيد، هذه العملية تسبب الارهاق لمن يطبع ويراجع ويقارن مع الصوت وهذا الجهد قد تفلت بعض العبارات غير صحيحة او حتى غير لائقة. البعض من الخطباء عندما يتطرق لموضوع معين قد لا يتسلسل في المعلومات فيبتعد عن المقصود ويبقى على بعده والبعض يتدارك الامر فيعود لاصل الموضع هذا الاسلوب غير سليم بالمؤلفات الورقية. بعض الخطباء يتطرق ضمن موضوع الخطابة الى استنتاجات ونتائج يقول عنها انها ستحدث مستقبلا او عن قريب، وفي حالة عدم حدوثها وهي مدونة في كتاب مؤلف لهذه الخطب يصبح حجة محرجة لهذا الخطيب بالرغم من ان الصوت هو بحد ذاته حجة الا ان مجال الكتابة يكون اوسع ولا يقبل الزوال او التحريف. الكاتب دائما عندما يؤلف كتاب يبدا اولا بجمع المصادر التي تخص بحثه ومن ثم فرزها حسب القدم التاريخي والوثاقة وعندما يكتب يعود اكثر من مرة لمراجعة ما كتب فلربما اخطا او استحدث فكرة جديدة، وبعد انجاز الكتاب يطبع نسخة واحدة مسودة للمراجعة وبعد التصحيح والتنقيح يتم طباعته، بينما في المجالس الخطابية فان فيها امورا ارتجالية او حتى اخبار غير موثقة غير مقبولة لدى القراء والباحثين وتكون حجة لدى الطرف المخالف ان اصبحت كتاب مؤلف خاص بها. هكذا مؤلفات كلها مؤاخذات فالافضل تجنب صدورها.