حجم النص
بقلم:علي اسماعيل الجاف تنام حيث الجميع مشغولا، يناشد الاحلام التي سيطرت عليها وقيدت حركتها، فترى الاشياء مختلفة دوما. امطرت في ذلك المساء كثيرا، فلم تستطع الخروج، فجلست واكملت ما لديها من اعمال مؤجلة. تهب نفسها للاخرين دوما، تساهم في اسعادهم وانجاز اعمالهم. احست "الفراشة" بالتعب والحزن، وحاولت ان تنجز شيئا في ذلك الليل الدامس بظلامه فلم تتمكن. يأتي صديقا لها ليخاطبها معلنا استسلامه من المعركة الاخيرة التي خاضها من اجلها، فهو يقوم دائما بانجاز الاعمال مثل الفراشة ويواجه صعوبات كثيرة دون اعلان الاستلام: لكنه فاجئها هذه المرة. رمقت جسده يتجول في منزلها، نادت عليه لم يجيب، حاولت ان تتحرك وتنتقل من مكانها... فقررت البقاء لعله يأتي ويعلن عن نفسه. فكر الصديق ان يقدم لها مفاجأة، فراح يطبخ وينظف المنزل ليلا دون علمها. نادت "الفراشة" على تلك الاحلام الوردية التي تتمنى ان تتحق، يعود النداء اليها دون جدوى. تذكرت "الفراشة" التجول بين الورود والحدائق، في البيوت الجميلة والقبيحة بحثا عن وردة او زهرة لتقضي وقتها السعيد هناك، وكيف يمر الوقت بدون عناء ومشقة، تعود بذاكرتها لتلك المواقف والاحداث حيث الجميع يحاول انجاز اليوم بسلام او توفير لقمة العيش. يتوقف التفكير، يتحرك الضمير، اعصابها وكيانها وعواطفها تنتفض فجاءة، تريد معرفة ذلك الذي يدخل خلسة، من هو ياترى؟ تناولت "الفراشة" علاجها، واحتاجت الى بعض الادوية التي لم تكن متوفرة لديها، اصبحت حائرة ولاتقوى على الذهاب الى السوق لشراء تلك الادوية، ولم تكن لديها امولا كافية. في هذه الاثناء، يدخل ذلك الصوت معلنا استعداده، فينادي من بعيد متسائلا: ما هو المطلوب مني جلبه؟ لم ترد "الفراشة" عليه بحجة الخوف والحذر، لكنه يكرر عليها قائلا: ماذا تريدين مني ايتها الجميلة؟ احست "الفراشة" ان الصوت الذي تكلم معها ليس غريبا، فراحت تتذكر الجميع، وفي النهاية لم تتمكن من معرفته! بعد بضع دقائق، يدخل مخاطبا "الفراشة": كل شيء موجودا وق جلبته، ارجو السماح لي بالرحيل. يرحل، تفكر هي، يستذكر الوجوه تارة والاصوات اخرى، تناغم الزمن مسرعة، تعاتب الضمير، بهذا تقرر اخيرا ان تنتقل الى الغرفة الثانية من اجل رؤية ذلك الشخص الذي ساعدها ومد يد العون لها مرارا دون ان يأخذ مستحقاته او اجوره. اصاب " الفراشة" الولع والهوس والحيرة، وباتت تنتظره طوال اليوم، فلم يأتي منذ ان جلست في الغرفة الثانية تنتظره!