حجم النص
بقلم:جواد العطار مناشدة كافة العراقيين للتوحد في مواجهة تنظيم داعش الارهابي ودعوة الكتل السياسية الى التعاون في تشكيل الحكومة الجديدة وتقديمها لوزراء يتمتعون بالكفاءة والمهنية واقتراح ترشيق حكومي يتوافق مع تقليص النفقات الاضافية التي تثقل الموازنة العامة.. هو كل ما ترشح لحد الآن من آراء ومواقف رئيس الوزراء المكلف الدكتور حيدر العبادي اضافة الى ظهوره المميز في خطاب التنحي الذي القاه رئيس مجلس الوزراء السابق قبل ايام. لكن هل يكفي هذا، وهل العمل بصمت هو ما نحتاجه اليوم ؟ وهل مباحثات تشكيل الحكومة ستبقى على درجة من السرية حتى نفاجأ في يوم بتوافق بين جلسة البرلمان ووصول رئيس الوزراء المكلف ليعلن انتهاءه من تشكيلة الحكومة ويقرأ فقرات البرنامج الحكومي ويقدم اسماء الوزراء وتُقرأ السير الذاتية على عجل ويصوت على الوزراء فرادى او حتى قد تمنح الكابينة الوزارية برمتها؛ الثقة.. سيناريو وارد ومر علينا وعلى البرلمان مسبقا ومؤهل وبقوة للعودة من جديد وعلى درجة اشد سرية من الماضي. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نجح هذا السيناريو في المرحلة الماضية لنكرره الآن ؟ وهل هذه آلية الديمقراطية ان تقوم على درجة من السرية تجافي الرأي العام وتعمل بعيدا عن النقاش المثمر والبناء وطرح الآراء في الوزراء والبرنامج الحكومي ؟ وان كان ذلك غير ممكنا مثلما يدعي البعض بسبب قصر المدة الزمنية وانشغال رئيس الوزراء المكلف بمباحثات تشكيل الحكومة واعداد برنامجه التنفيذي.. فانه مطالب ان يأخذ ما يلي بنظر الاعتبار: الامتناع عن الخضوع لاملاءات الكتل السياسية في خياراتها للوزرات او ترشيحها للوزراء.. وتحت اي ظرف كان. الابتعاد عن قبول ترشيح وزراء سابقين او ممن تبووأ مناصب وزارية سابقة ولم ينجحوا فيها. تقديم البرنامج الحكومي في التهيئة والاعداد على مباحثات تشكيل الحكومة. اشراك الرأي العام في خطوات تشكل الكابينة الوزارية ومستوى تقدمها وبشكل دوري طيلة الايام المقبلة. في المحصلة، قد لا يستطيع اي رئيس وزراء ان يشكل حكومة بمعزل عن الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات او شروطها، ولكن ايضا قد لا يكون اي رئيس وزراء عراقي في العهد الجديد امتاز بما حظي به رئيس مجلس الوزراء المكلف من قبول داخلي واسع (حتى من معارضيه) ودعم من كافة المرجعيات الدينية، وتأييد اقليمي افتقد اجماعه العراق في قضاياه الداخلية والخارجية منذ عقود، ومساندة دولية واسعة تكللت ببيان دعم وبالاسم من مجلس الامن الدولي. اذن فرصة الدكتور حيدر العبادي مؤاتية في كتابة واعداد برنامج حكومي رصين بمساعدة خبراء واستشاريين؛ غير سياسيين؛ يواكب التحديات ويتفوق عليها ضمن فترات زمنية موضوعة على اسس علمية.. مع تشكيلة حكومية متجانسة عمادها التكنوقراط المتخصص الذي يتنازل فيه هو قبل غيره عن انتماءه الحزبي، ليقدم نموذجا للآخرين في اختيار الوزراء الاكفاء بعيدا عن التأثيرات والصفقات والمساومات السرية.. ليشكل ذلك بوابة التفاؤل والتغيير المنشود وحلقة اولى للخروج من واقع الازمات التي تعصف بالبلاد.
أقرأ ايضاً
- القوامة الزوجية.. مراجعة في المفهوم والسياق ومحاولات الإسقاط
- اغتيال الامام علي بن ابي طالب (ع) اول محاولات القضاء على الدين والعدالة
- السلامة اولا