حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي في أبهى صورة حضارية ,قدم جمهور فريق برشلونة الاسباني درساً تربوياً نموذجياً ومجانياً لجميع شعوب المعمورة ,من خلال الأسلوب الراقي في طريقة تشجيع فريق البرشا , ذلك الفريق الذي تحصن بمعقله الرهيب ملعب الكامب نو , الفريق المتخم بأرقى أنواع النجوم الكرويين,وهو بطل النسخة السابقة من الليغا الاسبانية , وفي يده فرصة ذهبية سانحة للظفر بالكأس ثانية والاحتفاظ باللقب,كل شيء كان مهيئاً أمام لاعبي البرشا , الملعب والجمهور الذي حول ملعب الكامب نو إلى لوحة فنية مبهرة واستعد بشكل كبير للاحتفال بالفوز الكبير بلقب الليغا ,وقد انشد جمهور البرشا النشيد الخاص بنادي برشلونة في بداية المباراة , وعلت الحناجر واشتعلت الأكف تصفيقاً للأبطال , قرابة مئة ألف متفرج هتفوا للاعبي البرشا الذين خيبوا ظن جمهورهم الكبير حينما فرطوا بالمباراة الختامية والتي شهدت تتويج فريق العاصمة اتلتيكو مدريد باللقب بعد مباراة قتالية رائعة , جمهور البرشا جمهور منضبط وحضاري بمعنى الكلمة يبحث دائما عن المتعة بعيدا عن التعصب والتطرف , جمهور محب لفريقه أولا ولكرة القدم ثانياً رغم مرارة الهزيمة وفقدان اللقب , فقد أصر جمهور البرشا على أن يقدم لنا صورة حضارية زاهية من خلال احتفائه الكبير بفريق اتلتيكو مدريد الخصم العنيد للبرشا ,فقد وقف جمهور البرشا احتراماً وتشجيعاً وحباً لخصمهم الذي انتزع منهم لقب الليغا الثمين ,هكذا هي الجماهير المثقفة والواعية والمدركة لأهمية كرة القدم ومتعتها ,فلم تعد كرة القدم مجرد مباراة فيها فريق فائز وأخر خاسر فقد أضحت اكبر من ذلك حيث هناك الدروس التربوية الحضارية التي يمكن أن يستلهمها الجمهور من كرة القدم التي تقدم لنا المتعة على مدار ساعة ونصف من اللعب , تأملت جمهور البرشا وفي ذهني للأسف صور مخزية وبائسة ومخجلة لجمهورنا الكروي وبالمناسبة نحن لا نقصد كل الجمهور وإنما نعني (بعض الطارئين على الجمهور الكروي) ,فقد أصبحت مدرجات ملاعبنا للأسف عنواناً للهرج والمرج بعد أن علت الأصوات النشاز والألفاظ البذيئة والخارجة عن الذوق العام حيث أصبحنا أمام جمهور غريب وعجيب لا يعرف ماذا يريد جمهور لا يفقه من متعة كرة القدم شيئاً سوى لغة التجاوز على الخصوم والحكام والمدربين وكل من في الملعب ,إنها حالة مرضية قد استشرت في ملاعبنا وهي تستدعي وقفة جادة من قبل المعنيين في اتحاد الكرة وإدارات الأندية وكذلك الإعلام الرياضي , فجمهورنا عاطفي جداً تقوده عصبية متخلفة , نتمنى أن تكون صورة جمهور البرشا أنموذجا حياً أمام جمهورنا الكروي الوفي والذي علمنا دائماً أن يكون هو العلامة الفارقة والمميزة في الدوري العراقي