- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
( شيء من الخوف... عراقيا ) ؟!!
حجم النص
بقلم:زهير ابراهيم الشافعي في سبعينيات القرن الماضي ظهر على شاشات السينما المصرية والعربية فيلما متميزا وقويا بمضمونه الأجتماعي والنفسي وفرض هيبته على السينما والمشاهدين من خلال موضوعة الفلم التي تتداول الخوف والرعب من بطش الظالم المتسلط ذو النزعة الشريرة المتمثلة بشخصية (عتريس) التي أجادها بتفوق كبير لا يصدق الفنان الراحل (محمود مرسي) ومثلت دور الفتاة القروية (فؤاده) التي أحبها (عتريس) منذ صباه الممثلة المتميزة (شادية) التي هي الأخرى لم تسلم من بطش ووحشية عتريس لها!! كما هو الحال مع أهالي قريتها التي يحكمهابقبضة من حديد ومعاملتهم بالسوط والنار وهتك الأعراض والأعتداء على الحرمات... هذا الفلم الذي عبر حدود البيئة المصرية ودخل كل البيوت العربية ومنها (البيت العراقي) لتشابه البيئتين المدنية والريفية الى حد بعيد لوجود هيمنة وسطوة (العمدة) في الريف المصري ووجود سلطة وبطش (الأقطاعي) في الريف العراقي..هذا الفلم كان يحمل عنوانا مميزا يشعرك بالرهبة ألا وهو (شيء من الخوف)!! تستمر دراما الفلم بشخص عتريس وجبروته وإستبداده بأغتصاب فتاته ورفيقة صباه (فؤاده) بالزواج القسري وتحت سطوة التهديد والعقاب بعد أن رفضته وأزاحت بوجهها عنه ليجن جنونه ومع إستمرار مسلسل الظلم والقهر والقتل الذي نال هذه المرة إبن شيخ وإمام مسجد القرية يخرج أهل القرية يتقدمهم أمام المسجد ووالد القتيل محتجين ثائرين على أعمال عتريس الوحشية فتمادى عتريس في غيه ليقطع المياه عن القرية فتجف السواقي وتتصحر الأراضي وتهلك الحيوانات وذلك بغلق البوابة الرئيسة للنهر الذي تعوّل عليه القرية بحرثها وزراعتها وتربيتها للحيوانات ولم يجرأ أحدا من أهالي القرية برجالها ونسائها بشيوخها وشبابها ونسائها بأتخاذ خطوة جريئة وشجاعة بالتقدم نحو (ناظم السد) وفتحه وإطلاق حرية المياه المحبوسة.. لم يقم بهذه الخطوة الواثقة والجريئة إلا (فؤاده) زوجته المغتصبة؟؟!! فتتقدم الى ناظم السد وتفتح بوابته الكبيرة يغمرها فرحا إنسانيا لتتدفق المياه الى السواقي اليابسة وليحتفل الأهالي والمزارعون بهذا العرس غير آبهين (بعتريس وجلاوزته)ّ!! ولنحيل هنا مشاهد هذا الفلم الى المشهد العراقي ولنقرأ أوجه التشابه بين المشهدين؟؟ ألا تتفقون معي بأننا نحتاج الى (فؤاده) عراقية من داخل أرض الصراع (الفلوجة) لحسم معركة المياه التي إنتهجهتها جماعات (داعش) ومريديهم بمخططهم الأجرامي المجرد من كل خلق إنساني والبعد عن أدنى مراتب الآدمية!! أم أن إستهتار وتطاول هؤلاء الجرذان سيطول بطول سكوت ومرضاة وخوف الأهالي؟؟!! والحكومة..وما أدراك مالحكومة هل لها رأي آخر بأن تجند قدراتها وإمكانياتها بأخراج (فلما)عراقيا وطنبا ينتصر (لفؤاده) حتى يدفع الجماهير للخروج وهي تهتف بأعلى أصواتها (زواج عتريس من فؤاده باطل...باطل...باطل)****
أقرأ ايضاً
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2