بقلم:حميد مهدي النجار ترى السنا بحاجة الى البحث في هذه الموضوعه المحيّرة والممتعة في آن واحد والتي تخصُّ مدناً عراقيه مختلفة تتميز بخصوصيه ربما تكون مختلقه او تسقيطيه او نتيجةً لظرفٍ تاريخي معين،ولعلها تكون حقيقيه ولكننا نريد ان نعرف البعد السايكلوجي لها ؟ الفلوجه هذه المدينه الشاغله للراهن العراقي ليس من الصدفه ان تتحول الى بؤرة للتطرف أو لنقل التشدد بوجهيه الديني والقومي،فهي كانت يوما بؤره من بؤر التطرف القومي حتى انها رفعت لافته ايام الوحده بين سوريا ومصر تشير الى هنا (حدود الجمهوريه العربيه المتحده) نكاية بجمهورية عبد الكريم قاسم،في قطيعة سافره مع الداخل العراقي المتماهي في معظمه مع الزعيم،الفلوجه، مستودع اهل السنه في العراق من علماء ومفكرين اسلاميين لماذا كما يؤكد احد المطلعين على شؤون المرجعيه إنها المدينه الوحيده التي لم يزُرْ وفد منها مرجعية النجف ؟ مالذي يجعل مدينه او بعض من اهل هذه المدينه،لكي لانتجنى على احد تشتري مجداٍ على حساب دماء اخوة لهم في الدين والوطن لماذا يستحلي اهلها ما تردده بعض الالسن عن اسطوريتها في الصمود والكبرياء والعزه ولايخشون حكم التاريخ عنها في انها كانت يوما ما حمام دم ؟ وإذا ما عرفنا ذلك وفهمنا اشتراطاته النفسيه والتاريخيه والاجتماعيه فمن المؤكد ان البيئه ستكون واحداً من هذه الاشتراطات و من السهل ان نعرف ان بيئه مغلقه كبيئة الفلوجه مذهبياً ربما تترك اثرها في القطيعه مع ألاخر المختلف مذهبيا، ولكننا لانعرف مالذي يجعل مثلا مدنا مختلطه كاللطيفيه ومايحيطها الى مثلثاً للموت وبأمتياز بعد تعايش استمر لمئات السنين ؟ مالذي يجعل مدينه كتكريت اكثر هدوءا ؟ فيما كان من المفترض بل المتوقع ان تكون رأس الحربة فيما يجري في العراق من عنف لأسباب لاتحتاج الى شرح. مالذي (وبعيدا عن السياسه) يجعل ابن الناصريه نهبا للتطرف السلوكي الحاد سلباً وايجاباً، فهي مدينة الشعر والفن والغناء والابداع بمختلف الوانه وهي في المقلب الآخر كما كان يصفها صديق ناصري ب (حافات المياه) فمن السهل ان تتحول مشاجره عفويه الى حرب بالاسلحه المتوسطه والخفيفه. وهناك اسئلة كثيره عن طيبة اهل البصره وتصلب اهل النجف واحتضان اهل كربلاء للغريب، وفطارية اهل الحله ‘ وبخل اهل الموصل، وكرم اهل الرمادي ورقة البغاده،وهي امور شائعه على السن الناس قد تجد لها مصداقا وقد تكون ضربا من المبالغه،ولكن بعضها حقيقي ونحن نريد ان نعرف ؟