- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إضاءات في التاريخ الإسلامي الصحيح (حلقة 6)
حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ وتتمةً لمسألة الفراغ الذي نشأ بعد انتقال الرسول (ص) الى الرفيق الاعلى اخترعوا واختلقوا نظريات وهمية من مثل عدالة الصحابة و(تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)وان النبي لم يوص(ص) أسست للاحق الذي استمر الى اليوم وتخلصا جملة وتفصيلا من أية تساؤلات قد تثار حول الامامة والخلافة ومواصفات الإمام وقالوا ان النبي تركها شورى ولم يوص لأي شخص لملء هذا الفراغ (انتم اعلم بشؤون دنياكم) ونظرية (وامرهم شورى بينهم) فهو أي النبي(ص) يستشير في كل شيء وابسط الأشياء كما يُؤمر في النص القرآني (وشاورهم في الامر) لكنه يترك اهم شيء سائبا دون اشارة او وصية واخيرا نظرية عدالة الصحابة وعدم التطرق الى ماجرى بينهم فالله هو الذي يحاسبهم يوم القيامة (يحاسبهم على ماذا؟ اعلى جرائم البعض منهم ام على تزوير البعض الاخر ونفاقهم) (أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، والترمذي في سننه وصححه، والنسائي في سننه، وأحمد في المسند عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث - قال: ألا وإنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح): (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب فكيف تكون الخلافة التي هي منصب من يحل فيه يخلف النبي (ص) في محله ويقوم مقامه والاسلام لماّ يثبتْ او يتأكد ويتجذر بعد في ارجاء الدولة الإسلامية التي كانت في أطوارها الجنينية آنذاك وهو أي الاسلام لم يترسخ حتى في المدينة نفسها بدليل رجوع بعث اسامة (وقد لعن النبي من تخلف عن هذا البعث) حالما عرفوا بوفاة النبي (ص)التي زلزلت الامور في المدينة وجعلت اناسا منهم يعقدون "مؤتمرا" منغلقا لنقاش من يكون اميرا على الناس والنبي(ص) مسجى ولم يوارَ الثرى ولم يُعقد مأتمه بعدفكيف. تكون النبوة شأنا إلهيا ودينيا بينما الخلافة تكون شانا اخر (انتم اعرف بشؤون دنياكم)كما يتقولون على لسان النبي (ص) وهنالك اشارة ضمنية من النبي (ص) بالتوصية لابي بكر لانهأي ابو بكر كما يدعون صلى بالناسفي صحيح مسلم(1) قالت: لما دخل رسول الله (ص) بيتي قال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس " قالت: فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه، فلو أمرت غير أبي بكر... فراجعته مرتين أو ثلاثا فقال: " ليصل بالناس أبو بكر فانكن صواحب يوسف ". (صلى بالناس والنبي(ص) حي يرزق وهذا يعني ان يكون إماما على النبي) ولمَهذه الإشارة الضمنية لأخطر مشروع من الممكن ان يهدد الاسلام في عقر داره ويُذهب جهود النبي (ص) كلها سدى فهل كان النبي(ص) يخاف من احد والله يقول (والله يعصمك من الناس) او كان يخجل من احد والمسالة خطيرة تضع الاسلام كله على كف عفريت؟؟ فكيف يترك النبي(ص) هذا الامر ليختار الناس ما يناسبهم وقد كانوا في حياته غير متجانسين وكانوا نادرا مايتفقون في محضره المقدس ووجوده الشريف وكانوا على خصام وعداوة وتنابز وخلاف وشقاق، والقرآن نفسه يصرح بذلك ولاعيب ولاضير في هذه المسألة فهم بشر يُخطئون ويُصيبون، فكيف يكون الامر بعد وفاته وخلو الساحة من محضره المقدسوَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ الى الابد فكيف ستبدو الصورة والقران يشير الى الانقلاب في الاعقاب فكيف يتركهم النبي(ص) بهذه الحالة المضطربة ؤالخطيرة. فكيف لاتجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم وبنو هاشم من قريش وان عدد الخلفاء(12) على عدد نقباء بني اسرائيل والنبي (ص) كما يزعمون ان الخلافة بعده ثلاثون سنة وبعدها ملك عضوضأي تناقض هذا فكيف يكون الخلفاء (12) خليفة ومن قريش (وليس من بني هاشم كما يقول الخليفة الثاني)ويكون بعده الملك العضوض الم يدُرْ في خلد النبي (ص) انه سيأتي من هب ودب (الطليق ابن الطليق،الفاسق، والسكير، واولاد الزنا، واصحاب الرايات الحمر وغيرهم) ليحلوا محله(ص) واول تناقض حملته مدرسة الخلفاء هو مابين (الخلفاء) وبين الملك العضوض. والتأسيس الاول لهذا الملك العضوض كان في السقيفة غداة وفاة النبي(ص) ففي مؤتمر السقيفة وبحسب نظرية منا امير ومنكم امير المشهورة وُضعت القاعدة الاولى لهذا الملك وتم التمهيد له او ارساء البذرة الجنينية الاولى من قبل الخليفة الثاني للطلقاء الذين تزعمهم عملياوإجرائيا في دولة الشام معاوية بن ابي سفيان واستمر عشرين سنة (عهد عمر وعثمان) اللذين لميأخذا درهما واحد كجباية او خراج او رسوم من معاوية عندما كان واليا على الشام في عهديهما وهي أي الشام التي كانت من أغنى بلاد المسلمين وكانا يحاسبان بقية العمال حسابا عسيرا على الدانق والدرهم فيكون هذا الثلاثي (عمر، عثمان ومعاوية) هم اللبنة الاولى في هذا التأسيس الذي سُمي باهل السنة والجماعة وسُمي فيما بعد بالجمهور ولولا مبايعة اسيد بن خضير الانصاري (الذي ساهم في حرق بيت فاطمة) لابي بكر في مؤتمر السقيفة نكاية بابن عمه الانصاري وحسدا له من ان يصير هو الامير لم يكن ليستنى لهذا المشروع ان يبدأ وان كنتُ اميل الى الاعتقاد بان مسرحية السقيفة بكل فصولها وشخوصها ودوافعها ونتائجها لم تكن وليدة لحظتها بل هي مسرحية اعدت باتقان في حياة النبي (ص) وراء الكواليس بمشاركة الكثير من الجهات من قريش والانصار والمهاجرينبدليل ان طرح مسالة منا امير ومنا امير لم يثر أي شبهة او تحفظ للموجودين تحت السقيفة لاسيما وانهم كلهم قبل اقل من شهرين قد بايعوا علي بن ابي طالب في غدير خم..بايعوه اميرا للمؤمنين هذا الامر جرى بعد وفاة النبي لسويعات معدودة فكيف يتركهم لقرون؟؟. إعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (16)
- عْاشُورْاءُ.. السَّنَةُ الحادِية عشَرَة (6)