- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لكي يكون ليوم الاثنين المقبل قيمة حقيقية
حجم النص
بقلم:لطيف القصاب (الفرارية) مصطلح لا يعرفه أبناء هذا الجيل حتى العسكريون منهم أما نحن أولاد (الخايبة) الأكبر سنا فكلمة (فرار) تعني لنا الكثير.. أن تفر من الجيش أيام حروب (صدام حسين) فهذا يعني أن تتخلى عن رأسك أو إحدى أذنيك في أقل تقدير. فقد تشوَّه المعنى الجميل لمصطلح خدمة العَلَم الذي أشاع استعماله ثقافيا (عبد الكريم قاسم)، حين لم تعد الخدمة العسكرية إجبارية كما كانت في عهد (نوري السعيد)، لقد صارت خدمة إلزامية فحسب.. إنَّ تخفيف حدة المصطلح (لغويا) جعل من هذه الخدمة الوطنية شيئا مقبولا بين الناس. لقد كفَّ العراقيون منذ عام 1958 عن تسمية أبنائهم بأسماء إناث هروبا من سوق أبنائهم الذكور إلى الخدمة الإجبارية أيام الملكية.. وبدلا من أن يُسمى المولودُ الجديد (صباح) أو (عطية) صار اسمه (قاسم) أو (كريم) تيمنا بـ (مارتن لوثر كنغ) العراق.. تحولت الخدمة الإلزامية منذ ذلك التأريخ إلى معهد لتعليم الرجل كيف يكون رجلا فعلا. (أبو خليل) لم يعد تنبلا كسولا.. كيف يكون تنبلا، وكلمة نائب العريف (انهض) له بالمرصاد، كيف يكون كسولا، ورئيس العرفاء يجوب ساحة العرضات حتى قبل موعد استيقاظ (الديك) نفسه! بالمناسبة (أبو خليل)هي كُنية الجندي العراقي التي يرفض الجندي العراقي أن تُطلقُ عليه هذه الأيام.. الجندي العراقي في الوقت الحاضر يستطيع أن يرسل بندقيته وهويته إلى عنوان وحدته فينهي حياته العسكرية إلى حين أو إلى أبد الآبدين! هذه الشريعة العسكرية الجديدة سنَّها للعراقيين (بول بريمر) منذ إحدى عشرة سنة كاملة. حينها فرحنا كثيرا نحن (الفرارية) القدماء لكننا مع مرور السنين العجاف صرنا نتحسر حتى على بؤس مراكز التدريب وسطوة نائب العريف وظلم رئيس العرفاء.. أبناؤنا أصبحوا في عمر الرجال لكن أغلبهم يفتقر إلى قيم حب المسؤولية واحترام الأعراف الاجتماعية التي تعلمها عدد كبير من آبائهم أيام حملهم للبندقية وتأديتهم للتحية العسكرية.. وبينما أصبح العراق مرتعا للذئاب الغرباء تجوبه طولا وعرضا لم يعد أبناؤنا يعتقدون بعقيدة آبائهم: أنا وأخي وابن عمي وابن وطني على الغريب.. أيها المسؤولون الحكوميون لا تفروا من صياغة قانون خدمة إلزامية كريمة لمواطنيكم،ثم تسوغون موقفكم الهارب هذا بأعذار أقبح من أعذاركم في قصص هروب المجرمين من السجون.. أيها النواب (البرلمانيون) لا تفروا من إقرار قانون خدمة إلزامية كريمة لمواطنيكم، ثم تعللون موقفكم الهارب هذا بأعذار أقبح من أعذاركم في عدم إقرار الموازنة حتى الآن.. نريد خدمة إلزامية تعِّلم أولادنا الصبر وحب العمل والمسؤولية، وتقلل من ساعات عبثهم العدمي، وتضعهم جميعا في معسكر واحد ضد معسكر الغرباء الأعداء.. نريد إرجاع الخدمة الإلزامية لكي يكون ليوم الاثنين المقبل قيمة حقيقية.
أقرأ ايضاً
- من يوقف خروقات هذا الكيان للقانون الدولي؟
- جريمة الامتناع عن معاونة السلطات التحقيقية في القانون العراقي
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟