- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الإعلام الإلهي والأيام الثلاث
حجم النص
بقلم ولاء الصفار هنالك العديد من الروايات والاحاديث الواردة عن الرسول الاعظم محمد واهل بيته الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين تؤكد على استحباب تجهيز الميت والتعجيل بجنازته ودفنه وعدم تأخيره حتى عدت من موارد اكرام الانسان بعد وفاته، ولكننا في مقابل هذا الكم الهائل من الروايات والاحاديث نجد ان الامام الحسين عليه السلام ريحانة الرسول محمد صلى الله عليه واله لم يعجل بجنازته ولم يكفن ولم يدفن الا بعد مرور ثلاثة ايام حيث ترك في صحراء كربلاء تحت اشعة الشمس اللاهبة الامر الذي يضعنا امام تساؤلات عديدة في مقدمتها ان امر التعجيل بدفن الميت يعتبر من المستحبات المؤكدة عند اهل البيت عليهم السلام وامروا شيعتهم الالتزام به وبطبيعة الحال ان اي عمل مستحب يعتبر لدى المعصوم امرا واجبا فكيف لم يعمل به مع الامام الحسين عليه السلام. ولعل الخوض في هذا الموضوع يجعلنا امام امور غيبية واسرار الهية وحكمة ربانية خصها الله سبحانه وتعالى بالامام الحسين عليه السلام كأن تكون اعلام الهي اراد الله سبحانه وتعالى ان يشهد السماوات والارض على تحالف القوم ضد المشروع الالهي الذي حمله الامام الحسين عليه السلام، ولكن في نفس الوقت هنالك امور يمكن استنتاجها من خلال البحث والتقصي من بينها المورد الاول: ابراز مظلومية الامام الحسين عليه السلام اذ ان التاريخ لم يذكر لنا شخصا قتل بالبشاعة التي قتل بها الامام الحسين عليه السلام من خلال رمي جسده بمئات السهام المسمومة وسحق ثناياه بحوافر الخيل وسلب ثيابه وحز راسه ووضعه على راس رمح ليجوب به ميدان الكوفة والشام حتى اجمع الكثير من المؤرخين ان عدد جراح الامام الحسين عليه السلام بلغت ثلاثاً وثلاثين طعنة رمح وأربعاً وثلاثين ضربة سيف اي ان الامام الحسين عليه السلام ظلم في حياته وظلم في كيفية قتله وظلم بعد استشهاده. المورد الثاني: ابراز دناءة وخسة اعداءه اذ ان هنالك العديد من الروايات التي تؤكد ان السباع وحيوانات البر لم تقترب من جسد الامام الحسين عليه السلام بل ان احد الاسود وقف يحمي جسده الشريف لتسجل تلك الحيوانات البرية الوحشية موقفا نبيلا بينما سجلت الاقوام المعادية موقفا مخزيا بعيد كل البعد عن الانسانية قد فاقتها الحيوانات الوحشية بالرحمة والرفق. المورد الثالث: ورد في الزيارة المخصوصة للامام الحسين عليه السلام "السلام عليك وعلى جدك وأبيك وأمك وأخيك وعلى الأئمة من بنيك وعلى المستشهدين معك وعلى الملائكة الحافين بقبرك" ولعل بقاء جسد الامام الحسين عليه السلام ثلاثا على رمضاء كربلاء جاء لتكمل الملائكة الحافة بقبره الشريف من صلاتها قبل ان يوارى جثمانه الطاهر الثرى.