- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الغدير والغيبة وجهان لاصل واحد
حجم النص
بفقلم:سامي جواد كاظم الاصل هو الامامة فالغدير كان ختام المسك للروايات والاحداث التي صدرت عن رسول الله (ص) لتثبت اصل الامامة عامة وولاية علي عليه السلام من بعده خاصة فكانت خطبة الغدير ترجمة قرانية نبوية لتثبيت كل ما قاله الرسول بحق علي ابتداء من انذار العشيرة وانتهاء بخم، وكان توقيت الغدير قمة في الدقة وصرخة في الحجة، ومهما التف عليها القوم فان بخ بخ تشهد عليهم وشعر قاله الشعراء يثبت الحدث والحديث. الغيبة والتي يعنى بها غيبة الامام الحجة محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام واصرار القوم على انكارها أي انكار ولادة الامام المهدي، فان الادلة التي يعتمدها المعتقد بالغيبة هي ادلة قرانية ونبوية ولنحصر الحديث عن الادلة القرانية. المشتركات بين الامام الحجة واغلب الانبياء كثيرة حيث ان هنالك محطات في حياة الانبياء تصبح دليل لرد الشبهات على غيبة الحجة، وعلى سبيل المثال لا الحصر مثلا محنة ابراهيم عليه السلام عندما رمي في النار فجعلت النار بردا وسلاما فان هذه المعجزة تعني ان قانون نيوتن بانتقال الحرارة من الكتلة الاعلى حرارة الى الادنى عند التصاقهما قد توقف في هذه الحادثة وعليه فان الله عز وجل اذا اراد امرا فانه يعطل نواميس الطبيعة لهذا الامر، عمر النبي نوح عليه السلام، غيبة يوسف عليه السلام عن اهله بدءا من رميه في البئر، غيبة موسى عليه السلام، غيبة يونس في بطن الحوت وقوله تعالى "فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون" والاية تدل على امرين ظروف غيبة النبي يونس التي لو تحدثنا عنها حديثا بشريا وقلنا ان هنالك انسان يعيش في بطن حوت لما صدقه احد ولكن ارادة الله شاءت ما شاءت، والاية الاخرى هي امكانية بقائه على هذا الحال الى يوم يبعثون، وهنا المخالف يبدا بتفسير هذه الاية بانها لا تدل على ارادة الله عز وجل حيث فسرها الطبري لصار له بطن الحوت قبرًا إلى يوم القيامة، بينما منطوق الاية هي الناتج لعدم التسبيح وليس للقبر أي لو لم يسبح لبقي على هذا الحال الى يوم القيامة، وهنا الاية تظهر للعبد قدرة الله عز وجل على ابقاء انسان حي داخل الحوت لسنين هو يحددها، ولكن المخالف يرفض هذه القدرة، وكذلك النبي عيسى ويحيى حيث اصبحا نبيان وهما صبيان وهو نفس ما حدث للامام المهدي عليه السلام. هذه الايات وغيرها لا يعتقد بها المخالف بانها دليل على الغيبة او وجود الحجة ولو سالناهم لو نفرض جدلا انكم صدقتم بهذه الادلة فماهو الاثر المترتب على تصديقكم ؟ الاثر الوحيد هو الغدير والامامة لهذا لا يؤمنون بالغيبة حتى لا يؤمنون بالغدير. التفاتة اراها مهمة، فلو قيل للمخالف هل يستطيع الله عز وجل ان يطيل عمر بشر ما قدر ما يشاء ؟ هنا الجواب احد جوابين ان قالوا كلا فهذا كفر، وان قالوا نعم سيعقبون الاجابة بسؤال ان هذا الامر يحدث لشخص يريد الله منه امرا معينا وان يكون نبي مرسل، فلو قلنا ان الامر المطلوب من المنتظر هو اقامة العدل ونشر الاحسان ودحر الظالم وزهق الحق في العالم وهذا امر عظيم تؤمنون به، واما قولكم اطالة العمر لنبي مرسل فالخضر العبد الصالح لا زال على قيد الحياة وهو ليس بنبي مرسل، فلماذا لا يجعل الله عز وجل الامام الحجة عليه السلام على قيد الحياة ؟ هنا بسبب الغدير لا يؤمنون عنادا وليس عقلا بالغيبة.
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- كربلاء وغزَّة في سؤالٍ واحد
- دماء زكية تُحققُ الاصلاح بسفكها