حجم النص
بقلم:صبيح الكعبي يدفعنا الاحساس وتجبرنا الخواطر ويحتم علينا الوفاء , ان نذكر هذا اليوم المبارك بشيء من فيض المشاعر وتعابير التمسك ومفردات اللغة وجمل الكلام لذكر واحد لم تلد مثله النساء , وتحديد المكان وسرعة الفهم وقوة البيان. وضعه في بيت الله الحرام وهذا شرف مابعده شرف لحامله, رعايته في حضن نبي الانسانية ومنقذ الامة من حضيض الخلق وشفا الهاوية فكان قريبا من ترانيم النشيد الالهي في بداية نزولها واستقبال مفاهيمها وعبودية خالقها وسماع لحنها الشجي بين حضن الايمان وتقارب النسب وقوة الصلة , اول من آمن بها قبل سن التكليف , فكان السيف واللسان لتطبيق شريعة الرحمن , مدافعا صلبا زق العلم من فم اخيه وابن عمه وحامل لوائه ومستودع سره وصندوق اماناته , قريبا منه كالرمش للعين والروح للجسد , ابوا هذه الامة , منفذا امره سالكا طريقه.وسيط تبليغه فكان محمدا صلى الله عليه وآله مدينة العلم وابا الحسن علي ابن ابي طالب عليه السلام بابها , منزلته كهارون من موسى , زوج ابنته , حامل سيف ذو الفقار , محاربا عنيدا لم يعص خالقه , كفى به عبدا لاعظم خالق , جلوسه في المسجد افضل له من الجنة , هادم الاصنام , ومفتت لحمة الشرك وعبدة الاوثان , ضربة سيفه تعادل عبادة الثقلين الى يوم القيامة , اينما يدور يدور الحق معه , من ابغضه ابغض النبي ومن ابغض النبي ابغض الله في عرشه , كلام طويل لااستطيع ايفاء حقه او الغور في اعماق ذاته ولااعرف الغوص في بحره فالمفردات تتلاشى والتعبير يخون والقلم يجف , انه يوم تنصيبه لولاية اقدر على ادارتها وافهم بحكم مرسلها وقيادة دفتها ليوم تشخص فيه الابصار , ابخسوك حقا ونسوا لك عهدا وهدموا لك صرحا وخانوا لك ودا ودمروا لك ارثا وقتلوا لك اهلا ولكن شموخك يسمو وعلوك يبان وافعالك لايمكن طمسها بالرغم مما فعل طاغية العصر في حينها معاوية وجلاوزنه عندما يبدأوا خطبهم بشتمك وطمس معالم علمك ولكن هيهات.. فللظلم جولة وللحق جولات فكان انصاف عمر بن عبد العزيز ان يوقف سيل تهجمهم ومحاولة اندثار اثار فعلك , يريدون ان يطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره المشركون , سيدي هذه كلماتي وتعابير فرحي من قلب يلهج بحبك وشفاه ترتجف لتقبيل مرقدك وحنينا لملاقاة شموخك فانت انت يامن توسدت بضجيعيك ادم ونوح وجاورت انبياء الله هود وصالح , مولاي لاابكيك لانك في عليين ولكن في الجسد وهنا وفي العين قذى وفي الروح شوق وفي الاحساس شغف ان احبو لقبرك متوسلا وادعوك مناجيا واناديك صامتا وانظر بعيني خجلا , امتك تشعر بالخجل من فعل رجالها ومافعلوه بشعوبهم بين ظلم لايغتفر وجرح لايندمل ونزيف دم لايتوقف وتكالب الاعداء لايتوقف ومعاول الشر تهدم انهم يريدون ان يعيدوا التاريخ والحنين بين اضلعهم لعبدة الشيطان والركوع للات والعزى فمتى تنهض لتهدم بقوة ايمانك اصنامهم وبضربات سيفك تقطع رؤوسهم وتهشم احلامهم , غدا سيدي ذكراك لن تنسى عندما رفع حبيبك ورفيق دربك ومعلمك يدك في غدير خم قائلا وبصوت مسموع هذا وليكم من بعدي اللهم انصر من نصره واخذل من خذله وتهافتت عليك الامة لتبايعك وتعاهدك انك احق بها من الجميع لانك عليم بمفاهيم الرسالة الالهية ودليل ظلمتها ونور علمها , انك للامة كلها وليس من حصة احد. فمن تبعك فهو في عزة الله ومن خذلك فان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب ولاننسى نكثهم والابتعاد عن عهدهم والتآمر على سيدهم ((ان يوم الفصل كان ميقاتا)) معذرة سيدي ان اطلت وعفوا ان تجاوزت فهذا فيض انائي لشخصك قليل قليل معترفا لكم بذلك لانك حي ترزق ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) فرحماك ياربي عليه ليوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
أقرأ ايضاً
- البعد السياسي ليوم الغدير
- الغدير بين منهج توحيد الكلمة وبين المنهج الصهيوني لتفريق الكلمة
- عن الذي لا يحتاجُ “عيد الغدير” كي يُحب الأمير