حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم لو تمعنا جيدا في المخطوطات التي تحتفظ بها المؤسسات المعنية بهكذا تخصص من متاحف ومكتبات فاننا سنُرغم على الاعجاب والتقدير لاصحاب الانامل التي خطت وكتبت هذه المخطوطات بغض النظر عن مضمونها فانها تظهر حجم العناء والمعاناة التي لاقاها الكاتب في سبيل تسطير كلماته هذه لتصبح مخطوطة ومن ثم مؤلفات لتاخذ مكانتها بين مصادر الكتب التي يعتمدها الباحث. ومع تطور تقنيات الكتابة والطباعة على ما يبدو تطور معه الدجل واخذ حيزا واسعا من مساحة المصداقية ليوهم القارئ الكريم بان الاسماء التي تكتب على اغلفة الكتب هم حقا من الفوها، وللاسف الشديد اصبحت الكتابة بضاعة رخيصة وطريق قصير للشهرة وكل هذا بفضل الحاسوب ونسخ ولصق (copy.past). ولكن اسوء صور الدجل هي تلك التي عايشتها من خلال التاليف فعند مراجعة المصادر والاستفسار من اصحاب المهنة تنكشف امور يندى لها الجبين، وحقيقة ذهلت عندما اطلعت على اسماء لها حضورها بين القراء وحتى انهم اعلام في مجتمعاتهم مارسوا الدجل بشكل مخز ومن هذه الممارسات: البعض ينقل موضوع كامل اكثر من صفحة بحيث ان القارئ يعتقد ان هذا الموضوع هو من تاليف المؤلف ويقوم الاخ صاحب الكتاب بوضع اسم المصدر على مقطع واحد لا يتجاوز ثلاثة اسطر فاذا ما حاججه احد سيقول اني ذكرت المصدر. البعض يضيف كلمة واحدة على الموضوع في بدايته ومن ثم يسرد الموضوع نصا بل وحتى ان حاشية المؤلف الاصلي على نقطة معينة في الموضوع ينقلها كما هي مما يوحي للقارئ الكريم ان هذا السارق هو من علق على الموضوع. البعض يقوم بتاليف كتاب يمتدح اعماله ونسبه ويتفق مع شخص اخر ان يطبع له الكتاب باسمه اي ان الشخص الاخر هو من كتب عن هذا الاول ومدح مؤلفاته ونسبه والاخر ايضا شخص مشهور. البعض يسرق المعلومات من كتاب ذكر مصدرها صاحب الكتاب فيقوم هو بذكر المصدر نفسه دون الاشارة الى الكتاب الذي سرق منه وبالنتيجة فان البعض عندما يسرق يفتضح امره لانه يقع بنفس الخطا الذي وقع به صاحب الكتاب الاول. البعض يقوم بالتاليف ولكن لا يملك المال لطباعته فيضطر الى بيعه الى مؤلف مشهور لديه امكانية مادية باسمه اي ان يكتب اسم هذا المؤلف الذي اشتراه على الغلاف وهو لا يعلم ماذا فيه. هذه الاعمال المشينة اقدم عليها اشخاص لا استطيع البوح باسمائهم لانه لديهم حضور في الوسط الادبي والثقافي والديني، واسماء مشهورة معروفة قد يكذبني البعض اذا ما ذكرتهم، علما اني رايت وثائق بعيني وسمعت شهادة اصحاب العلاقة باذني وقارنت نصوص كتب بنفسي تثبت ما ذكرته اعلاه. من جانب اخر هنالك مؤلفات تصرف عليها الاموال الطائلة وهذه المؤلفات مختلفة بالعنوان متشابهة بالمضمون وهي كثيرة جدا لاسيما التي تخص الامام الحسين عليه السلام. هنالك موسوعة خمس مجلدات لاحدى زوجات النبي عندما راجعتها وجدت فيها اقل من عشر صفحات تخص سيرة هذه الزوجة وبقية المجلدات بالكامل تتطرق الى امور لا تخص الزوجة فكيف هي موسوعة باسمها ؟ انها مجرد حشو