حجم النص
بقلم:سالم مشكور عاد الطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم في عام جديد. فهل هو جديد في مضمون وطرائق التدريس ؟. منذ سنوات ولجنة تعمل باسم تحديث المناهج، لكنها حدّثت الكتاب المدرسي وليس المنهج وبين الاثنين فرق كبير. الكتاب المقرر هو الذي يقدم المادة المقررة سلفا والمنهج يتعلق بكيفية تقديم هذا المقرر وتدريسه. جمعتني ندوة باعضاء في اللجنة حول انجازاتهم.لم أجدهم يفرقون بين المنهج والمقرر رغم ان أحدهم ميّز بين الاثنين. أسم اللجنة يشير الى تحديث المناهج لكن ما قاموا به – وما زالوا – هو تحديث المقرر الدراسي فيما المنهج ما زال كما كان: تلقين الطالب وحشو دماغه باكبر قدر من المعلومات دون تحفيزه على التفكير. هذا ما يتم في المدارس والجامعات على حد سواء.فلا تجد فرقا بين مدرسة وجامعة في منهج التدريس. الفرق فقط في مضمون المقرر الدراسي. البلدان التي نهضت وصارت متقدمة نقتدي بها إنما ابتدأت من التعليم. تعليم على التفكير والاستنتاج. تعليم على كيفية تسخير المعلومة من أجل الوصول الى فكرة او نظرية او رأي أو حقيقة علمية. يبدأ هذا المنهج منذ ما قبل الابتدائية وحتى أعلى المستويات الدراسية. قليل من المعلومات ومزيد من التفكير. ما يفقصنا هو التفكير السليم والبحث العلمي المستند الى المعلومات الدقيقة. لا نحتاج الى كتاب فيزياء من مئات الصفحات يجري حشوه بالقوة في دماغ الطالب. نحتاج الى معلومات قليلة وتفكير أكثر لنوظف المعلومات في الاتجاه الصحيح. أما حشر المعلومات في الدماغ لمجرد اجتياز الامتحان فينتج لنا جريجين لا يفقهون شيئا كما هم أغلب الخريجين اليوم، حتى بات طبيعيا ان نرى حامل شهادة دكتوراه لا يستحق حتى الاعدادية. لان المنهج التعليمي السائد ينتج طالبا متلقيا فقط، حافظا لصفحات عديدة دون ان يعرف كيف يوظفها. الطالب الجامعي الذي يفترض به البحث عن تفاصيل العنوان الذي يلخصه الاستاذ، تراه يسأل استاذه في أول محاضرة عن الكتاب او "الملزمة " المقررة، فيسارع الى شرائها من مكتبة الكلية ويبدأ بـ"درخها". لا يكفي ان نخصص الاموال لبناء المدراس. لا يكفي ان نعيّن معلمين لسد الحاجة. نحتاج الى منهج جديد للتعليم، وكادر تدريسي يتدرب على إستخدامه. هكذا نبدأ نهضة تعليمية هى أساس نهضة البلاد ومستقبله.