- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
علاقة بغداد بالامام المهدي (عج)
حجم النص
بقلم :سامي جواد كاظم
المحطات التاريخية لسيرة الامام المهدي عليه السلام محط اهتمام الكل ـ المعتقدين والمنكرين ـ ولشدة هجمة المنكرين على المعتقدين دليل صدق الوجود والغيبة وخشيتهم من ظهوره فلهذا يسعون سعيا ويكيدون كيدا لمحو ذكر المهدي ومن يعتقد بالمهدي ولكن والله لم ولن ينالوا ما يجرمون من اجله .
هنالك محطة مهمة من حياة الامام المهدي(ع) هي مكان الغيبة ومكان الظهور وعاصمة دولته ، فالمكان كما هو معلوم سامراء حيث شوهد في احدى غرف البيت اخر مرة وعندما افشى سره عمه اختفى وبمرور الزمن اصبحت الغرفة سرداب وبدا النواصب باختلاق القصص حول السرداب لتثبيت عقائد فاسدة لدى عقول اتباعهم لتوهين فكرة الامام المهدي ، مكان ظهور الامام هي ارض البعثة بؤرة الفساد والزندقة هي كما كانت في العصر الجاهلي حيث ينطلق منها للقضاء على الباطل ويبدا من السعودية ومن ثم ينتقل الى عاصمة جده امير المؤمنين عليه السلام الكوفة لتكون عاصمة لدولته .
من بين هذه المحطات هنالك محطة اسمها بغداد وهذه المحطة هي موضع ثقة الامام المهدي وبؤرة ايصال علمه وغاية امان سره ، فالمعلوم عالميا ان الدول الصديقة فيما بينها يكون لها تمثيل دبلوماسي أي السفير وعند الخلافات تغلق السفارات ويسحب السفير بل في بعض الاحيان يطرد .
الامام المهدي (عج) طوال غيبته الصغرى وانسحابه من سامراء اختار له سفراء في ارض يحس بانها اهلا لان يكون له فيها تمثيل وامان لشيعته فكانت بغداد فالمتتبع لاخبار الغيبة الصغرى وسفرائه الاربعة نجد ان تواجدهم في رقعة جغرافية صغيرة بحيث التواصل بينهم جدا قريب فالمسافة بين الخلاني وابن روح والسمري والعمري رضوان الله تعالى عليهم يمكن قطعها سيرا على الاقدام ، وكانوا ملتقى اتباع اهل البيت لمن يروم الاستفسار او ايصال الحقوق للامام المهدي (ع) فكانوا ياتون لهم من مشارق الارض ومغاربها
هذا المكان دليل على انه المكان الملائم لسفراء الحجة في زمن كله طغاة يبذلون جهدا جبارا من اجل الوصول الى الامام المهدي (ع) ولعل اختيار بغداد هذه وفي الرصافة بعيدا عن الكرخ التي فيها مرقدي الامام الكاظم وحفيده عليهما السلام له ابعاده من حيث ستراتيجية الامام في اختيار سفرائه بل ان حتى الكليني ثقة الاسلام رحمه الله في نفس البقعة التي يتواجد بها السفراء الاربعة ، لربما ابتعد الامام عن مرقد جده كونه قد يكون مكان تحت مراقبة عيون العباسيين او لان العمران لم يكن كما هو عليه في جانب الرصافة حيث اهتمام هارون العباسي بهذا الجانب ، والكاظمية بدا نجمها يتلألأ مع بزوغ نجم الشيخ المفيد ليكون مرجع الشيعة واول حوزة للشيعة في الكاظمية من حيث الشهرة واتساع الدراسة العلمية مع المكانة المرموقة التي يتمتع بها الشيخ المفيد هذا ناهيكم عن علاقة الامام بالشيخ ومتابعة نشاطاته بل وحتى حصل على رقعة من الناحية المقدسة باسمه ،كل هذا يجعل لبغداد امتياز مهدوي تفتخر به كما تفتخر الكوفة بانها ستكون عاصمة لدولة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، اذن الغيبة الصغرى يعني بغداد