حجم النص
بقلم :مديحة الربيعي
من المؤسف أن السياسة في العراق اصبحت ميدانا" لتصفية الحسابات وضرب المنافسين بشتى الطرق والوسائل ,بعيدا" عن التنافس الشريف والاعتراف بثقل ألآخر في الساحة السياسية فالشعارات تتلاشى سريعا" بمجرد وجود المصالح , وليس ببعيد عن ذلك الصفقات السياسية من تحت الطاولة كما حدث في محافظة النجف الاشرف عندما قدمت دولة القانون منصب المحافظ لعدنان الزرفي على طبق من ذهب رغم ان التيار الصدري والمجلس الاعلى قد اقترحوا عليه ترشيح شخص ما من دولة القانون ليصوتوا عليه وبذلك يكون مجلس المحافظة من نصيبهم , الان دولة القانون لها حسابات اخرى على ما يبدو , تعلو فوق منصب المحافظ بالنسبة لهم , فقد تركو له المنصب رغم معرفتهم بمحاولاته المستمرة بإدارة المحافظة بطريقة بعيدة عن هويتها الدينية ولا تتناسب مع أرادة المرجعية وقدسية المدينة في نفوس المسلمين بشكل عام والشيعة بوجه خاص, فهي مدينة امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام), بالإضافة الى كونها احدى اهم العواصم الاسلامية في العالمين العربي والاسلامي ,فقد فكر اعضاء دولة القانون بصفقة الحصول على الاصوات التي حصل عليها في انتخابات مجالس المحافظات وبذلك ستضمن دولة القانون ان هذه الاصوات ستجير لصالحهم خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة لان الزرفي سيتحالف مع القانون, وقد تكون دولة القانون فكرت مسبقا" في الحد من دور المرجعية خصوصا في مرحلة الانتخابات البرلمانية بعد ان برز دورها واضحا" في مجالس المحافظات بسبب موقفها من اداء الحكومة واد السئ, أو ان الهدف من منح الزرفي منصب المجلس نكاية بالمجلس الاعلى لأن النجف مدينة المرجعية والقيادات الدينية ولها مكانتها بالنسبة للمجلس , وعلى ما يبدوا أن الزرفي قد بدء يتقن دوره تماما" فقد رفض اعتبار الزيارة الشعبانية عطلة رسمية بدعوى عدم الترويج لثقافة التعطيل, هذا اول الغيث , وهذه احدى منجزات دولة القانون التي طالما أعتدنا منها على كل ما هو جديد فهم المسؤول ألاول والاخير عن تصرفات الزرفي وسياسته التي يتبعها في أدارة محافظة النجف, الان الصفقات السياسية فوق كل شيء حتى لو كانت ارادة المرجعية الدينية نفسها , فعلى ما يبدو ان دولة القانون لم تأخذ بعين الاعتبار اهمية الحفاظ على الهوية الدينية للمدينة , فالمهم لديهم هو حصد الاصوات وأقامة التحالفات التي تؤمن الطريق الى البرلمان عن طريق الصفقات السياسية المشبوهة التي ستفقد دولة القانون مصداقيتها أمام الشعب , عاجلا" ام آجلا".