- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
البقاء في دوري الأضواء ...كربلاء أنموذجاً
حجم النص
بقلم / مسلم الركابي
يشهد دوري النخبة العراقي هذا الموسم منافسة حامية الوطيس ,فقد عادت المنافسة الشرسة والاثارة والقوة والندية والتي افتقدها الدوري العراقي في السنين السابقة هذا الموسم ,فبعد ان شهد الموسم الكروي ظاهرة تواجد المحترفين العرب والاجانب في صفوف انديتنا اضافة الى تواجد المدربين غير العراقيين مع بعض فرق الدوري كل ذلك اعطى للدوري العراقي هذا الموسم نهكة خاصة ,ولايفوتنا ان نذكر ان عودة الروح لاندية العاصمة بغداد والتي جعلتها تنافس وبقوة مما مكنها من سحب البساط من تحت اقدام الفرق الشمالية والتي تعيش في بحبوحة من امرها ادارياً ومالياً وفنياً اضافة الى بنى تحتية مميزة والتي جعلتها تتفوق على بقية فرق اندية النخبة في الدوري ,ومن العلامالت الفارقة في الدوري العراقي هذا الموسم هو الصراع المثير بين فرق المقدمة ,فمن يتأمل جدول الترتيب لحد فترة التوقف الاخيرة والتي شكلت نكسة كبيرة للدوري العراقي والتي جاءت بقرار غريب وعجيب من قبل لجنة المسابقات في اتحاد الكرة ,اجل من يتأمل الفرق الستة الاولى في جدول الترتيب يلاحظ حمى الصراع وشدة المنافسة بين فرق المقدمة ,وهناك صراع آخر اكثر سخونة واشد وطأة وهو صراع فرق المؤخرة في جدول الترتيب ,حيث هناك ستة فرق تقاتل من اجل البقاء في دوري الأضواء ,انه صراع من نوع آخر صراع من اجل الابتعاد عن شبح الهبوط الى دوري المظاليم ,وهذان الصراعان صراع فرق المقدمة وصراع فرق المؤخرة اعطى الدوري العراقي طابع مميز مما جعله محط اهتمام الجماهير الكروية الكبيرة والممتدة على مساحة الوطن . ومثلما كان لجمهور فرق مقدمة جدول الترتيب حالة من الترقب لنتائج الفرق كان ايضاً لجمهور فرق المؤخرة في جدول الترتيب ترقب من نوع خاص فهانك حالة انشداد كبيرة وقلق متزايد مع مرور المباريات على مصير الفرق القابعة في اسفل الترتيب ففرق اسفل القائمة هذا الموسم تكاد تتشابه في المستويات الفنية والنتائج وهذا ما تقوله لغة الارقام في جدول الترتيب لكن المفارقة الغريبة ان هذه الفرق لا تتشابه في الظروف الادارية المحيطة بكل فريق حيث تتباين الظروف المحيطة بفريق الصناعة عن ظروف فريق الطلبة الادارية والظروف المحيطة بفريق كربلاء تختلف عن الظروف المحيطة بفريق النجف وهكذا بقية الفرق لكننا نتفق ان هذه الظروف بكل مسمياتها واختلافاتها تبقى هي ظروف قاسية وقاهرة وهي التي ألقت بظلالها على نتائج هذه الفرق والتي تعيش حالة صراع مع نفسها اولاً ومع بقية الفرق ثانياً صراع من نوع خاص صراع قاس وحاسم وغير قابل للتعويض انه صراع البقاء في دوري الأضواء ,فالمباريات المتبقية لهذه الفرق هي مباريات حياة او موت وهي مباريات التشبث بالامل مهما كان ضعيفاً من اجل الدخول الى المناطق الدافئة في جدول الترتيب ,ومثل بقية الفرق الستة المؤخرة في جدول الترتيب يعيش فريق نادي كربلاء حالة من القلق والترقب حيث لازال جمهور العميد الكربلائي قلق على مسيرة الفريق بعد ان ضربت الازمة المالية الخانقة اطنابها بين اركان الفريق وجعلته ينزف المزيد من النقاط في ملعبه وخارج ملعبه فقد عاش الفريق منذ بداية الدوري ازمة مالية شديدة وظل يواصل اللعب على امل ووعود المسؤولين في مجلس المحافظة بدعم الفريق ولكن للاسف الشديد ونقولها بمرارة ان المسؤولين في المحافظة لم يكونوا مسؤولين بمستوى كلمتهم ووعودهم فقد وعدوا ووعدوا ووعدوا واقسموا واقسمواواقسموا على تنفيذ ووعودهم ولكن للاسف كنا في كل مرة نسمع جعجعة ولانرى طحين ,فهؤلاء المسؤولين لا يفقهوا من الامر شيئاً فلا زالوا يتعاملوا مع الرياضة في المحافظة على انها (مجرد لعب طوبة) وهذه هي قمة مأساة الرياضة الكربلائية بشكل عام حيث لم تحضى الرياضة في كربلاء للاسف بمسؤول رياضي بمعنى الكلمة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ورغم كل ذلك سار فريق نادي كربلاء ببداية اكثر من رائعة وحقق نتائج متميزة ولكن للصبر حدود كما تقول السيدة ام كلثوم رحمها الله ,ثم ساهمت وزارة الشباب والرياضة في تعميق ازمة النادي (جمل الغركان غطة) بعد ان مارست مختلف الاساليب التعسفية مع ادارة النادي من خلال حجزها لمبالغ ايجار المحلات وايداع هذه المبالغ بحساب خاص في وزارة المالية هذه الامور وغيرها الكثير جعلت ادارة النادي تتصرف بما لديها معتمدة على امكانيتها الذاتية حيث حاولت المضي بمسيرة النادي بعد ان سخرت كل امكانياتها المادية الشخصية بخدمة الفريق وحاولت توفير الحد الادنى من رواتب اللاعبين والتي لم ترتقي الى المستوى المطلوب مما ارغم الوضع الكادر التدريبي بان يساهم هو الاخر ومن ماله الخاص في تمشية امور النادي فقد قدم الكادر التدريبي ممثلا المدرب الشاب حيدر يحيى جهداً مميزاً ورائعاً حيث حقق نتائج مبهرة جعلته محط اعجاب وتقدير الكثير من المتابعين ولكنه وصل الى حد اتعبه الوضع بشكل كبير بعد يأس من الوعود فقدم استقالته واكمل المهمة الكابتن سالم عودة وهو صاحب تجربة مميزة مع الفريق في مواسم سابقة وعلى نفس المنوال واصبحت الحالة لا تطاق بعد ان اعطى المسؤولون (الاذن الطرشة) لكل النداءات والتوسلات التي قدمتها ادارة وجمهور الفريق ,واليوم وبعد ان وصل السيد سالم عودة الى نفس النتيجة اعلن استقالته هو الاخر مما جعل سفينة الفريق تسير على كف عفريت خاصة والفريق يعيش هاجس الهبوط الى دوري المظاليم ويدرك الجميع بان فريق نادي كربلاء لو هبط لا سامح الله الى دوري المظاليم سيبقى يعاني ويعاني من اجل العودة ثانية لان الامور ستكون صعبة وصعبة جدا وهذه حقيقة يعرفها الجميع ,وهنا يأتي الدور الاكبر لادارة النادي حيث يختبر الرجال في المواقف الصعبة ,فتكاتف الجميع والتعاون والتشاور في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب اضافة الى اعادة روح التحدي والتضحية والايثار عند اللاعبين هذه الامور هي التي ستعيد السفينة الى شواطيء الامان ,فلا زالت الفرصنة سانحة لذلك نقول ان الكرة اليوم هي في ملعب اللاعبين بالدرجة الاساس فقد اقتربت النهاية وعليكم ايها الابطال ان تكملوا المسيرة لقد ضحيتم وتحملتم وعانيتم وقد خذلكم المسؤولون لكن الجمهور اليوم ينتظر منكم انتفاضة غيورة من اجل اعادة العميد الكربلائي الى وضعه الصحيح فقد عرفتم الحالة وفهمتم التفاصيل ولم يتبقى امامكم سوى ان تقدموا ما بداخلكم من ابداع كروي ولعب رجولي وتحدي كبير من اجل ناديكم وفريقكم ومدينتكم واسمائكم فبقائكم في دوري الاضواء انجاز يحسب لكم وماعلى الادارة الا ان تتفهم الامر جيداً ,وان فترة التوقف هي فرصة ذهبية لتصحيح المسار وتحقيق التعويض في قادم المباريات ,
الامل معقود بكم ببقاء كربلاء في دور الأضواء .
M_alrekabby@ytahoo,com
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- دوري نجوم العراق.. ما له وما عليه