حجم النص
بقلم ابراهيم زيدان
تباينت ردود الافعال بشأن عودة وزير الكهرباء المهندس كريم عفتان الجميلي الى منصبه الحكومي مفضلا الخيار الوطني لخدمة الشعب تاركا خلف ظهره الصراع السياسي الذي دمر البلاد وآذى العباد ، وقد كان موقف عشائر الجميلة في الفلوجة التي ينتمي اليها الوزير مساندا ومرحبا بالقرار الوطني الشجاع الذي اتخذه ابن العشيرة في الوقوف الى صف العراق وشعبه في هذا الظرف العصيب الذي يشهد تناحرا سياسيا وازمة خانقة قد تعصف بالبلاد بسبب من يدير الصراع الاقليمي على ارض العراق بالنيابة عن هذه الدولة وتلك التي تغدق بالاموال من اجل تمرير مشاريعها المعادية للعراق وشعبه خدمة لاسرائيل التي سعت ولاتزال الى تمزيق العراق على اساس طائفي ضمن مشروع يستهدف معظم البلاد العربية ، فقد كان رد فعل عشائر الجميلة التي ينتمي اليها الوزير ايجابيا مباركا عودة ابنها الى مزاولة عمله خدمة لعموم مدن العراق ، فقد اصدر رؤساء عشائر الجميلة عقب اجتماع موسع في مضيف شيخ مشايخ الجميلات مشحن عباس الجميلي بيانا اكدوا فيه أن وزارة الكهرباء هي وزارة خدمية وبعيدة عن السياسة وبأنهم مع مطالب المتظاهرين مباركين في الوقت نفسه ان يكون وزيرُ الكهرباء ضمن اللجنةِ الوزارية التي شكلت للنظر بمطالب المتظاهرين ، وهذا الموقف وان جسد وطنية عشائر جميلة فهو في الوقت ذاته سيعطي للوزير زخما اضافيا في موقع المسؤولية الذي تصدى فيه لخدمة ابناء شعبه ، فيما لفت بيان لوزارة الكهرباء على لسان متحدثها الرسمي مصعب المدرس الى ( ان الجميلي حث جميع منتسبي الوزارة الى بذل جهودا اكبر من اجل تقديم افضل الخدمات الى المواطن العراقي في اشهر الصيف المقبلة) ، مشددا على ان (ازمة الكهرباء ستنتهي بالكامل اواخر العام 2013) ، منوها الى ان ( الوزير اكد إن هدفه الاول والاخير هو خدمة العراق والعراقيين بعيدا عن كل التقاطعات والتجاذبات التي لا تجر على البلاد غير الخسارة) ، كما رحب مجلس محافظة الانبار اليوم بعودة وزير الكهرباء من الانبار كريم عفتان الى اجتماعات مجلس الوزراء والاشتراك في اللجنة المكلفة بتنفيذ مطالب المعتصمين ، وثمن نائب رئيس مجلس الانبار سعدون عبيد الشعلان القرار مؤكدا ( نحن معه في هذا الخطوة وعدم ترك المناصب الحكومية شاغرة دون ادارة وقال ان ( وزير الكهرباء كريم عفتان يعمل على تنفيذ جميع المطالب التي خرجت بها الجماهير في الانبار وباقي المحافظات ونرحب بقراره الاخير كونه هو الصائب ) ، واعتبر الشعلان عودة وزير الكهرباء الى الكابينة الحكومية ( خطوة شجاعة نابعة عن حرصه في تقديم الخدمة للمواطنين)، داعيا وزراء العراقية المتغيبين الى (الحضور في جلسات البرلمان للمساعدة في اقرار الموازنة العامة الاتحادية التي تأخرت ما انعكس سلبا على حياة المواطنين) ، ووصف الشيخ خالد الجميلي احد شيوخ ووجهاء قبيلة الجميلة التي ينتمي اليها وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي بأن ما قام به وزير الكهرباء واجب طني يتحتم على كل مواطن غيور لوطنه ان يعمل كل ما بوسعه من اجل اجتياز جميع المعوقات التي يشهدها العراق بعيدا عن الانتماءات الحزبية والمناطقية وجميع المسميات ، ولفت الجميلي الى ان (عودة وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي من شأنها ان تسهم في معالجة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي قبل حلول صيف العراق اللاهب وطرح مختلف معوقات وزراته امام انظار الحكومة الاتحادية ليتسنى تخصيص ميزانية مالية لمعالجة عدم الخلل في شبكة التيار الكهربائي ووضع الحلول الناجعة للمشاريع التي لم تنجز لحد الان) ، واشار الى ان ( قبيلة الجميلة ترحب بعودة ابن العراق الى اجتماعات رئاسة الوزراء واشتراكه في لجنة تحقيق مطالب المعتصمين) ، لافتا الى ان ( ردود الفعل المتشنجة من قبل البعض على عودة الوزير لا نعير لها اي أهمية) ، ووصف النائب عن دولة القانون سعد حمزة كاظم موقف الوزيري بالوطني المعبر عن حرصه وشجاعته من خلال انضمامه الى الكابينة الوزارية ، وذكر النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك ان عودة وزير الكهرباء كريم عفتان الى جلسات مجلس الوزراء لا تعني عودة باقي وزراء القائمة الى الحكومة، مشيرا إلى أن حضور عفتان لاجتماع مجلس الوزراء جاء لان عمل الوزير فني وليس سياسيا ، واوضح المطلك (ان حضور وزير الكهرباء لاجتماع مجلس الوزراء جاء لان عمل الوزير فني وليس سياسيا ، مبينا أن عودته جاءت من اجل تعزيز عمل اللجنة الخماسية وايضا من اجل فتح مواقع الكترونية في المحافظات السنية لاستلام طلبات المتظاهرين، وكذلك حضوره جاء لتوسيع عمل اللجنة الوزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ، فيما اتخذت القائمة العراقية التي تدعي انتماء الوزير اليها موقفا سلبيا من قراره الوطني هذا حين عمدت الى فصله والبراءة منه ، فقد اعتبرت (ميسون الدملوجي) الناطقة الرسمية باسم ائتلاف العراقية وزير الكهرباء كريم عفتان الجميلي خارج الائتلاف (ولا يمثلنا)، مشيرة إلى أن حضور عفتان إلى اجتماع مجلس الوزراء (يعد قرارا شخصيا وأن ائتلاف العراقية يواصل نقاشاته بشأن موقفه النهائي من الحكومة) ، وقالت الدملوجي (إن عفتان كسر قرار ائتلاف العراقية القاضي بمقاطعة وزرائها اجتماعات مجلس الوزراء وبذلك نعتبره خارج القائمة ونحن غير مسؤولين عن تصرفاته)، مشيرة إلى أن (ائتلاف العراقية سيطلب من مجلس النواب (البرلمان) العراقي سحب الثقة من عفتان كونه مرشحا لمنصب وزير الكهرباء عن العراقية، وأن هذا المنصب هو من حق ائتلافنا) ، وأضافت الناطقة قائلة (نحن لسنا نادمين على خروج عفتان من ائتلافنا كونه لم يقدم أو ينجز أي شيء للعراقيين في مجال توفير الطاقة الكهربائية، مع أنه كان قد صرح في أحد الاجتماعات عن أن العراق سوف يصدر الطاقة الكهربائية للدول المجاورة في عام 2013 وهذا ما أثار استهجان واستغراب أعضاء ائتلافنا) ، وأوضحت الدملوجي أن (موضوع عدم التزام هذا الوزير أو ذاك عن كتلته ليس بموضوع غريب، فالوزارة منصب وهناك من تغريهم المناصب ويفضلونها على مبادئهم وهذا لا يؤثر على المنهاج الوطني الثابت للعراقية ولا على قوتها وتكاتفها وموقفها من قضايا الشعب العراقي)، مشيرة إلى (أن من يخرج من العراقية يرفضه الشارع لأننا نمثل العراقيين ومطالبهم ولهذا نحن تبنينا كل المطالب المشروعة للعراقيين سواء المتظاهرين أو غيرهم) ، وقالت النائبة عن العراقية وكتلة الحل (عتاب الدوري) إن (عودة وزير الكهرباء إلى جلسات مجلس الوزراء لا تعني شيئا للعراقية أو كتلة الحل) ، مضيفة إن القائمة العراقية بوزرائها ونوابها قرروا في كانون الثاني الماضي مقاطعة جلسات مجلسي الوزراء والنواب لحين البت في مطالب المتظاهرين، مشددة على أن (القائمة مازالت مستمرة في مقاطعتها جلسات مجلس الوزراء استجابة لمطالب الشارع العراقي) ، وايد النائب (محمد الخالدي) عن العراقية ما ذهبت إليه الدوري، مؤكدا أن قائمته لا تعترف بحضور وزير الكهرباء إلى جلسات مجلس الوزراء ولا يمثل رأي العراقية ، فيما هاجم النائب طلال حسين عن القائمة العراقية قرار قائمته سحب وزرائها من مجلس الوزراء ، مؤكدا ان (عملية الانسحاب لم تكن مدروسة ومبنية على ردود الافعال التي دائما ما يكون غير دقيقة، ولا تستدعي اتخاذ قرار ضد الوزراء العائدين لان قرار الانسحاب من جلسات مجلس الوزراء، لم يكن بالاساس قراراً من قبل العراقية، وانما مجموعة اجتمعت واتخذت القرار كرد فعل وحملتنا مسؤوليته، فيما لم نصوت عليه ولم نجتمع لاتخاذه) ، مضيفا ( اننا لن نلوم وزراء العراقية ابدا ونلوم الذي اتخذ القرار بحقهم)، مشيرا الى ان (وزراء القائمة المنسحبين سيعودون تباعاً لاسيما وان العراقية سحبت وزراءها اكثر من مرة ومن يفعل ذلك يستطيع ان يكرره) مشددا على ( اننا لم نصوت على الوزراء داخل العراقية ككتلة، وانما صوتنا عليهم كاعضاء مجلس نواب لكابينة وزارية ) ، فيما رأى النائب عن العراقية (وليد المحمدي) ان عودة وزير الكهرباء كريم عفتان الى عمله دون موافقة العراقية وقياداتها جعله في موقف الباحث عن المصلحة الشخصية ) ، ونسي هذا النائب ماقامت وتقوم به القائمة العراقية من تدمير للعملية السياسية الامر الذي انعكس سلبيا على جميع نواحي الحياة في العراق ، وآخر مافعله معظم ممثليها في تبنيهم للخطاب الطائفي والتحريض على الاقتتال بين ابناء الشعب من اجل مصالحهم الشخصية البعيدة كل البعد عن الوطنية ، بخلاف ذلك رحب ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي بعودة الوزير كريم عفتان ، فيما اشار الزميل (باسم الشيخ) رئيس تحرير جريدة الدستور العراقية اليومية في افتتاحيته الى انها ( ليست المرة الاولى التي يخرق بها احد وزراء القائمة العراقية قرارها بسحب وزرائها من الكابينة الحكومية، وهي خطوة متوقعة سلفاً، على الرغم من أن الانسحاب هذه المرة جاء تحت ضغط جمهورها الذي وضعها بين خيارين لايقل احدهما عن الاخر ، وقال (أن مثل هذه القرارات التي لم تقدم شيئاً لحل الازمة الناشبة بين طرفي الصراع، فلا البقاء في حكومة عاجزة عن تخليص البلاد من مسلسل الازمات يعد حلاً لمشاكلنا ولامقاطعتها والانسحاب منها هو الحل الامثل، فالحلول الحقيقية تأتي بصدق النيات لخدمة الشعب وليس للحفاظ على المصالح والكراسي ) ، ومهما اختلفت وتباينت الآراء وردود الافعال تبقى الخطوة الوطنية الشجاعة التي اتخذها معالي وزير الكهرباء المهندس كريم عفتان الجميلي محط اعتزاز اغلب العراقيين ، فقد اختار الرجل الوقوف الى جانب شعبه ضاربا عرض الحائط كل التوجهات التي لاتخدم العراق ، فتحية لهذه الخطوة الوطنية المقترنة بقرار شجاع .
أقرأ ايضاً
- التعويض عن التوقيف.. خطوة نحو تطور التشريع الإجرائي
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية