حجم النص
الدكتور وليد سعيد البياتي
إنه تاريخ من الدم، فهل تحاولون تجميله بالكلمات وبقصائد الشعر؟ ففي الكرادة كما في كربلاء كما في كل مان عيون نضاخة بالدم، قبلتم أم لم تقبلوا فعينا أن نتكلم فلستم من يكمم أفواهنا لانكم غير قادرين على مسح الدماء عن اصابعكم بل سواعدكم التي غرقت في دمائنا واقدامكم التي لازالت تخوض فيها.
قد تقولون: لسنا نحن من فجر نسفه في الاطفال والنساء والجموع!! غير اني اقول لكم: بل أنتم لان بيدكم السلطة والسلاح وبيدكم القدرة على الفعل لانكم وضعتم أنفسكم في محل المسؤولية وأردتم أن تقودوا الامة لكنكم فشلتم وتراجعتم وهاهي دمائنا لازالت تسيل في الدروب وعلى الأرصفة، وانتم لا زلتم تحتلون أماكنكم على مقاعد السلطة!!
لكل من يجلس على كرسي السلطة ولكل من بيده القرار ولكل من يستطيع ان يغير ولم يفعل أقول أنكم الفاعل الاول في الجريمة، وأما هؤلاء من بعثيين وقاعدة فلانهم إستغلوا ضعفكم وجبنكم وكراهيتكم للناس في قبال تشبثكم بالسلطة وبكراسي الحكم، فقبلتم ان يذبح الاطفال وتهتك أعراض النساء ويُقتّل الشيوخ وبسطاء الناس ليكونوا فداء لكراسي الحكم.
إن الحاكم الذي لا يكون حاكماَ إلا بهدر دماء شعبه لايستحق الحكم، لأن الدم أغلى من كل العروش، وأما محاولات بعض الاطراف الشيعية في أن تبدو أنها تتبع منهج الوسطية في التعامل مع الاطراف ولا تحاول ان تزعج احداً كي لا يتم الضغط عليها، فهي تقدم للجانب السلبي فرصة لموازاة الجانب الايجابي لأنها تعتبر الجميع سواسية القاتل والمقتول، فهي تخشى أن تصرح بفساد هذا الجانب لان تصريحها سيؤثر على علاقتها به وبالتالي تخسر جانباً من مميزاتها أو مواقعها السياسية.
لا شك ان فشل هذه الطبقة الحاكمة يكشف مدى الهاوية التي ساقنا إليها إنتخاب القوائم بدلاً من إنتخاب الاسماء بعينها، ومن هنا فعلى أبناء الشعب الإنتباه إلى هذه القضية لان إنتخاب القوائم سيعني وصول اشخاص معينين من قبل القائمة وليسوا منتخبين من قبل المجتمع، فليس كل من في هذه القائمة أو تلك يصلح للحكم، فنسبة الذين يصلحون للسلطة هم 5% دائماً وليسوا أكثر، وعدم وصول هذه النسبة للحكم يعني وصول أشخاص ليسوا مؤهلين ولا يمتلكون الخبرة والكفاءة، كما إنهم ليسوا من تحمل عبء الكفاح ضد النظام السابق.
ها نحن نرى إن أكثر من 98% من المجاهدين الاصلاء من كل الاحزاب بعيدين عن السلطة، ,إذا كانوا لا يريدون وصول هؤلاء للحكم أو لمراكز قيادية مع أن منهم من يحمل الخبرات العلمية والعملية فالافضل إذن اللجوء إلى حكومة تكنوقراط فهذا افضل سبيل لوقف الدماء.
أيها الحكام إن بين جرحي وجرحي مساحة من الدم، فهل منكم من يحمل الدواء؟ أشك!!! بل شككت فيكم من قبل ولم أؤمن أن فيكم من يحمل همومنا ويعي حقيقة جراحنا، فالجميع ينظر لمصلحته الخاصة وإلى فرص بقاءه في السلطة، فلو انكم حملتم شيئاً من همومنا لكان حالنا أفضل ولكانت الدماء أقل، ولكان الانسان إنساناً وليس سلعة في سوق كراسي السلطة.
[email protected]