- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ثرثرة عراقية الحلقة الثامنة (8)
بقلم :جمال الدين الشهرستاني
1- حجر أساس ب 35 مليون دينار
في يوم الثلاثاء 6 / 11 / 2012م دقت صفارات الإنذار في جامعة كربلاء المقدسة و إلغاء الدوام لثلاث كليات غير مهمة وهي الطب والصيدلة وطب الأسنان و الطب البيطري ، ماعدا كلية القانون التي كان الاحتفال على قاعتها ، وهذه المكرمة جاءتهم لقدوم وزير التعليم العالي من بغداد عاصمة نصف العراق إلى شمال العراق الجديد كربلاء المقدسة لوضع حجر الأساس للمستشفى التعليمي الجديد ، وأعلن أحد المتخصصين في الجامعة أن تعطيل هذا اليوم كلف ميزانية الدولة 35 مليون دينار هباء منثور على بعض الأمور وذلك عن رواتب الأساتذة ومصاريف الضيافة ، وهذا اليوم يضاف إلى العطل الرسمية والمحلية وإضافة يوم على عيد الفطر ويومين على عيد الأضحى ليتساوى الأخوة في اللاوطن جرعات الكسل والتخلف والتراجع الفكري والفني و الذوقي .. سؤالي .. ألم يكن من الأولى وضع حجر الأساس مع مجموعة من الإعلاميين والصحافة لتغطية الحدث ؟ ألا يكفينا عطل رسمية ومناسبات غير محدودة العدد و الزمن ؟ متى سنبني الوطن والمواطن ؟ متى يكمل الطالب المادة الدراسية ؟ أم لا أمل في ذلك .
2- [ الهوى ما ترس خشمي ]
حدث في الأسبوع الماضي في منطقة حي الحر شمال غرب كربلاء المقدسة ، أراد قيادي في حزب الدعوة تنظيم الداخل ( جماعة ملة خضير الخزاعي ) وعضو مجلس محافظة سابق ، أراد أن يركن سيارته أمام محل احد الحلاقين فطلب من صاحب السيارة المركونة سابقا، أن يبعدها من المكان ، أجابه المواطن أنه يريد الحلاقة فقطع القيادي الإسلامي الشارع ، وقال للمواطن [ ولك تعرف منو آني ، الهوى ما تارس خشمي ] !! كم كنت أحترم هذا السيد القيادي قبل هذه الحادثة ؟ والملفت للنظر أن في الفترة الماضية كثرت لدينا في كربلاء المقدسة كلمة ( ولك تعرف منو آني ) ؟ لأنه قبل ذلك قالها مسؤول حماية السيد المحافظ لصاحب مطعم ( كباب نبيل ) المعروف في منطقة الجمعية عندما جمع الأتربة والنفايات بآليات البلدية ورماها أمام مطعم المواطن ، لأنه طالبه بثمن ما أكله في صباح ذلك اليوم . وكل هذا يدل على أن النكرات في المجتمع تزيد يوما بعد يوم ، والطامة الكبرى أنهم بهذا السؤال العجيب يؤكدون بل ويعرفون بأنهم نكرات .
3- النظافة من الإيمان
عندما يتجول المواطن عندنا ، والزائر لهذه المدينة يجد ما هو ملفت للنظر في كربلاء المقدسة و أحياءها و شوارعها و أزقتها ( إنها الأزبال والنفايات و أكياس النايلون وأنابيب البلاستك ) وكأنما المدينة تخلو من دائرة البلدية وليس فيها راعي ، وهذه الأموال ( المليارات ) التي تصرف كل عام على المقاول المتعهد بالنظافة لم تخرج من جيوب المساكين أبناء هذا الوطن المسلوب ، عندما دخلت إلى مدينة في إحدى مدن الجوار ، تعجبت للنظافة و سحرتني المدينة فسألتهم ، قالوا نحن نشتري الأزبال من المواطن والكلفة اقل مما إذا أعطيناها للمقاولين المنظفين ، علما أن هذه المقاولات شراكة بين أعضاء في حكومة كربلاء المقدسة و المقاول ، ولا تعطى حسب مناقصات و أصول و ضوابط معينه ، بل المقاول يتفق مقدما ، وهذا حال استيفاء الأموال من العجلات الثقيلة ( الحمل ) وقضايا ومقاولات أخرى .والفساد في كربلاء المقدسة يزكم الأنوف , ولا أمل بحلها بسبب قوة الذراع و هيئة النزاهة معذورة فبغداد غير داعمة إلا للذين لا علاقة لهم بالأحزاب , والفساد الكبير فيهم .
أقرأ ايضاً
- فزعة عراقية مشرّفة
- كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟ (الحلقة 7) التجربة الكوبية
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة