حجم النص
بقلم :هادي جلو مرعي
تنشط منظمات حقوق الإنسان حول العالم بكشف فضائح أساليب التعذيب المتبعة في بلدان عديدة خاصة الشرقي منه وتحديدا الإسلامي الذي يشهد أوسع عمليات التعذيب وأبشعها والتي لم تعد تطال الرجال وحسب بل تعدت الى الأطفال والنساء ولعلنا في العراق عشنا هذه التجربة من يوم جاؤا بجاري المسكين (فرحان) وقد أعدم وكانت آثار التعذيب على جسده مطلع ثمانينيات القرن الماضي حتى أن مسامير كانت تخترق جسده المدمى ،وكنت أسمع حكايات عن تعذيب نساء وإغتصابهن وتهديد أبنائهن وإخوانهن بفعل الفاحشة معهن بحضورهم لسلب إعترافات منهم ولو كانت كاذبة وغير صحيحة تماما،ومثل ذلك كان يحدث في بلدان عربية عدة ولعل (عبد الرحمن منيف) الروائي العربي الشهير وصف حالة التعذيب العري أبشع صوره في روايته البديعة ( شرق المتوسط ) .كانت تعجبني وأكاد أكون حفظتها فبطل القصة كان يتحدث عن بطل آخر أكثر حضورا منه بل إن البطل كان مجرد راو لبطولة السجين الذي تأثر ه وكان يعلمهم الصبر وكان يقول لهم، تحملوا في البداية الجلدة الأولى والثانية ثم ينتهي كل شئ فلاتعودوا تشعرون بالألم ،وكان إسم البطل الأسطوري في السجن العربي ( هادي ) لقد كان هادي معلما إضافة الى كونه سجينا سياسيا.
في العراق كان التعذيب أسلوبا رائجا ويروق للسلطات الحاكمة وكنا نعاني منه وكنا نقول ،متى يسقط النظام لنتحرر من وسائله الشريرة لإحكام قبضته علينا؟،وكنا نريد أن نؤسس لدولة القانون وسلطة العدل وقوة الإنسان لا السلطة الغاشمة التي ترغم الناس ليكونوا عبيدا،لكن الآن وفي معظم البلدان العربية التي شهدت التغيير وسقوط سلطة الجبابرة عادت السلطات الجديدة المعذبة في السابق لتمارس ذات الأساليب بل إن العديد من مجرمي الأنظمة السابقة يتسلطون الآن في ذات المراكز الأمنية ومنهم أعضاء برلمانات وضباط كبار وووووو...تحضرني الآن حالات إغتصاب وتعذيب مخيفة تتعرض لها نساء في بلدي الذي أدعم التغيير فيه وأدعم حكومته وبرلمانه ومؤسساته لكنني لاأرتضي أن تسمح الحكومة للمجرمين والمغتصبين أن يتحكموا بأعراض الناس وشرفهم خاصة في التهم التي توجه لنساء عراقيات وحتى لو كن عضوات في شبكات إرهابية أو في عصابات جريمة فالمرأة في عالمنا الشرقي والعربي منه محصنة ولايجوز إنتهاك شرفها وتعذيبها وقد إطلعت على جرائم تعرضت لها سجينات وأنا الآن أعيش صدمة تعذيب وإنتهاك فاضح لكرامة الصحفية العراقية (صباح حسن حسين) في واحدة من مديريات الجرائم الكبرى ولاأبحث في التهمة فهذا شأن آخر ولكني أهتم بالوسائل الوحشية التي تمارس خاصة وإني تحدثت الى صباح وحكت لي مالم تحكه لأهلها عن الذي جرى في تكريت ،وماأذكره ( تعرية الجسد،الكي بالسجائر ،صب الماء البارد ،إلخ إلخ إلخ ) عدا عن أمور لاأستطيع ذكرها إحتراما لكرامتها إلإنسانية.
أذكركم بماوقع لسيدي علي بن أبي طالب حين ضربه عبد الرحمن بن ملجم، ورغم إن عليا يحتفظ بحديث لإبن عمه الرسول ،سيقتلك أشقى الأشقياء ،مايعني إن إبن ملجم إرهابي شقي مجرم ،لكن عليا قال،إن أنا بقيت فأمره لي ،وإن قضيت فضربة بضربة ،ورفض ان يعذبوه وكان الحسن يسقيه اللبن ويطعمه.طيب كيف يكون الحال مع النساء مادام إبن ملجم تلقى معاملة من علي بن أبي طالب كانت طيبة وحسنة للغاية ،فهل يجوز أن تعذب النساء في سجوننا حتى لو كن إرهابيات بل إن الله لم يأمر بذلك ودعا الى حجر النساء المنحرفات والزانيات ،ياجماعة غلط مايجري ليس صحيحا ذلك البتة.غيروا مجرى الماء لكي لايختلط بمياه المجاري الآسنة .
ملاحظة أخيرة .هل يجوز لضابط تحقيق إن يغتصب إمرأة حتى لو كانت مجرمة ؟فكيف إذا كانت بريئة؟ وماهو الدليل على إن أي إمرأة تدخل السجن هي مجرمة؟فهناك المئات من البريئات في السجون ،لاشئ يبرر أبدا إنتهاك اعراض الناس.
أقرأ ايضاً
- قناة الحرة و حقوق النسوان ... ركض ركض ع الحور العين
- إياك والمرور بشارع التعذيب ( شارع نهاية الداخل)
- هلالُ النسوان... في البرلمان!!!