حجم النص
تقرير: صفاء السعدي
هي الأروع والأجمل والمثالية في الدقة والراقية في التصميم والإبداع، فقد جمعت كل أركان العناية والرقي ومختلف أنواع الخدمات التي يمكن أن تقدم للمواطن العراقي والزائرين قياساً بالخدمات التي تقدمها الدول المتطورة في العالم.
وعندما تدخل إلى مدينة الزائرين التي أنجزتها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على طريق (كربلاء ـ بابل) بدعم ورعاية من ديوان الوقف الشيعي في العراق، تدخل إلى عالم آخر وجديد لم تره إلا في الأحلام والذي أُختزل في هذه المدينة المتكاملة والمتطورة والتي تجذب أعين المارة من بعيد لجماليتها وحسن تصميمها المعماري الذي زينته الورود الطبيعية الفواحة بعطر الولاء ليتكامل مع احتضانها لزائري سيد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام).
وعُدّت مدينة الزائرين من أجمل وأروع المشاريع الخدمية العملاقة التي نفذتها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بحسب تصريحات حكومية ورسمية وخبراء وفنيين أشادوا بها للوهلة الأولى التي يدخلون فيها هذه المدينة المتطورة التي تم تصميمها وتنفيذها بأيادي عراقية تمثلت بـ (شركة الفاو الهندسية العامة) وبمساحة إجماليه تقدر بـ(50000 م2) وبمساحة فعلية للبناء وصلت إلى (75 %) من مساحة الأرض الكلية.
والى حفل افتتاح المدينة الذي نظمته الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وسط حضور رسمي واسع ضم رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري وعددا من الوزراء والمسؤولين الحكوميين والبرلمانيين وبتمثيل كبير من مجلس محافظة كربلاء وأساتذة الجامعات وشيوخ العشائر ومثقفين وأهالي المدينة المقدسة، وإعلان العتبة المقدسة عن استعداداتها لتقديم أفضل الخدمات للزائرين والمواطنين فضلاً عن استغلالها في نشر الثقافة الرصينة بين شرائح المجتمع العراقي.
تضم مدينة الإمام الحسين عليه السلام للزائرين (35) بناية تتوفر فيها كافة الخدمات، وقُسمت الى:
الإدارة، ومركز صحي بمساحة (375م2)، ومسجد يحتوي على مصلى وحمامات وأماكن وضوء (للرجال وللنساء) بمساحة (730م2)، ومجاميع صحية(8) صغيرة على طابقين الأرضي للرجال والأول للنساء و(2) كبيرة على طابقين في كل طابق 48 حمام من ضمنها 4 حمامات للمعاقين وكبار السن مقسمة الى قسمين للرجال وللنساء.
كما تضم قاعات لمنام الزائرين عددها 13 بناية مساحة البناية الواحدة (600م2) وبواقع طابقين لكل بناية لغرض توفير اماكن لمبيت الزائرين، وبواقع قاعتي منام في الطابق الأرضي للرجال وقاعتين للمنام في الطابق الاول للنساء ومخزنين في الطابقين الأرضي والأول، وضمت المدينة الحديثة أيضا (64) شقة للمنام على شكل اجنحة كل جناح يحتوي على مطبخ وغرفة نوم وحمام خصصت جميعها لزوار العتبة الحسينية، كما وتم افتتاح (6) شقق سكنية فاخرة بمساحة (175م2) للشقة الواحدة تحتوي كل شقة على (غرفتين نوم ومطبخ واستقبال).
وهناك مكان خاص تم تشييده لإقامة مأدبة الرحمن وباسم مضيف الإمام الحسين (عليه السلام) مكون من طابقين وبمساحة(1165م2) مع كافة المحلقات الواجب توفرها فيه، فضلاً عن أماكن استراحة عامة وساحات خاصة لوقوف السيارات ومساحات خضراء وزعت وفق حسابات هندسية توسطتها مجموعة من الأعمال التي جسدتها نافورات الماء بشكل جذاب وإضاءة جميلة.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح التي حضرها مراسل وكالة نون الخبرية أوضح الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بأنّ "إقامة مدينة الزائرين وبقية المشاريع الخدمية في كربلاء تأتي من أجل خدمة الزائرين وكافة شرائح المجتمع العراقي، وهي تضم اليوم العديد من الخدمات المتطورة التي قد لا تضاهيها ما موجود في دول العالم، وما نشاهده اليوم جاء بفضل من الله تعالى وبركات وأنفاس سيد الشهداء والرعاية الأبوية للمرجعية الدينية في النجف الأشرف وكذلك لسماحة السيد صالح الحيدري والوزارات الحكومية التي وقفت داعمة وساندة لمثل هذه المشاريع".
وتابع حديثه، "تمّ تصميم مدينة الزائرين لتستوعب الأعداد المليونية من الزائرين والعمل على خدمتهم وراحتهم وتلبية احتياجاتهم مع المرافق والبنايات التي ضمتها، وتم تصميمها وفق التصاميم المعمارية الإسلامية وتوفير الخدمات اللازمة بإشراف وعمل من قبل كوادر عراقية ماهرة".
وأضاف سماحته، إن "العتبات المقدسة لا يراد منها أن تكون مزارات فقط، وإنما مركز إشعاع فكري واستقطاب لجميع الزائرين والمواطنين، فهي مراكز لاستقطاب محبي أهل البيت (عليهم السلام) من كل أنحاء العالم، وقد لعبت دوراً كبيراً خلال أعوام (2006-2008) عندما أصبحت مركزاً لتجمع أبناء العشائر العراقية من الطائفتين الكريمتين الشيعية والسنية وتآلفوا فيها تحت خيمة الإمام الحسين (عليه السلام) ليخرجوا منها أخوة متحابين ويفوتوا الفرصة أمام من يريد إثارة الطائفية، وهذا لم يحدث في أيام وإنما لشهور، فضلاً عن استقطاب طلبة الجامعات وإقامة الدورات القرآنية والثقافية وتقديم الخدمات لهم إضافة إلى مختلف شرائح المجتمع وتقوية ارتباطهم مع الأئمة المعصومين وكل ذلك يتطلّب توفير الخدمات المتطورة اللازمة في هذه المدينة المقدسة".
وبيّن الشيخ الكربلائي بأنّ من "يسأل عن دواعي إقامة مثل هذه المدينة العملاقة للزائرين، فإنّ إقامتها أمر ضروري لتقديم الخدمات اللازمة للزائرين والمواطنين على مدار العام ودون توقّف وستخدم الملايين من الزائرين الزاحفين صوب مدينة كربلاء في الزيارة الأربعينية المباركة".
ولفتَ الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة إلى أنّ "المواطن العراقي لا يقل قيمة عن المواطنين في الدول الغربية التي تهتم بمواطنيها وتحرص على تقديم الخدمات اللازمة لهم"، مضيفاً بأنّ "المواطن العراقي قادر على صناعة وإنشاء مثل هذه المرافق الخدمية لتقديم الخدمات للجميع وسنحرص في مدينة الزائرين أن تكون لجميع شرائح المجتمع العراقي فضلاً عن الزائرين القادمين من كافة أنحاء العالم الذين سيحطون في رحاب العراق ويتعرفوا على شعبه ومبادئه وقيمه العليا لخلق الصورة الحقيقية عن هذا البلد، وهذه هي الأهداف التي نتوق إلى تحقيقها من خلال إنشاء مدن الزائرين".
أما رئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق السيد صالح الحيدري فقد بارك مشروع مدينة الزائرين الذي أنجزته الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ومبيناً أنّ "إقامة مثل هذا المشروع العملاق والفريد جاء بإخلاص وتضحية من قبل العاملين على العتبة الحسينية وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الذين أثبتوا جميعهم إخلاصهم للإمام الحسين (عليه السلام) من خلال تقديم أفضل الخدمات اللازمة لزائريه".
وأضاف أن "ما يقدم للزائرين اليوم هو قليل بحقهم لمنزلة الزائر العظيمة عند الله تعالى، وبالتالي فمشروع مدينة الزائرين قد صُمم بهذا الحجم والتنسيق الرائع لاحتضان الملايين من زائري الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) ونعدهم بأننا لن نتوقف أبداً عن تقديم أفضل الخدمات لهم".
فيما وصف رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي المشاريع التي تقوم بها العتبة الحسينية المقدسة ومن بينها مدينة الزائرين بالرائعة والفريدة وهي مثال لكل العتبات المقدسة وكذلك المشاريع المنجزة من الحكومة العراقية".
وتابع، إن "هنالك مشاريع كثيرة أنجزتها العتبتان الحسينية والعباسية، وكانت مثالية وبتكاليف مالية أقل، ونحن كحكومة محلية متواصلون معهما في كل ما تحتاجها ومن بينها تخصيص الأراضي وتسليمها لهما لإقامة المشاريع الخدمية".
وأضاف الموسوي، انّ "المشاريع المقامة تصب في المصلحة العامة ولخدمة الزائرين والمواطنين، وأصبحت واجهة رائعة لمدينة كربلاء المقدسة، ولدينا جلسات في مجلس المحافظة للحديث مع السلطة التنفيذية حول الاستفادة من هذه الخبرة لدى العتبتين المقدستين في إنجازها للمشاريع الخدمية في المدينة".
وأوضح رئيس مجلس محافظة كربلاء في الوقت ذاته أن "مجلس المحافظة عقد اتفاقاً مع الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة حول تخصيص مدينة الزائرين التي أنجزتها وزارة البلديات على طريق (كربلاء ـ بغداد) لها بمبلغ (200 مليون دينار عراقي) سنوياً والتي سيتم افتتاحها أمام الزائرين، إضافة إلى مدينة الزائرين في طريق (كربلاء ـ النجف) التي خصصت إلى العتبة العباسية المقدسة لإدارتها وافتتاحها في القريب العاجل".
بينما بين وزير التخطيط العراقي علي الشكري أن "مدينة الزائرين تمثل معلما دينيا وحضارياً ليس في كربلاء فقط وإنما في عموم العراق، ولم نشهد منذ عام 2003 ولحد اليوم مشاريع بهذا النوع من الانجاز وبهذه الدقة والتقنية وبأيادٍ وخبرة عراقية".
وتابع حديثه أنّ "هذه المدينة لا تقتصر على طائفة أو قومية معينة بل هي للعالم أجمع ولكل من يحط في رحاب هذه المدينة المقدسة، وهي لم تُنجز إلا بتوافر الأيادي النظيفة والنيّة الصادقة لتقديم الخدمة لزائري سيد الشهداء (عليه السلام) وشرائح المجتمع العراقي عامة".
وأضاف الشكري في معرض حديثه، "بعد ان يئست شخصياً من طبيعة تنفيذ المشاريع في العراق استعدت الأمل حينما قدمت وبرفقة سماحة الشيخ الكربلائي وانا أتجول وأشاهد مشاريع العتبة المقدسة فعدت الى بغداد والأمل يحدوني بتنفيذ مشاريع الحكومة العراقية بنفس الآلية والمثابرة والإخلاص"، مبيناً أنّ "مدينة الزائرين متميزة وفريدة بتصميمها والخدمات التي تقدمها في ظل إنجازها بتكاليف أقل بكثير من المشاريع التي تنفذها الدولة".
وفي الجانب ذاته أشاد وزير النفط العراقي عبد الكريم العيبي بمشروع مدينة الزائرين الذي تمنى أن "يتم استنساخها في بقية محافظات العراق للخدمات الكبيرة التي تقدمها ليس للزائرين فقط وإنما لشرائح المجتمع عامة"، مشدداً على كلام سماحة الشيخ الكربلائي "باستغلال مدينة الزائرين لإقامة الفعاليات الثقافية والفكرية لشرائح المجتمع إضافة إلى تقديم الخدمات للزائرين الكرام".
فيما قال مسؤول قسم الشؤون الفنية والهندسية بالعتبة المقدسة المهندس محمد حسن كاظم: إن "الغرض من إقامة مدينة الزائرين لتقديم أفضل الخدمات لزوار الحسين (عليه السلام) وخاصة في الزيارات المليونية، حيث أن الخدمات المقدّمة في الوقت الحاضر من قبل الجهات الشعبية والحكومية غير كافية بالنسبة للأعداد الهائلة من الزوار، ولذلك ارتأت إدارة العتبة الحسينية إقامة مدن للزائرين على محورين هما طريق الزائرين (كربلاء- نجف) و(كربلاء- بابل)، ومستقبلاً (كربلاء-بغداد)، وتحتوي هذه المدن على كافة الخدمات الضرورية للزائرين".
وبيّنَ كاظم أن "الجهة الممولة لهذا المشروع هي ديوان الوقف الشيعي والعمل بإشراف قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة وبواسطة كوادر عراقية"، مضيفاً أن "المساحة الجغرافية للمشروع هي (50.000 م2) تضم مختلف الخدمات الضرورية والمتطورة".
وكالة نون خاص