حجم النص
اعلنت روسيا اليوم الثلاثاء انها وقعت مع العراق عقود تسلح بقيمة تفوق 4,2 مليار دولار لتصبح بذلك مجددا احد اكبر مزودي هذه الدولة بالسلاح بعد الولايات المتحدة.
وعقب الاعلان عن هذه الصفقة واجهت حكومة المالكي انتقادات لاذعة وشديدة من قبل اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس ائتلاف العراقية مشيرا الى أن النظام السوري بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط منتقدا موقف حكومة المالكي من ملف اللاجئين السوريين واصفا اياها بالفاقدة لنفسها.
ونقلت صحيفة الراي الكويتية عن علاوي قوله ، إن "تداعي النظام السوري سيؤثر على محاور عدة تبدأ بفلسطين مروراً بلبنان والعراق وإيران وتركيا، مروراً كذلك بمناطق أخرى في المنطقة، وسيكون لطبيعة ما يحصل ومن يأتي كبديل للحكم تأثير واضح، مؤكداً ان المنطقة تسير في اتجاهات مخيفة وخطيرة".
وأسف علاوي "لطريقة تعامل حكومة بلاده مع اللاجئين السوريين في العراق بحجة واهية هي الخوف من مندسين، منتقداً التعامل مع الشعب السوري كله أو جزء منه باعتباره قوة ارهابية".
وقال: "لو كان لدى الحكومة العراقية الثقة بنفسها كما الاردن وتركيا ولبنان، لكانت فتحت الابواب أمام اللاجئين السوريين لكن يبدو لي أن الحكومة العراقية لا تمتلك الثقة بنفسها، وهي بالتالي عاجزة عن تقديم المعونة إلى الشعب السوري المبتلى".
وعلى صعيد متصل نشرت مجلة ناشيونال إنترست مقالاً تحت عنوان (تغيير النظام الإيراني)، أشارت في مستهله الى التظاهرات التي شهدتها طهران خلال الأيام القليلة الماضية، احتجاجاً على انهيار قيمة العملة الإيرانية، وتختتم المقال مشيرة إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة التعلم من تجربة تغيير النظام التي نفذتها في العراق، حيث انسحبت وتركت خلفها حكومة طائفية استبدادية وموالية لإيران".
وفي بيان صدر عن الحكومة الروسية نقلته وكالات الانباء أفاد ان وفودا عراقية قامت بزيارات عدة الى روسيا هذه السنة بهدف التفاوض على سلسلة عقود تسلح وقعت خلال النصف الثاني من العام 2012.
وكانت صحيفة فيدوموستي الروسية ذكرت قبل زيارة رئيس الوزراء العراقي ان الصفقة تشمل خصوصا 30 مروحية هجومية من طراز مي-28، و42 بانتسير- اس1 وهي انظمة صواريخ ارض- جو.
وقالت الصحيفة ان "هذه الصفقة ستكون الاضخم التي تعقدها روسيا منذ 2006 وستشكل عودة لها الى سوق الاسلحة في الشرق الاوسط بعد سنوات من التراجع بسبب التواجد الاميركي".
ويأتي الاعلان فيما يقوم رئيس الوزراء نوري المالكي بزيارة الى موسكو يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء بعدما التقى الثلاثاء رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف.
ومحادثات المالكي في روسيا ستشكل فرصة امام الرئيس الروسي لإقامة شراكة جديدة مع العراق وتنشيط العلاقات التي تضررت منذ الاطاحة بصدام حسين عام 2003.
وقال رئيس الوزراء عقب اجتماعه، ان "العراق اليوم يسعى الى تعزيز علاقاته مع الدول الصديقة وفتح مجالات للتعاون، لاسيما في قطاعات الطاقة والزراعة والتجارة"، مضيفا ان "زيارتنا السابقة لموسكو أسست لعلاقات متوازنة أساسها المصالح والاحترام المتبادل، وسنسعى خلال هذه الزيارة الى بحث جميع السبل والآليات التي من شأنها تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية".
من جانبه، قال مدفيديف: ان روسيا حريصة على المحافظة على العلاقات الودية مع العراق، مشيرا إلى أن القيادة الروسية تحافظ على العلاقات مع القيادة العراقية.
واقترح مدفيديف على المالكي أن يبحثا "خارطة الطريق لتطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة". بدوره، نوه المالكي بأن زيارته لموسكو تمثل فرصة جيدة لمناقشة سير تنفيذ الاتفاقات السابقة، والتمهيد لمواصلة تطوير العلاقات، مؤكدا انه "ومن أجل تطوير العلاقات العراقية الروسية يجب تطوير الآليات المناسبة مثل اللجنة الوزارية المشتركة".
كما اكد تطابق الرؤى بين البلدين في التحديات التي تواجه المنطقة وكيفية تجاوزها.
من جهته، اكد رئيس الوزراء الروسي استعداد بلاده للتعاون وتعزيز العلاقة مع العراق، موضحا ان روسيا لديها الرغبة في توطيد العلاقة مع الشعوب العربية والعراق من بين تلك الدول التي نسعى الى تعزيز سبل التعاون معه من خلال رفده بكل ما يحتاجه من امكانيات في مجال الطاقة والنفط.
تقرير: حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- صراع دولي وشبهات فساد.. هل تفشل الاتفاقية العراقية الصينية؟
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟