حجم النص
بقلم /مسلم ألركابي
تتوجه القلوب غدا قبل الأنظار إلى ملعب مدينة ستاياما اليابانية ...حيث مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره الياباني ضمن تصفيات كأس العالم .
ففي ظهيرة ستتوقف خلالها حياة الملايين من أبناء العراق وهي تتسمر أمام شاشات التلفاز تترقب صولة الأسود وهي تحاول بإبداعها وغيرتها وعنادها وتحديها وصمودها أن تفكك الغاز الكومبيوتر الياباني .
نحن شعب مولع بالتحدي والعناد ...المحنُ والحروبً والحصاراتُ , لا تعرف سوانا ...فنحن فرسانُ التحدي والمحن والحروب والحصارات ...ونحن شعبُ الاستثناء..!
المنطق والعقل وكل الحسابات والتحليلات تشير إلى تفوق اليابانيون علينا .ولكن ...وهذه (اللاكن) لها أحكام وضرورات لا يتقنها سوانا ولا يعرف أحد أن يفتح شفرتها سوانا.
نعم نحن شعب الحضارات والقيم والحرف والقلم ...وقد تعودنا أو هكذا على ما يبدو أنه قدرنا أن نكون دائما في عنق الزجاجة .ربما يتهمنا البعض بأننا عاطفيون جداً ...و وطنيون جداً وانفعاليون جداً ,وحينما نكون في عنق الزجاجة ننتفض بهمة وغيرة أولاد الملحة كما يسموننا
نحن نعلم علم اليقين كل التداعيات التي تحيط بأسود الرافدين ولذلك سوف لا نتطرق لها بعد اليوم ...لأنكم سترمون كل هذه التحليلات والتبريرات والتوقعات خلف ظهوركم ولا تنظرون لشيء سوى العراق وهذا بحد ذاته يكفي لكي يشحذ فيكم الهمم ويجعلكم عند مستوى الحدث غدا سيستحضر أسودنا روحا جديدة ...تخالفُ كل التوقعات وتهزم كل التحليلات ويقف المنطق عاجزُ أمام صولتهم المرتقبة في ملعب سايتاما الياباني .
كلنا نتذكر استعدادات المنتخب لنهائيات كأس آسيا 2007...وكيف كانت البداية حينما تعادلنا مع تايلند ...بعد ذلك ماذا حدث؟؟؟
انقلبت الأمور رأساً على عقب وبدأت عمالقة آسيا تتساقط أمام زئير أسودنا ... لذلك نحن متفائلون جدا لموقعة يوم غد إذا استحضر أسودنا (وإذا أداة شرط جازمة) روح واندفاع وحماس وعناد وإصرار وتحدي الأسود عام 2007.ليس لنا خلاصاً سوى استحضار تلك الروح وذلك ليس عيبا. وإنما هي حقيقة شئنا أم أبينا ....! لندع المنطق والتحليلات وتوقعات المدربين ورجال الصحافة والإعلام جانبا ونستحضر لهفة أمهاتنا وترقب شيوخنا وفرحة أطفالنا...! لذلك نقول لكم أيها الأبطال الأسود تذكروا تلك المشاهد والتي جعلت شوارعنا تلتهب فرحاً بعدا اختلطت دموعنا بدماء شهدائنا الأبرار ,
اجعلوها ظهيرةً عراقيةً ساطعةً حتى تغرق شوارعنا بفرح غاب عنا زمنا طويلا .فأنتم تعرفون ماذا يعني أن تندلع شوارعنا فرحا وهي ترفع راية العراق وصوركم أيها الأبطال ...! ليس لنا سواكم يرسم لنا الفرح من جديد ويعيدنا إلى سكة الانتصارات وتأكدوا أننا سنبقى وكما كنا معكم ولن نتخلى عنكم أبدا .فمعكم معكم قطع النفس على حد تعبير الزميل جعفر العلوجي