الراي والاعتقاد احد وجوه تصريحات البرلماني وهذا امر معتاد عليه لان هذا الراي هو تلميح لما يختلج في صدره لما يرتأيه ، وقد يكون تصريح البرلماني استنكار وتنديد ومثل هذه البضاعة تكون رائجة في السوق العراقي خصوصا بعد كل عمل ارهابي يتعرض له الشعب العراقي ، ولكن عندما يكون تصريح البرلماني الادلاء بمعلومة خبرية جديدة هنا تتعدد المصادر التي اعتمدها هذا البرلماني في ذكره الخبر ومهما يكن الخبر صحيح ام غير صحيح المهم لدينا من اين استقى الخبر وعلى ماذا اعتمد في اذاعته الخبر ؟
من المؤكد اذا كان هذا البرلماني ضمن الاجتماع المهم فانه سيغرد بعد انتهاء الاجتماع بحيث انه يصيغ الخبر بما يتفق وهواه حتى ولو كان خلاف الحقيقة لان هنالك طرف اخر يغرد من مكان اخر اشترك في نفس الاجتماع يذكر خبر تكذيب وخلاف الطرف الاول وهذا من مبتكرات الثقافة الديمقراطية .
نعم هنالك بعض البرلمانيين تسول له نفسه ليقذف الاخرين بخبر كاذب ويراه هو من ضمن عمله وسهولة التملص منه لعدم وجود رادع قضائي واخلاقي لكي يمنع هذا البرلماني من الكذب .
في بعض الاحيان يطل علينا برلماني يذكر اخبار تخص قائمة ليس هو عضو فيها فمن اين له اخبار هذه القائمة ؟ مصدر هذه المعلومة هي التلصص والتجسس واسترقاق السمع لاسيما اذا كان جالس على طاولة بالقرب من الطاولة التي يجلس عليها الطرف الاخر في الكافتريا، او يتملق لشخصيات نافذة لدى مسؤولين في الدولة ومن غير التحقق عن مدى صحة الخبر المهم انه يخطف هذا السبق الصحفي ويحشد اللاقطات امامه ليعلن لوسائل الاعلام بانه علم من مصادره الخاصة هذا الخبر المهم ويبدا بسرد الخبر وفق الشقيقات الستة هذا اذا كان يعلمهن !!!
واكبر مزاد لشراء وبيع الاخبار هو كافتريا البرلمان فان فيه من الاخبار بل وحتى التصويت على كيفية التصويت في البرلمان اي انه المطبخ الرئيسي لصياغة القرارات والصفقات المهمة وهنا يكون البرلماني كله اصغاء والتقاط لما يدور حوله فاذا راى برلماني يضحك مع عدوه يكون الخبر جاهز اتفق فلان وفلان على انهاء الازمة او ان فلان اعلن انشقاقه من كتلته وانضم الى كتلة الذي ضحك معه . وفي نفس الوقت لو اراد ان يتابع الاخبار من على وسائل الاعلام فاي وسيلة اعلامية يثق بها لكي يطلع على الاخبار ؟ ولا وسيلة اعلامية يثق بها ولكن يتابع الاعلام الموجه ليعلم حجم الكذب الذي تبثه من خلال مراجعة اخبارهم مع ما يعلمه واذا ما صادف انه اذيع خبر لا يعلم به فانه يعاتب مراسليه في استقصاء الاخبار لماذا لم يزوده بهذا الخبر ؟