حجم النص
بقلم :حسن الطويل
ربما يندهش من يقراء العنوان 00 ففي أواخر الستينيات من القرن الماضي كنت طالبا وفي سفرة مدرسية الى مدينة بابل الأثرية وكانت أبوابها آنذاك مفتوحة حيثما تشاء تذهب00 فقد استوقفني نصب (( أسد بابل )) الرابض هناك لوحده تحسسته وضعت يدي عليه عرفت انه ليس منحوتة من الحجر بل مصنوع من مادة الكونكريت المستخدم حاليا في البناء والعمران وبمختلف الاستخدامات 00عندها هرعت مسرعا الى معلمي اسأله هل ان أجدادنا البابليون كان يعرفون صناعة الاسمنت 00ضحك معلمي بصوت عالي جدا حتى ان بقية المعلمين سمعوا ضحكته وحضروا ليشاهدوني وانا منفعل ومندفع ومتباهي بما توصلوا اليه أجدادي من اختراع لازال باقي لحد الان يستخدم في بناء ناطحات السحاب والبيوت والجسور وكل ما هو مرتبط بالإنشاء 00 الا ان حلمي وتفاخري هذا تبدد بسرعة حينما أجابني المدير بصوته الأجش ان هذا نموذج بديل وليس (( أسد بابل )) الحقيقي وان الحقيقي أخذه المستعمر بحجة انه لا يمكن الحفاظ عليه في بلدنا وسيتم الحفاظ عليه بإيداعه في المتاحف الأوربية 00 وهنا اعود من رحلة الاستذكار الى اليوم الذي سمعت فيه ان الاخوة النواب العراقيين المنتخبون والقابعون تحت قبة البرلمان يطالبون الحكومة بعد رفعها الحواجز من محيط البرلمان (( قبة الشعب )) الى اعادتها الى اماكنها 00 ترى هل يمكن لهؤلاء من استعادة النسخة الأصلية من (( أسد بابل )) لنتحصن نحن الشعب به من هجمات الغول العراقي الذي يقتل يوميا بالعشرات والذي لازال متربص بنا ليحصد اكثر 00
هنا اود ان اسأل هؤلاء المتخوفون من غضبة الشعب عليهم اما فكروا في ان الشعب اذا اراد يوما فلا بد ان يستجيب له القدر 00 الم يكن بينهم من حذرهم ان ثورات الشعوب اذا زحفت لا تبقي ولا تذر 00 ورب من يسأل الم نكن نحن اللذين انتخبناهم ووضعناهم على هذه العروش فلماذا يخافون منا 00
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- وللبزاز مغزله في نسج حرير القوافي البارقات
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته