- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
فواد التكرلي .....رحيل بصمت وأستذكار خجول
حجم النص
بقلم :جاسم الكلابي
تكتنز الذاكرة العراقية الكثير من الرموز الابداعية التي انتجت ثماراً بهية تلقفها الهائمون في البحث عن الابداع الاصيل لكن قلما نرى تلك الرموز تكرم في حياتها او تستذكر بعد رحيلها فقد مرت علينا في الامس القريب ذكرى رحيل الاديب والروائي العراقي فواد التكرلي بصمت وسكون او استذكار خجول فالتكرلي واحدا من أهم الروائيين العراقيين الذين أسهمو في تطور الثقافة العربية وأثراىها بالكثير من القصص الأدبية وآخر من بقي من جيل عُرف بتسميتة بجيل الخمسينات اذ كرس حياته كلها للأدب فكان من أكثر الكتاب العراقيين جدية حتى تمكن من تاسيس ثقافة روائية عراقية تمددت اصداءها الى مديات عربية وعالمية توجت بجائزة عويس للرواية العربية فكان حرياً بنا ان نستذكر مبدعينا ومثقفينا ومن اغدق علينا بعطاءه الثر .التكرلي من مواليد عام 1927 درس في مدارسها، تخرج من كلية الحقوق عام 1949 تولى عدة مناصب في الدولة ومنها في القضاء العراقي حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة بداءة بغداد عام 1964، وبعدها سافر إلى فرنسا ثم عاد ليعين خبيرا قانونيا في وزارة العدل العراقية. وعاش في تونس لسنوات بعد تقاعده، وعمل في سفارة العراق بعد حرب الخليج الاولى نشر التكرلي أولى قصصه القصيرة في عام 1951 في مجلة الأديب اللبنانية وهي بعنوان همس مبهم بعد سنوات من كتابتها وإنجازها، إضافة إلى قصص أخرى بقيت بعيدة عن النشر لفترة طويلة بعد ذلك جمع التكرلي اغلب قصصه في مجموعته الوجه الآخر عام 1960 ومن باريس وتحديداً في عام 1966 بداء بكتابةروايته الأولى الرجع البعيد وإنشغل بها كثيرا حتى أتمّها عام 1977 ونشرها عام 1980 في بيروت يقول التكرلي عن فكرة الرواية . جاءتني فكرة الرجع البعيد عام 1963 وبقيت أفكر ست سنوات في كيفية إخراجها فنياً و أنا نادم على الوقت الطويل الذي استغرقته في كتابتها. كان يُمكن اختصار الوقت لو بذلت جهداً أكبر. يقول التكرلي عن الكتابة لقد أعطت الكتابة معنىً لحياتي… ولم تأخذ مني شيئاً. كانت حبل نجاة من بحيرة الحياة التافهة، وأنقذتني من طموحات الوظيفة. وجعلتني أؤمن بأنّ حياتي لم تكن عبثاً ولم ينقطع التكرلي عن نشر قصصه في الصحف والمجلات العراقية والعربية، فقد صدرت له في تونس عام 1991 مجموعة قصصية بعنوان (موعد النار). وفي عام 1995 صدرت له رواية (خاتم الرمل). وكتب روايته الأخيرة (اللاسؤال واللاجواب) عام 2007. والتي تتناول حياة عائلة عراقية اثناء الحصار تهبط عليها ثروة بالصدفة فتنقذها من المجاعة كحال بطل المسرات ولأوجاع وقد إستخدم التكرلي في هذه الرواية على رأي الدكتور زهير ياسين لغة متينة مختصرة مكثفة وموظفة لمفرداتها بالكامل و في بعض الحالات وحسب الضرورة، التي يصور فيها نفسية البطل إستخدم عدة افعال مع فاعل ضمير مستتر تقديره هو أو انت، مثل وإستجابَ وتساهل وتغاضى وتعامل وتراضى واسترخى، من أجل أن تكون الحياة ممكنةً ص 203 و التكرلي ينصت جيدا للغة الأرواح والعوالم الداخلية للإنسان وأحاسيسه ومعاناته الروحية والفلسفية وليس المادية فحسب، ولكن رغم سقوط الفكر والأيديولوجيات ورغم السقوط الأخلاقي في العالم، الذي شهدناه ولا زلنا نشهدفصوله في هذا العقد، الذي تشترك فيه أطراف وقوى وبشر و قردة عديدة لتجويع شعوب بأكملها تحت مختلف الذرائع والحجج، رغم هذا كلّه فإن هناك لغزا يكمن في سبب عدم حدوث الإنهيار الكامل وسقوط البشرية ونهاية العالم .رحل التكرلي في عمان عام 2008 بعد صراع مرير مع المرض ليُنقل جثمانه إلى بغداد ويوارى الثرى.تاركاً العديد من النتاجات الادبية العراقية التي ارخت لفترات مختلفة من حياة المجتمع العراقي تحمل بين ثناياها الاسى والالم وكانه عين على مشهد حقيقي وقد يكون ذلك متاتياً عن عملة الطويل في القضاء حيث سمحت له الضروف ان يسمع او يرى كثير من المعاناة التي اتخمت بها البيئة العراقية
أقرأ ايضاً
- عيد الام في ظل جائحة كورونا يأتي بصمت و لا توجد هناك علامات للاحتفال بالأمهات
- رحيل الاسطورة عباس الهنداوي .. الاب الروحي لكمال الاجسام بصمت .. بدون اي استذكار لتاريخه الرياضي المشرف
- القاضي روائياً.. فؤاد التكرلي أنموذجاً