- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المناطق المتنازع عليها جمرة تحت الرماد
حجم النص
رجل يملك اموال طائلة وعمارات وبساتين وله ستة ابناء وبنات مشكلة هذا الرجل انه لا يتعامل مع ابنائه بعدالة فانه يمنح اموالا طائلة لاحدهم دون الاخر ويمنح حق التصرف بعمارته لاحد دون اخر هنالك محروم واخيه متخوم وهذا لا يبالي بذاك ولان الرجل لديه سطوة وقوة على ابنائه فلهذا نجد ان الغيظ والاحتقان مكظوم بانتظار الفرصة وقد لوح البعض بانه ينتظر وفاة ابيه .
توفى الرجل وفي اول يوم من اقامة مجلس الفاتحة على روحه جاءهم طارش ليبلغهم ان احد الابناء انتقل الى رحمة الله ، لماذا هل هو مريض ؟ كلا ولكنه مات مقتولا ، عجبا من قتله ؟ قتله اخوه ....وما السبب ؟ انه الارث ...نتيجة متوقعة وحدثت على ارض الواقع .
ورحل طاغية العراق ولا عجب اذا ما ظهرت حالات ومظاهر وافرازات بين السلبية والايجابية فبحكم سياسة البعث الظالمة ان تكون هذه النتائج طبيعية جدا باستثناء امر واحد ، المناطق المتنازع عليها ، ولعلمي ان الطاغية منح الكويت اكثر من حقوقها فما هي المناطق المتنازع عليها ؟ الطاغية منح الاردن اكثر من حقوقها الحدودية فما هي المناطق المتنازع عليها ؟ الطاغية منح تركيا حق العبث في شمالنا الحبيب فما هي المناطق المتنازع عليها ؟ الطاغية منح ايران ما حارب لاجله ثمان سنوات ، فماهي المناطق المتنازع عليها ؟ منطقة الحياد منحت للسعودية من قبل الطاغية ، فما هي المناطق المتنازع عليها ؟ وان وجد فان كل دول الجوار تستطيع ان تقتطع جزء من العراق وتتذرع بانه لها وذلك بحكم الاوضاع التي يعيشها العراق .
وعندما نعلم ان المناطق المتنازع عليها هي بين ابناء البلد الواحد ، فعندها اتذكر الرجل الذي ظلم ابنائه ونتيجتها اقتتلوا فيما بينهم فمن كسب ومن خسر ؟ هنالك اجندة خفية كثيرا ما تثير مسالة المناطق المتنازع عليها بين العراقيين العرب والعراقيين الاكراد من اجل ماذا ؟ هل من اجل مكسب مادي ؟ ام من اجل ضمانة لمستقبل مجهول ؟ ام من اجل خطوة مستقبلية اذا ما اعلن احدهم حق الانفصال ؟ ام لانهم يبرهنون على صحة المقولة الرائعة " الامارة ولو على حجارة " ، لا ريب ولا شك ان التجربة التي مرت بها كردستان كانت قاسية اسوة ببقية ابناء البلد ايام الطاغية ولست بصدد الظروف التي سمحت لكردستان العراق ان تعيش اوضاعها اليوم وهنيئا لها ذلك اما ان يكون هنالك افراط في الامال المستقبلية على حساب الاخوة فهنا لنقف عن من يقف وراء ذلك ؟
طالما ان في العراق انتخابات اذن الحكومات متغيرة كل اربع سنوات وماذا سيكون عليه المستقبل هذا مرهون بالربيع الدموي الذي تتحدث عنه وسائل الاعلام باعتبار ان ما يجري او ماجرى في بعض الدول العربية بانه ربيع ونامل ان يجعلوه ربيع ولكن ملامحه حتى الان لازالت تكتنفها الغموض بسبب ما رافقها من اعمال فوضوية ، فالمتغيرات تجعل من السياسي المحنك ان يتانى في اتخاذ القرارات الحاسمة التي قد يكون لها تاثيرا سلبيا على مستقبله ومستقبل بلده .
التنازع على ارض يملكها الاثنان ولهما حق التصرف فيها والخيرات تقسم بينهما يعتبر من الامور السلبية والا لو حسنت النوايا فلم اذن التنازع ؟ هل لتوسيع الاراضي التي يحكمها الحاكم ؟ فان كان كذلك فالعودة الى الماضي سيكون هو السبيل الوحيد لمعرفة ما اذا كانت هذه الارض حقا ارض متنازع عليها ام ان هنالك من يؤجج هكذا فتن لتمزيق البلد تحقيقا لغايات مدفوعة الثمن له .
امريكا مجموعة دول وليست ولايات ولكنها اتحدت فاصبحت ولايات ، والاتحاد الاوربي يعمل على لم ابناء القارة لتكون دولة واحدة بالرغم من تعدد الحكومات الا ان السياسة تكاد تكون واحدة ، المانيا بعدما اتحدت لم نسمع عنها بان فيها مناطق متنازع عليها ، ونحن على العكس نتذرع ونبحث عن سكين لنقطع بها جسدنا وفي نهاية المطاف من هو المستفيد من ذلك ؟
ان مما يزيد من سبك المؤامرات علينا من قبل دول الجوار او الاقليمية او الجماعات الارهابية هي التناحر بين السياسيين واحداها مهزلة المناطق المتنازع عليها فانها اضعفت القرار السياسي العراقي باتجاه ما يحدق به من مخاطر وتاكيدا لفتنة المناطق المتنازع عليها فان محافظة مثل كركوك قد يكون للنفط اثر في سيل لعاب من يطمع وليس يطمح فيها ولكن مثلا خانقين لم اصبحت متنازع عليها وستمتد مساحة المتنازع عليها لتشمل جلولاء وحتى ان تصل الى احياء بغداد .. قنبر علي ...والصدرية... والفضل ، اقطعوا دابر الفتنة قبل ان تستفحل .
وحتى بعض المحافظات الجنوبية والغربية بدات تفكر برسم حدودها ولا غرابة ان سمعنا بقرار اممي بنشر قوات اليونوفيل بين المحافظات اسوة بتلك التي على الحدود اللبنانية الاسرائيلية
أقرأ ايضاً
- كلام في رحاب السيدة الزهراء عليها السلام
- غزّة تحترق... وقلوب الحكّام العرب لا تحترق!
- متى تحترق أذرع الفساد ؟