- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
تمساح كردستان وزائر الحسين !!!
تعتبر الأخبار الطريفة والفريدة من نوعها إحدى أنواع الأخبار التي تتناولها وسائل الإعلام ويعتبرها البعض من المختصين أشبه بالمقبلات في مائدة الأخبار الدسمة التي تشهدها الساحة السياسية ولعل العراق إحدى البلدان الذي تضمحل فيه مثل هكذا نوع من الأخبار بسبب الأزمات السياسية التي يمر بها الا انه قد لفت انتباهي خبر يهم الساحة العراقية ألفيته على إحدى المواقع الالكترونية وقد تفاعل معه جمهور غفير وعدد من الساسة العراقيين ومنظمات إنسانية يخص عملا اعتبره المختصون غير أنساني كونه أودى بحياة تمساح في دهوك حيث \" أفاد أحد الشهود الذي يعمل مقاولاً ويدعى شفان محمد صالح لــ\" السومرية نيوز\" إن \"تمساحاً هاجم عدداً من العمال بمشروع لتصريف المياه وسط دهوك، ما أثار هلعاً بينهم ودفعهم لقتله بالحجارة دفاعاً عن أنفسهم\".
وأضاف صالح \"بحسب المعلومات المتوفرة فأن التمساح كان هارباً من حديقة حيوانات دهوك منذ أكثر من شهرين\"، ومن جهته أدان رئيس منظمة كردستان لحماية حقوق الحيوان سليمان تمر قتل التمساح، مطالباً \"الجهات المعنية بإتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الأشخاص الذين أقدموا على قتل التمساح، كونه يعد تجاوزاً على البيئة والثروة الطبيعية\"،مطالبا بضرورة توعية المواطنين حول كيفية التعامل مع الحيوانات البرية وسبل الحماية منها وإبلاغ الجهات المعنية عند فقدانهم لها أو عثورهم عليها\".
الموضوع الذي اثار استغرابي ان هذه المنظمات والجهات الرسمية والمدنية قد انتفضت لقتل تمساح فتوجهت حينها ابحث عن موقف لحكومتنا المحلية الموقرة او الجهات الامنية ازاء التفجيرات التي استهدفت زائري الامام الحسين عليه السلام خلال الزيارة الشعبانية التي شهدتها مدينة كربلاء المقدسة خصوصا انها قد تزامنت مع قتل التمساح وسقط على اثرها (6) شهداء بينهم ثلاثة من منتسبي الأجهزة الأمنية وجرح اكثر من (80) مواطنا.
في الحقيقة إن الإخوة في الأجهزة الأمنية والحكومة المحلية كانا مشغولين في ذلك الوقت وكانت توقعاتي إن الإدانة والاستنكار وفتح التحقيقات ستصدر بعد انتهاء الزيارة، ففوجئت حينها بان حكومتنا المحلية الموقرة والأجهزة الأمنية قد أعلنت عن انتصارها الباهر بنجاح الزيارة ووقوفها بحزم ضد المجاميع الإرهابية وتقديمها الشكر والتقدير والامتنان والثناء لرئاسة الوزراء والجهات العليا في البلد على موقفهم البطولي في انجاح الزيارة وكأنه لم يحدث شيئا، ولاادري كيف كانت حسابات الاخوة المسؤولين وماهي معايير النجاح وماهو موقف تلك الجهات تجاه مصير ضحايا هذه الزيارة .
في الختام ان الموضوع المطروق لم يأت من باب المقارنة بين الضحايا لان لزائر الإمام الحسين عليه السلام كرامة كبيرة ولكن المقارنة جاءت لمقارنة ردود افعال الجهات الرسمية والمختصة، متمنيا من تلك الجهات ارشادنا الى فصيلة ضحايا تلك العمليات الارهابية الذين لم يتم الاشارة لهم سوى بالارقام .