دوافع جريمة القتل لا تتعدى عن ثلاث اما لعداوة او لسرقة او خطأ فيما عدا ذلك لابد من التنقيب عن السبب نحن الامامية لدينا اثنى عشر معصوم قتلوا جميعهم ـ لا تستعجلون انهم الائمة الاحد عشر ومعهم فاطمة عليهم السلام اجمعين ـ هذا القتل لم يكن بسبب المال ، ولا بسبب ثار بينهم ، ولا بطريق الخطأ ، بل كانت هنالك دوافع جعلت هؤلاء المجرمين يقدمون على فعلتهم هذه .
السؤال الاول ماهي دوافع الجريمة؟ السؤال الثاني هل تحققت الدوافع ؟ السؤال الثالث هل اكتفوا بما اقترفوا من اجرام ؟ السؤال الرابع كيف نجعلهم يندمون على فعلهم هذا ؟
جواب السؤال الاول ان الدوافع هي احقاد متاصلة في نفوسهم بعد ان حطم النبي محمد (ص) اصنامهم وقتل صناديدهم بسيف اخيه وابن عمه وزوج ابنته وابو ولده الامام علي عليه السلام ، فقد تكالبت 23 بطن من قريش ضد بطن بني هاشم وساعة الصفر كانت لحظة رحيل محمد (ص) الى جوار ربه ، فالدوافع هي العودة الى تشريعات وعادات المجتمع الجاهلي وهذا ما ظهرت ملامحه من خلال التشريعات التي شرعها الخلفاء الثلاث الاوائل واكملها معاوية و زمرته .
جواب السؤال الثاني مرتبط بجواب السؤال الثالث فلو فعلا تحققت الدوافع اذن يعني الاكتفاء ، وطالما انهم لم يكتفوا اذن الدوافع لم تتحقق وكيف لنا ان نعرف اي الاحتمالين هو الصائب ؟ الاجابة عند مولانا ومفتدانا الامام الحجة الغائب عجل الله تعالى فرجه الشريف لم هو غائب خائف ؟ فلو تحققت ماربهم واكتفوا بما اجرموا لما اقتحموا بيت الامام العسكري عليه السلام بحثا عن طفله ؟ ولو اكتفوا لما اسرفوا في قتل وتشريد ذرية رسول الله من السادة ؟ ولو اكتفوا لما اوغلوا في تصفية اتباع اهل البيت وقذفهم بالشتائم والتهم الباطلة ، اذن لم تتحقق الدوافع ولم يكتفوا بما اجرموا .
جواب السؤال الرابع يستحق وقفة وتركيز لما يحمل بين طياته من دوافع اقوى من دوافعهم، فاننا جعلناهم يندمون على قتلهم الائمة عندما نحي ذكرى استشهادهم وهنا كلما كانت الشعائر موجهة ومركزة على المبادئ والافكار التي استشهد الائمة عليهم السلام من اجلها كلما جعلناهم يعظون على اصابعهم ندما .
الارهابيون يتحينون الفرص لهذه المناسبات بل انهم باتوا يحفظون تواريخ استشهاد الائمة عليهم السلام اسوة بالشيعة فنحن نحفظها لنحييها وهم يحفظونها ليكملوا مشوار اجدادهم الذين قتلوا الائمة عليهم السلام فالطرفان يستعدان كل على طريقته لاحياء المناسبة .
هذه الشعائر مهمة جدا بل تجعل الطريق معبدة وسالكة لكل من يجهل فكر اهل البيت عليهم السلام ويكون دورنا الاهم هو في ترجمة افكار اهل البيت على واقعنا وبشكل سليم حتى نكون قد خيبنا املهم اي امل اعدائنا في تحقيق دوافعهم .
عندما نواسي الامام الحجة باستشهاد جدته الزهراء عليهما السلام بالرغم من تعدد الروايات فان هذا يجعل الحاقدين يحتقنون غيظا بل ويلومون اسيادهم على سوء تخطيطهم في القضاء على فكر اهل البيت عليهم السلام من خلال الغدر والاغتيال . نعم آمل ان يُحمل نعشا يمثل نعش الزهراء عليها السلام ويطاف به ليلا وجعل افراد الموكب الواحد لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة الذين يحملون النعش اشارة الى دفنها ليلا وعدم حضور القوم ، نعم ليقوم كل موكب بهذه الشعيرة حتى تترسخ صورة الماساة التي سببها القوم لبضعة الرسول حال وفاته .
أقرأ ايضاً
- الشعائر الحسينية.. دلالات وأهداف ونتائج - الجزء العاشر والاخير
- الشعائر الحسينية.. دلالات وأهداف ونتائج - الجزء التاسع
- الشعائر الحسينية.. دلالات وأهداف ونتائج - الجزء الثامن