هكذا تثبت لنا الأيام عبقرية عظمائنا. الذين يجب ان نتخذهم قدوة لنا ، فلو تمعن الحكام العرب بمقولة الأمام علي عليه السلام حين قال( لو كان الفقر رجلا لقتلته) . لكانوا قد وفروا الكثير من الوقت لهم ولشعوبهم التي أبتليت بهم . ولكن للأسف فأنهم على مر العصور لن يتخذوا العبر والمواعظ من العظماء. لهذا دائما مايكون مصيرهم في مكانة وضيعة يرسمها التأريخ لهم . وهم ذليلون. وضعفاء . في الوقت الذي كان يمكن لهم ان يكونوا في نعيم دائم هذا لو صانوا حقوق رعيتهم . وحفظوا كرامة شعوبهم المقهورة. ففي الاسابيع الماضية . رأينا من على شاشات التلفزة كيف احرق مواطنا تونسياً جسده بسبب فقره وعوزه. مما ادى الى أشعال نار الغضب في نفوس شعب تونس الابي الذي لن يرتضي الذل والهوان. فكان خير رمز لشجاعة الشباب العربي . ولأصراره في أخذ حقوقه التي اغتصبها الحاكم الظالم. وها هي اليوم تصل الشرارة الى مصر العروبة .وأم الدنيا. وكيف لا. والشعب يعاني الفقر والجوع. وشبابه البهي لامستقبل له. واغلبه يفكر في الهجرة الى بلاد الغرب التي دائماً. مايشغلون فيها وظائف خدمية . لاتليق بمستواهم العلمي الذي كافحوا من اجله سنيناً كي يحصلوا عليه. ليصطدموا بالواقع المُر. حيث البطالة تعم البلاد. والوظائف الراقية تكون من نصيب اهل الذوات من اقارب المسؤؤلين في البلاد.
عصر هذا اليوم وبقدر ماأفرحني. وأنا ارى شجاعة الشباب العربي في مصر. بقدر ماأبكاني وأنا أرى افراد الشرطة المصرية. وهم ينهالون ضرباً.مبرحاً. على بعض المتظاهرين . وكأنهم اعداء لهم وليسوا من ابناء جلدتهم.
بائسين حكامنا العرب أجمعين. حين ينسون أمراً.مهما وهو ( لو دامت لغيرهم . لماآلت إليهم). والقصد هنا .ان كراسي الحكم. لن تدُم لأي حاكم. ولكنهم لايتخذوا العبر والدروس فها هي تونس الشجاعة. تركل من جعل الجوع ينخر شبابها الجميل . وتجعل منه إنسان ذليل وعادي وضعيف بعد ان كان غارقاً. في نعيم وملذات.
عصر هذا اليوم عاش المصريون حالة اشبه ماتكون .بحالة المخاض العسير . فهم قد بدأوا طريق التحرر والاستقلال من المحتل الوطني. نعم فأن أصعب انواع الاحتلال .حين يكون المحتل من ابناء بلدك . وحين تراه يتمتع بالاموال التي هي من حصتك وحصة ابنائك . في حين ان خيرة الشباب .يجوبون الطرقات . للبحث عن عمل يسترزقون منه..
ألف تحية. لكل حنجرة صرخت بوجه الطغاة. . والف تحية لكل قدم قوية ارست خطوتها كي تكون البادئة في تحريك الارادة التي طالما اخمدها الظالمون.
أقرأ ايضاً
- المسرحيات التي تؤدى في وطننا العربي
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- اهمية ربط خطوط سكك الحديد العراقية مع دول المنطقة