عذرا ، فأنا لا أعني أن أضع العراق في خانة ، وحسين سعيد في خانة أخرى لأعقد مقارنة أو مفاضلة بين العراق بلد الحضارات التي تمتد لآلاف الأعوام ، وحسين سعيد ، أو أي مخلوق آخر في هذا الكون ، فالأمر ليس هكذا ، ولا يمكن له أن يكون بهذه الصيغة مطلقا .
أخاطب بعنوان مقالتي بعض الأشخاص الذين أصبح في حكم المؤكد أن مسؤولية كبيرة وقعت على عاتقهم تتمثل في أن يختاروا أما العراق ، أو حسين سعيد ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر جهات رسمية ، وغير رسمية مسؤولة عن الرياضة العراقية .
أما عن الأشخاص فهم أعضاء الاتحاد الحالي : ناجح حمود ، وعبدالخالق مسعود ، ومحمد جواد الصائغ ، وطارق أحمد ، وهادي جواد ، وكاظم سلطان ، وابراهيم قاسم ، وسامي ناجي .
ربما كان الأجدر بي أن أرفع بعض الأسماء من هذه القائمة لمعرفتي التامة بمواقفهم الانتهازية المخزية اتجاه العراق . لمعرفتي التامة بتفضيلهم المصالح الشخصية على مصلحة العراق ، لكنني أعتقد أن هذه المناسبة تعد فرصة كبيرة منحتها الظروف لاثبات وطنيتهم وانتمائهم للعراق ، بل هي فرصة ربما لن تتكرر لمراجعة الذات والحفاظ على ما تبقى من كرامتهم .
أما الجهات الرسمية وغير الرسمية فهي اللجنة الأولمبية ، والأندية الكروية ، وجميع أعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة العراقي .
لم أخترع الكهرباء ، ولم تسقط على رأسي تفاحة لأكتشف الجاذبية الأرضية حينما كتبت في مقالتي ( الانتخابات في أربيل ) أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سيقرر اقامة الانتخابات في أربيل لأن الصورة ، بل المؤامرة وخيوطها واضحة المعالم لأي متابع للشأن الكروي في العراق ، لأي عارف لدهاء حسين سعيد وذيوله من الانتهازيين . الأمر لم يكن بحاجة الى ذكاء خارق فالصورة كانت واضحة للجميع .
اليوم صدر ( الفرمان ) البلاتري ، السعيدي بالرغم من التصريح \" التخديري \" الذي خرج على لسان ناجح حمود والذي أكد فيه على أن الانتخابات ستقام في بغداد في موعدها المحدد حسب الاتفاق مع اللجنة الأولمبية العراقية ، وأعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة .
اليوم ، صدر ( الفرمان ) فماذا سيقول حمود ، ومسعود ، وطارق ؟ ماذا سيقول الصائغ ، وهادي جواد ، وكاظم سلطان ، وابراهيم قاسم ، وسامي ناجي ؟
عليهم اليوم أن يختاروا : أما العراق ، أو حسين سعيد ، فليس هناك أي خيار آخر . ليس هناك أي خيار آخر فان كانوا يعتقدون أنهم ضحكوا علينا ، أو خدرونا بتصريحاتهم السابقة فهم واهمون . اليوم هو القرار الأخير الذي ربما سيبعدهم عن مزبلة التاريخ ، أو ربما سيبعدهم عن التفكير بالاختفاء في حفرة .
أما بالنسبة للجنة الأولمبية فنعتقد أنها منحت فرصة كبيرة لمن لا يستحقها ، لكن ربما أنها فعلت الصواب في مرحلة حرجة من تاريخ كرة القدم العراقية . عليها وفق الظروف الجديدة أن تثبت للجميع ان تراجعها عن قرار حل الاتحاد لم يكن ضعفا ، بل كان تصرفا وطنيا ، أما الآن فقد حان وقت \" الكي \" .
حان وقت القرار الأصح وليحصل ما يحصل بعد ذلك فأما العراق ، أو المتمادي والخارج عن القوانين العراقية حسين سعيد . أما أن تحفظ اللجنة الأولمبية هيبة العراق وهيبتها ، وأما أن تفقد هيبتها واحترامها الى الأبد . ليس لديها اي خيار آخر فأما أن تقام الانتخابات في بغداد حسب خارطة الطريق ، أو العودة الى قرار حل الاتحاد .
الخيار أيضا تطرحه الظروف على الأندية الكروية وأعضاء الهيئة العامة لاتحاد الكرة حتى الذيول والانتهازيين منهم فهذه فرصة لن تتكرر لهم جميعا فأما العراق أو حسين سعيد .. أما أن تقام الانتخابات في بغداد حسب قرارهم ، قرار الهيئة العامة ، أو اقالة حسين سعيد ومَن تبقى من ذيوله .
يكفينا الحديث عن الحجج الواهية وغير المنطقية التي استند عليها بلاتر لنقل الانتخابات الى أربيل فجميعا يعرف أنها مؤامرة حاك خيوطها حسين سعيد منذ مدة طويلة ، لذا علينا جميعا الكف عن مثل هذه التصريحات وأن نقرر أما العراق ، أو حسين سعيد .
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي