- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
جائزة الابداع الثقافي لعام 2010
الجائزة أكثر من بشرى للفرح وأعمق من مجرد دليل امتنان وتجلياتها الخضراء على قلب المتلقي تشكل الدافع الأقوى للمبدع للمواصلة والاستمرار ورفض التآكل والوقوف في منتصف الطريق . هذا هو المغزى والهدف من غربلة المنجز الإبداعي في الوطن وتعليق علامة التميز والفرادة على جملة النتاجات الإبداعية دون غيرها. ولأننا في وزارة الثقافة أسسنا لهذا الفعل الجميل والحافر لأخدود عميق في الأرض، فإننا نرغب في عدم الانضمام للصورة النمطية التقليدية المزدحمة بأشكال المجاملة والمحاباة وخلط الأوراق ومساواة الغث والسمين مما يفقد الجائزة رونقها ووقعها ويجعلها مجرد سياق إداري رتيب في وقت أصبحت كتب الشكر والمكافآت المجانية تمنح بدون حساب أو معايير للموظفين مما يعتبر شكلا آخر من أشكال الفساد الإداري الذي تحول إلى آفة خطيرة في العراق.
لذا فان القيمين على الجائزة في الوزارة لابد أن يقدموا على سلوك مغاير ومختلف وخلاق لكي ترتفع جائزة وزارة الثقافة إلى المستوى الذي تنشده وهنا نشدد على المعايير الموضوعية والمهنية وعلى الحيادية المطلقة في التقييم وتصنيف المنجز الإبداعي مما يجعل الجائزة ذات قيمة اعتبارية كبرى لدى المبدعين لدفعهم للتنافس الشريف على تقديم الأفضل والأكثر جدارة.
إن أي موظف عقيم الإنتاج في العراق ومتقاعس ومتهرب من الدوام قد نجد في ملفه الشخصي عدداً لا يستهان به من كتب الشكر والتقدير، ناهيك عن المكافآت مما يجعل المرء في حيرة من أمره ويدفع كل الموهوبين والمبدعين والأكفاء حقاً إلى التردد وقطع دابر المثابرة والانطواء على الذات مادام مَنْ سهر الليالي ومن نام نومة أهل الكهف سواء في التقييم، وهذا أحد أخطر مظاهر التردي الذي نعانيه في العراق، وكذلك فإننا في وزارة الثقافة لابد أن نؤسس لواقع مغاير بحيث تصبح الجائزة عامل تحفيز وتفعيل ومضاعفة للرعاية والتكريم للمبدع الفائز مما يدفعه لتنمية المنجز الفكري والأدبي والفني وبمرور الزمن يصبح البلد فعلا حاضنة لأسماء عالمية الصدى وذات حضور مكثف في الداخل والخارج وسوف يؤدي ذلك إلى إحداث تغيير جوهري انعطافي في المشهد الثقافي العراقي.
إنني انظر بأمل وتفاؤل كبيرين لهذا الطموح، والمبدعون الحقيقيون العراقيون بانتظار تجذير هذه الطفرة النوعية في مجال منح جائزة الإبداع الثقافي مما يهيئ الأجواء لتحويلها إلى جائزة الدولة التقديرية التي لا ترتكن إلا إلى البعد الإبداعي والإنساني الأصيل ولا تقيم وزناً لأي اعتبار آخر، لان منح الجائزة يعني إضافة لبنة إلى سياج الوطن وبنيانه القادر على مقاومة العواصف ، وبخلاف ذلك يبقى الوطن آيلاً للسقوط على رؤوسنا جميعاً.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- النشر الصحفي لقضايا الرأي العام
- جرائم الإضرار بالطرق العامة