- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المثقف يبدع والسياسي العراقي يتراجع
المثقف يتقدم ويتفاعل وينجز ، والسياسي ينحسر ويتراجع ويراوح عمدا في مكانه ، رغم أن السياسيين في العراق وكياناتهم التي تتكاثر يوميا تنحي باللائمة على المثقف والثقافة وتتظاهر بالكلام والخطابات والشعارات والمنافسات العبثية لتقدم مثالا سيئا لايمكن للمواطن العراقي أن يثق بها في وقت تمر به البلاد بأزمة أمنية وسياسية طاحنة ، وتتوالى الاتهامات ويتعطل مجلس النواب وتصبح الانتخابات ونتائجها مبعثا لأزمة أخرى قد تعصف حتى بالاستقرار الأمني النسبي الضئيل الذي تحقق . هذا في وقت مازال المبدع والمثقف يعمل براتب ضئيل وينتظر للإفراج عن منحة المثقفين ، أما السياسيون وأعضاء مجلس النواب فان امتيازاتهم تفوق ماهو موجود في أي دولة أخرى في العالم .
نقول هذا لان اغلب الكيانات السياسية وصحفها مازالت تنظر للثقافة من خلال ثقب إبرة وتحاول تكريسها لصالح سياقاتها الإيديولوجية ، والصحيح إن أقسامها الثقافية ينبغي أن تتناغم مع وزارة الثقافة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالثقافة للتضافر والتلاحم من اجل رسم المشهد الثقافي الجديد في العراق . إن اغلب هذه الأحزاب لا تمدّ يد العون للمؤلف العراقي وتعضيده أو أن تقتني لوحات الفنانين التشكيليين الرائعين في العراق أو أن تعين الفرق الفنية الغنائية الموسيقية والمسرحية مثلما يحدث في الدول المتحضرة .
ورغم ذلك فان الحقائق تقول إن نحو ( 43 ) مبدعا عراقيا حاز في عامي 2009 و2010 على جوائز عالمية في الشعر والقصة والنقد والفن التشكيلي وشتى فنون المعرفة والثقافة . هذا مدعاة فخر واعتزاز وخطوة متقدمة لإعادة الوهج والضوء والتعافي إلى الحياة الثقافية ونشر صورة مغايرة للعراق بعكس الصورة النمطية التي ترسخت لدى العديد من أوساط الرأي العام العالمي . وبعكس هذا التيار النقي والصافي المليء بالصحة والعافية والخير وبشائر المحبة والجمال فان السياسيين في العراق لايخرجون من أزمة إلا ليدخلوا إلى دهاليز أخرى ومازالوا غير متشبعين ببوادر الثقافة الديمقراطية القائمة على التنازل المتقابل واحترام الآخر والاعتراف بأن المشاركة والتعاون على البناء والتنمية وعدم القذف والتخوين والمهاترات هي الطريق للتشرب بآفاق ثقافة ديمقراطية بديلة في بلد قضى ( 35 ) عاما في ظل إرهاب الدولة وسياسة الحزب الواحد والرأي الواحد .
نشدّ على أيدي المثقفين العراقيين المبدعين الذين تحولوا أنجما لامعة في سماء العراق والعالم ونقول للسياسيين كفى مراوحة وكونوا في عون المواطن والوطن وكونوا كما المثقف عند مستوى الطموح .
وكيل وزارة الثقافة
أقرأ ايضاً
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي
- تفاوت العقوبة بين من يمارس القمار ومن يتولى إدارة صالاته في التشريع العراقي