- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الثوم لايفقد رائحته حتى لو غسلته بماء الورد (مثل ياباني)
لم نعرف في العراق غير بعث صدام ، ولم يعرف السوريون غير بعث حافظ الأسد . العراقيون يحفظون عن ظهر قلب: (إذا قال صدام قال العراق) . لم نعرف في العراق لا سابقا ولا لاحقا عن بعث لعزة الدوري (عزتي) ، أو بعث ليونس الأحمد (يونسي)، عندما كان البكر حيا لم نسمع عن بعث (بكري) ،
ولم يعرف إخوتنا في سوريا غير بعث الأسد. حينما هرب عبد الحليم خدام لم يتشرف بالقول: انه انشق عن البعث وأسس جناحا اخر، بل نأى بنفسه عن جرائم البعث لتلتصق هذه الجرائم بالذي يظل مصرا بالبقاء تحت راية البعث .
جناحا البعث العراقي المتنازعان الآن ، (العزتي واليونسي) ، لم يكن سبب نزاعهما عقائديا في يوم ما ، ويفخر الاثنان بأنهما ورثة (القائد صدام)، ويتصارع الطرفان من اجل الفوز بإرث صدام ، ولم يتنصل احد منهم عن جرائم الأمس ، ولم يدينوها،لابل ما زالوا يتفاخرون بها.
أي الفرعين دعاه السيد رئيس الجمهورية للمشاركة في الانتخابات القادمة !؟ .
جناح يونس الأحمد هو امتداد لأفكار صدام ، ويتهم بالعمالة للمخابرات السورية التي تمول التنظيم ، وتخطط لعملياته الإجرامية ، وكذلك جناح الدوري، فان ولائه المطلق لأفكار صدام ويمول من دول الخليج ، وعلى رأسها السعودية التي أرادت أن ترشي السيد مسعود البرزاني بثلاث مليارات من اجل تخريب العملية السياسية في العراق . ترى كم دفعت السعودية لرجالها في العراق الذين يعرفهم الجميع ، وكم دفعت وتدفع للبعث العزتي !؟.
القيادة القومية لحزب البعث الصدامي فرع العراق كانت تخضع بالكامل لتوجهات صدام ، وفي سوريا خضعت القيادة القومية لحزب البعث السوري ولا تزال تخضع لعائلة الأسد !
هل يوجد حزب بعث اخر غير هؤلاء وأتباعهم لانعرفه ؟ (ربما في سريلانكا )
إذا أردنا أن نقسم البعث بشقيه ألصدامي والأسدي ، ونفرز بينهما . يجب ان يكون الفرز على أساس :أي من الحزبين أكثر إجراما وقتلا ؟ وعندما ننتهي من الفرز يتبين : ان بعث صدام سابقا ألصدامي (العزتي) والصدامي (اليونسي) حاليا، هم أكثر إجراما ودمويه من رفاقهم السوريين. فهل مسحت ذاكرتنا بهذه السرعة لننسى ؟ أم أن مراعاة من يريد البعثيين من الأمريكان ، ومن دول الشر العربي ، أنستنا شهدائنا ، وجروحنا ، وكرامتنا ، وأنستنا حقيقة: أنهم لا يمثلون في العراق الجديد أي ثقل داخلي مقارنة بضحاياهم، عدى قابليتهم الاجرامية ، واستعدادهم الدائم للتامر ، واستعانتهم بالعربان (الجربان) ، وأستثمارهم لعلاقة العربان بأمريكا من اجل الضغط علينا . فلو تراجعنا في هذه الجزئية أمام رغبات الآخرين لاستثناء البعثيين من الاجتثاث ، فلنحضر أنفسنا لردة ، وانكسارات ، ومؤامرات تشبه أنقلاب العام 63 .
لقد تحول حزب البعث منذ أمد بعيد من حزب بقيادة جماعية الى: حزب الشخص الواحد، والفكر الواحد ،سواء البعث السوري، أم البعث العراقي ، لان ميشيل عفلق وهو مؤسس البعث الذي يفتخر به صالح المطلك ، وظافر العاني ، لم يقوى يوما على الاعتراض وهو يرى ان حزبه حول من حزب أشخاص يمارسون العمل السياسي يدعّون أن هدفهم توحيد الأمة. الى الحزب الى استملكه شخص، فحزب البعث العراقي لصاحبه صدام حسين ، وحزب البعث السوري كان وما زال ملك بيت الأسد .
إذا لن يتمكن ساستنا من تحمل الضغوط الخارجية التي تريد اشراك البعثيين ، عليهم أن يرموا المسئولية عن أعناقهم ، ورمي المسئولية يكون برميها برقبة الشعب العراقي. لكي يتخلص الساسة من الاحراج ، ويصار إلى استفتاء الشعب العراقي ، لأنه هو صاحب القضية والقرار.
السيد رئيس الجمهورية أرسل يستفسر من القضاء العراقي عن شرعية هيئة المساءلة والعدالة ، لحرص السيد الرئيس للوصول لحالة من الوفاق . مهما تكن إجابة القضاء على التساؤل ، فالرئيس أوقع نفسه في أشكال ، إذا كانت إجابة القضاء بقانونية الهيئة فهذا يفتح الباب لتساؤل: لماذا ولمصلحة من التشكيك بقانونيتها ؟ ويصبح لزاما على الجميع التمسك بقراراتها .أما إذا كانت الإجابة أنها غير قانونية ، فمن يا ترى الذي سيتحمل بقاء هيئة غير قانونية كل هذه المدة ، ومن سيعوض الذين حرمتهم الهيئة سابقا من الوظائف ، ومن سيعوض الذين اجتثتهم الهيئة سابقا ولاحقا ، ومن سيعيد الاعتبار لهم ،ومن يتحمل بقاء هيئة غير قانونية وغير دستورية كل هذه الفترة ، ومن يتحمل مسئولية النقود التي صرفت للهيئة على شكل رواتب ونثريات ، خلال الفترة المنصرمة .أعتقد ان كلا الإجابتين لن تفتح الأبواب التي أقفلتها إرادة الشعب العراقي برفضهم المطلق للبعث، مهما زوقنا (ومكيجنا) له الأوصاف .
أقرأ ايضاً
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!