لا نشك انا والسيد بان كي مون بان قضية كركوك قضية معقدة .. ويشاركنا القلق السادة اشرف قاضي ودي ميستورا وبيكر وهاملتون ودملكرت ويؤازرنا في ذلك زلماي خليل زاد وكريستوفر هيل والجنرال بيتريوس والسيدة هيلاري كلنتون بل وحتى بعلها (يعني زوجها بالعربي الفصيح مع الاعتذار لباقي مكونات كركوك) السيد بيل كلنتون وبول بريمر (هل تتذكرونه ؟ نعم اكيد) وديك شيني وجون كيري والمرحوم جون غرنق وتوني بلير وطيب الذكر جون نغروبونتي, كما يشاركنا الاحساس ذاته السيدان رجب طيب اردوغان (وما ادراك ما رجب طيب اردوغان) وعبد الله غل .. بل ان هذا القلق يمتد حتى ليصل احيانا الى السيد احمد بن حلي. لكن القائمة لاتقتصر على هذا القلق الاممي حول كركوك .. فلدينا القائمة الوطنية التي تضم اعضاء مجلس النواب وعددهم 275 عضوا والذين هم في قلق بالغ على كركوك بدليل انهم اعلنوا ان قضيتها معقدة وتستدعي حلا خارج قبة البرلمان المخصصة فقط للقراءة الاولى لاتفاقية حظر صيد الطيور البرية والقراءة الثانية لمشروع قانون الطيران المدني والتصويت على الاتفاقية الامنية مع جمهورية جزر القمر واذا بقي وقت يتم استثماره في (قشمرة) السادة المتقاعدين بمناقشة الزيادة المقررة على رواتبهم والبالغة 70 الف دينار من دون وصل قبض. الخلاصة ان قضية كركوك تحولت امميا ومحليا الى قضية يراد لها ان تسمم حياتنا كعراقيين عربا واكرادا وتركمانا بعد ان تحولت الى ذريعة لتعطيل كل شيء مهما كان هذا الشيء .. انتخابات او احصاء او الحاقا او ضما او تقرير مصير وبالعكس. المشكلة ان الجميع يقول ان هناك حلا دستوريا لكركوك على وفق المادة 140 . ومع استمرار الجدل حول هذه المادة ظهرت المادة 23 وجاءت خصوصية كركوك وسجلات الناخبين وتاجيل انتخابات مجالس المحافظات لحين التوصل الى حل. لكن اين هو الحل ؟ من يملك مفاتيح هذا الحل .. بان كي مون ام دي ميستورا ام جوزيف بادين ام مسعود بارزاني ام خلف العليان ام رجب طيب اردوغان ام صالح المطلك ام فلاح شنشل ام احمد بن حلي ام سعد اركيج ام عباس البياتي ام كريستوفر هيل ام عمر الجبوري ام ظافر العاني ام فرياد راوندوزي ام خالد شواني ام عمرو موسى ام بهاء الاعرجي ام عمو بابا رحمه الله؟ وحين ناتي الى مضمون هذا الحل فانه في الوقت الذي يقول الجميع ان كركوك عراقية فان كل طرف (يعرقنها) على طريقته .. فهي عراقية بمضمون عروبي دونها خرط القتاد وهي عراقية بهوية كردستانية وهي عراقية تركمانية ابا عن جد وهي كلدواشورية بالتبعية. طيب اين المشكلة اذن لنجعلها عراقية بمضامين قومية ودينية طبقا لما يردده مام جلال بشان (شدة الورد)؟ وايضا اتساءل اين المشكلة في شدة الورد؟ لتكن شدة الورد اليست رائحة الورد زكية؟ لماذا نكره او يكره بعضنا روائح الورد ويفضلون روائح البارود التي ان فاحت لاتبقي ولاتذر؟ واتساءل ايضا .. لماذا بتنا الان لانستطيع حتى ان نضرب موعدا على الغداء او العشاء مع صديق لان بامكانه الاعتذار بان ليس بمقدوره تلبية الدعوة قبل ايجاد حل لمشكلة كركوك.. او حتى زيارة الطبيب لاجراء فحوصات عامة لاننا قررنا تاجيل اجراء هذه الفحوصات الى مابعد الانتهاء من قضية كركوك طالما ان النتيجة معروفة نتيجة الفحوصات لا نتيجة كركوك وهي انخفاض ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول .. اما قضية كركوك فلا حل لها ويبدو انها يراد لها ان تسمم حياتنا عربا واكرادا باتخاذها ذريعة للمماطلة والتسويف مما يعني اننا سوف نظل عربا واكرادا وتركمانا ندور في المربع المجهول لا صفر ولا الاول .. مربع الاخرين الذين ينامون ملء جفونهم عن شوارد كركوك سواء كانت كردية او عربية او تركمانية ويتركوننا دائمي التاجيل لكل شيء يمكن ان يجعلنا نتقدم خطوة حقيقية واحدة وليس (كلاوات) في طرق البناء والاعمار والتقدم .. كم اتمنى ان يرتفع صوت يقترح ان نعدها هندية ونلحقها بولاية.. كلكتا وديعة عند الهنود حتى نتمكن من اجراء الانتخابات وتعديل الدستور واقرار قانون النفط والغاز وتوزيع الثروة والتعداد السكاني والفيدرالية وصلاحيات رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء والمليشيات والمساءلة والعدالة والنزاهة والفساد المالي والاداري والعلم الجديد والنشيد الوطني واللجنة الاولمبية ورواتب المتقاعدين واراضي الوزراء وتعويضات الكويت .. لكن لن يحصل شيء قبل ان يتم حل الخلاف بين علي الدباغ وحسين سعيد.