أفرزت العولمة لنا الكثير من الايجابيات مثل سهولة الاتصال وتبادل المعلومات وغيرها ولكن سلبياتها باتت تشكل خطراً اكثر فالمواجهة مع الأوبئة مثلا لم تعد محصورة بمنشئها بل تعدت ذلك لكي تنطلق مع حركة السفر، وتبادل البضائع، وسهولة الاتصال بالاوبئة أصبحت مشكلة (معولمة)، وقبل أن ينتهي العالم من أزمة انفلونزا الطيور، انفجرت انفلونزا الخنازير، والمشكلة هنا تكمن أن الاحتياطات من هذا المرض مهما كبرت اتسعت وأعلنت حالات الطوارئ، فمنافذ تسرب العدوى لها مصادر عديدة، سواء جاءت مع السلع،أو الطيور المهاجرة، أو من خلال الحدود أو مع الزائرين.
صحيح أن العراق لا يؤوي الخنازير ولا يستورد لحومها ولم تسجل لحد الان اي اصابة ونتمنى ان يدوم ذلك، لكننا لسنا بمنأى عن تسرب هذا الوباء.
فالوباء خطير، وخطير جداً، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية عدم وجود مصل أو تطعيم واق لمواجهته, فإن خطة مواجهة إنفلونزا الخنازير يجب أن تكون حاسمة بل وقاسية, لأن خطورتها أكبر على حياتنا بحكم ظروفنا الخاصة من حيث الكثافة السكانية ووتردي البيئة الصحية والإمكانات الاقتصادية المحدودة.
فنحن مجتمع يعرض وينقل الخبز واللحم في الشوارع مكشوفاً ومعرضاً للأتربة والغبار المستمر, بينما يحفظ الأحذية في المعارض (الجامخانة), وتباع الأغذية علي الأرصفة.
وبلدنا يمتلك الكثير من الأزمات السياسية والخدمية لذلك فنحن في غنىٍ عن أزمة وبائية جديدة أبعدنا الله عنها. والغريب في الأمر أني قد سمعت عن بعض طرق الوقاية من هذا المرض هي الابتعاد عن (التقبيل) و(المصافحة)! فكيف يمكننا السيطرة على القضاء على علاقاتنا الحميمية! بهذه الطريقة؟ ونحن معروفون بولعنا بالمصافحة والتقبيل.
لذلك يجب التأكيد على أهمية رقابة المنافذ الحدودية والمطارات والموانيء لمنع تسلل الفيروس عبر حدودنا. وعلي الجميع التعاون مع السلطات الطبية المختصة في مواجهة داء العولمة الجديد. واتركونا مع قبلاتنا الصادقة التي لا يؤثر فيها أي فايروس جوي أو بحري أو بري !.
حارث الخيون
أقرأ ايضاً
- العولمة .. (وطرزانات) الشهرة-شهرة( الفسيل)
- تحديات العولمة الثقافية –الإمبريالية-
- خليج الخنازير ـ مضيق هرمز