- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في ذكرى وفاته: النبي محمد (ص) قائد التسامح والسلم واللاعنف العالمي
ان الاسلام الذي جاء به رسول الانسانية محمد (ص) حمل بين طياته قوانين عديدة مهمة عملت على نشره في شتى ارجاء العالم. حيث عُدّ الدين الاسلامي اكثر الاديان سرعة في الانتشار بالاعتماد على مثُل انسانية فطرية تخللتها مبادئ سامية تنظر للانسان على انه المحور الاساسي الذي تتحرك حوله مقدرات الدنيا وتنتظره حتميات الآخرة.
ومن اكبر تلك المبادئ قوةً معنوية وارادية وأبلغها أثراً هو مبدأ السلم واللاعنف الذي انتهجه خاتم النبيين (ص) واكدته الآيات المباركة فضلاً عن الاحاديث الشريفة الواردة عن اهل البيت (ع). ففي القرآن الكريم العديد من الآيات التي تصف الاسلام بالسلم والسلام وتدعو الى اللين ونبذ العنف والبطش، فيقول سبحانه وتعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا)، (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ)، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ)، (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ).
ان نبينا الكريم (ص) كان صاحب أعظم ثورة لاعنفية في تاريخ البشرية، نجح فيها نجاحاً كاملاً وأقام النظام السياسي المستقر بدون انقلاب عسكري ولاجيوش واسلحة بل كانت الدعوة للتوحيد والعدل وزرع الاخلاق الحميدة والمفاهيم الانسانية السامية هي الوسيلة والهدف في دعوته صلوات الله عليه واله.
فهذا علي (ع) هتف بأمر من الرسول (ص) -عندما فتح المسلمون مكة المكرمة- بشعار: (اليوم يوم المرحمة اليوم تحمى الحرمة..) بعد أن ردد سعد بن عبادة شعاره الجاهلي: (اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة)، وكان نداءه (ص) قد جاء ليطمئن الناس الى ان السلم واللاعنف خيار استراتيجي لاحياد عنه في الدعوة الى الاسلام.
وباعتبار ان المفهوم العام للسلم والتسامح لا يعني بالضرورة أن يرتبط بالجانب الاجتماعي على حساب جوانب الحياة الاخرى فإننا نستنتج ان هذه المرتكزات التي اعتمدتها الدعوة المحمدية السمحاء قد كانت الحجر الاساس لقيام الدولة الاسلامية التي ضمّت عشرات الدول تحت جناحها فيما بعد، وهذا بالنتيجة يدلل على ان حامل هذه المفاهيم قد استطاع ان يؤتي الزرع الذي زرعهُ أكُله، بإذن الله وقوة اللاعنف والسلم والعدل والتسامح.
اننا في ذكرى وفاة نبينا الاكرم (ص) ندعو للتأكيد على مفاهيم السلم التي تبناها صلوات الله عليه واله خاصة وأن العنف اصبح سمة رئيسية تطبّعت بها اغلب الدول الاسلامية، من جهة حكومات تسلطية، وفئات ضالّة متطرفة، لاتتورع عن استخدام ابشع الاساليب للوصول الى اهدافها تاركة مبادئ اللاعنف النبوية غير مبالية بها..
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- فلسطين والجامعات العالمية والصدام الكبير
- حكومتنا وذكرى الامام علي عليه السلام