- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
يومان .. في ضيافة الصائغ والخباز .. على هامش مهرجان مؤسسة النور الرابع / بغداد
حينما يكون النقاء بمثل هذا الجلال ، وتكون مؤسسة النور منغمسة بالكلية ِ بحزم ِالضوء الطالعة من رحم الشمس التي تبزغ لتنعش ساحات البوح المعرفيّ والثقافي اتقاداً وسمـوا ً، وتخلق شغفاً سينوغرافـياً مؤثثاً للمشهد الثقافي والتي راحت تلملم الشتات المتناثرة للمثقف العراقي فوق باحة المسرح الوعيوي للنخبة وتنثرها عبقاُ عراقياً خلاباً فوق ضفاف ملامحنا القصية النائية المتاخمة للضفة الأخرى لحشرجة الصوت المكتوم في دواخلنا ليعتلي ثانية صهوة ذلك الأنعتاق والانبهار والنبل ، ليكون الصفاء الروحي بمثل هذا الطراز الرفيع من الانفلات ولو لبرهة ، من قبضة تلك النرجسية المبهرة التي راحت تمازج بكبرياء أخاذ ذاك الأريج والعبق المتطاير من مناخات الجمع النوريّ النبيل الطالع من رحم الأرض ، بل ربما النازل من زرقة السماء ، وحين تتلظى النفس شوقا للولوج الى فضاءات لا نعرفها ، بل نكاد نخفيها أحيانا ، والتي ربما استقرت عنوة في اللا مرئي من المسميات والأشكال الفطنة المتألقة وهي تبحر بتودءة في اتساع مدى تلك المعارف والمخاصب الإبداعية المتألقة الجليلة .
حينها يكون للحرف بجل تصانيفه التدوينة ، معنىً جليلاً آخرَ يقودنا صوب ملاذات الروح التي تستيقظ ُ فزعة ً من سبات أحلامها المؤجلة المقرفة الفائتة والتي أطمرت معها أجمل مجمرات مواقد عشقنا الأزلي الذي رافق رحلتنا البوحية المديدة حتى شاب واندثر وهو يئن محتضراً تحت مقصلة الرقيب المؤدلج ، لتنهض مرة ثانية مشفوعة بامتلاك نواصيها المشرعة ، لتعلن بكبرياء نوريّ عن صورها وأحلامها ، وتشعل نار مواقدها ثانية أحتفاءاً بالنور ثم لتدمج ذواتها بزهو استثنائيّ خلاق ، وسط حزم الضوء النورية الأخاذة تلك الطالعة من بون ملاذاتنا وشذى مراتعنا العراقية الأصيلة المتوغلة في عمق التاريخ ، لتخلق نسيجاً معرفياً فكرياً إبداعياً يُثَبتُ أقدامهُ في نهارات الشمس الساطعة فوق مراثينا ، لتعلن عن الذكرى الرابعة لمولود ٍآخرَ للبوحِ في مساحاتِ توقدِ النور العراقي الجديد .
التقينا كما لم نلتقي من قبل ، احتضنتنا باحة المسرح الوطني برحابتها الخلابة المطرزة بوجوه القائمين عليها النبيلة ، وعلى رأسهم الدكتور شفيق المهدي المسرحي والمثقف الاستثنائي والراعي الأمثل والأرقى لعموم الثقافة في العراق الرجل الذي يمد جسور الود والمحبة والمساعدة بلا حدود ، لأنه جسرٌ لكل المخاصب الإبداعية داخل مؤسسته وخارجها وأتحفنا بكلمته الثرة ، انه رجل من طراز خاص تلوذ تحت مظلته الثقافية الوارثة الظلال ، جل ملامح الإبداع العراقية والذي لا تفارق ثغره ( البغدادي ) الجميل ضحكته الودودة المعهودة .
بعدها توالت الكلمات ، فكانت كلمة الأديب المبدع المغترب احمد الصائغ الراعي الأول وفلاح مؤسسة النور ، والذي كان علينا ان نستضيفه في وطنه ، على اعتبار إننا ماكثون فوق أسلفت الوطن الحارق والجميل معاً ، مثل ( علج .. لازك بصوفه ) لكنه أبا إلا أن يكون هو المضياف الأرحب والأكرم والأروع ، لأنه ببساطة متناهية استحضر أزمنة عراقيته التي تربض في دواخله السديمة ، والتي ربما نسيها أو تناساها في ديار المهجر والغربة لكي يفجرها مرة واحدة وبالكلية ، في حاضرة بغداد ، لأنه جُبِلَ هكذا ، هذا الرجل المهول ، المزمع على الارتقاء بمناخات الإبداع وفضاءات الثقافة ولجاج بحار المعرفة ، والكرم العراقي الأصيل المعطاء ، وليثبت بذات اللحظة لنفسه أولا ، ولنا ثانيا ، انه ما زال لدفء ِ الحليب الفراتي الزكي حلاوته وحرارته وعنفوانه الجليل ، داخل عنوانين مناهله ( الدجلوية ) الأزلية الرائعة .
لحظات إظلام عمت القاعة برمتها لتنساب من خلال ذاك الظلام الفطن موسيقى بلون العراق ، وراح اللحن العراقي الجميل يحكي قصة انثيالاته الفائتة والحاضرة بحلوها ومرها عبر لوحة راقصة لفرقة الفنون الشعبية التي شكل ألوانها الرائعة الفنان الراقي والمبدع العراقي الحقيقي الفنان ( فؤاد ذنون ) الذي أبكانا جميعا ولم يعد في النفس ثبات ولا في المآقي توطن ولا في المحاجر برهة انتظار ، لذا استأذنت صاحبي الذي يجلس بجانبي صباح رحيمه والذي أدمعت عيناه هو الآخر ، اخترقت ثلة من الحاضرين فخرجت من الصالة وأجهشت بالبكاء ، كان ليس كمثل أي بكاء أراه يَساقَط ُ من المحاجر على الوجنتين ، لكنه كان دمعاً شفيفاً ، وكأنني أراه الآن ماثلا أمامي ، كان يسقط من عليين على وَجْنَة ِ العراق ، ومحنة العراق .. وملامح العراق .
رددت مع نفسي حينها هامساً ، وأنا أنشفُ دمعات الكبرياء التي ترجمتها مدركاتي الحسية الى قطرات دمع ٍ تشبه الندى المخملي للصباح .. قلت ..
( اللهم انصر العراق ... وأيد من نصر العراق ... وعادي من عاداه ...
... واخذل من خذله .. وبارك في طلعه .. وجزه برحمتك من محنته )
يا الله ..( يا ابو خيمة الزركَة ) حينها تذكرت الراحلة أمي ، التشبه لون ماء دجلة الصافي ، وهي تفتح ( زيجها ) البغدادي الأبيض البض ، لتدعو على جميع الجزارين الذين القوا أبي في سجن قصر النهاية .. وتدعوا لعبد الكريم قاسم بالخير ، لأنه أطلق سراحه .. أيــه ... أيام زمان !!!
انفض الجمع الخير من الحفل ، مقررين الاتجاه صوب حضرة الروضتين الى كربلاء المقدسة تهامسنا أنا وصاحبي وجملة من الحاضرين ، هل نذهب ، قال صاحبي ابن رحيمه بثقة مفرطة بالنفس ( أي بلي .. لازم أنروح ) تحشرجت الكلمات في حلقي وكأنني مزمع على الذهاب ولا ريب ، فقلت ( طيب .. نحن مقوطين ) فكيف يمكن لنا المبيت هناك ، حلها ابن رحيمه بطريقة السهل الممتنع قائلا .. ( حبيبي هو مبيت ليلة واحده .. وجماله يم العباس ) سمعت الاسم وبلا أدنى تردد أو لحظة تفكير أخرى لتثنيني عن اللحاق بالركب حتى ولو نمت ليليتي في كربلاء عاريا او ( متقوطا ) فهذا الاسم الكبير يستحق العناء ، وهذه الوجوه الجملية التي عانت كثيرا للوصول الى بغداد تستحق أيضا منا هذا التخلــي عن ( التقوط ) الذي يذكرني بأيام عرسي فقط ، ولا اذكره إلا في مناسبات متباعدة كل البعد عن متاحف حياتي اليومية ، أخيرا عزمنا على التخلي عن ( تقوطنا ) والالتصاق بماهياتنا العراقية الأصلية ، والتوجه الى الحافلة .
توكلنا صاعدين الى الحافلة التي تتسع الى أربعين ( نفرا ) أو أكثر لكننا كنا على عدد أصابع اليدين ، لان ذلك النقي الفحولة والكبير الكرم والمبدع الاستثنائي الشاعر علي حسين الخباز ، الذي عرفت فيما بعد ، بأنه كان يعدم قصائده التي يكتبها ( رميا بالرصـ .. ) عفوا ( رميا بالتنور ) في الزمن الفائت ، لكي لا تكتشف عيون العسس انه شاعر ، فهذه لعمري تهمة لا مراد للحسنات معها وتقع على أم رأس صاحبها جل اللعنات ، جلس بجانبي صاحبي ابن رحيمه وأمامي الدكتور الجميل صاحب اللغة الرصينة ، وبمحاذاته الكاتب والأديب الرقيق الجميل راضي المترفي الذي راح الشيب يطرز خصلات شعره الثلجي الذي ينم على تأكيد مقولة بيتر فايس الشهيرة (التراكم الكمي يخلق وعي نوعي) ويبدو ان تراكم القراءات لديه خلقت منه كينونة مرجعية رائعة وبالغة الأهمية والتي راح يوزع ملامحها على جلاس الحافلة بالتساوي ، ومن الصدف التي أعددتها من أجمل الملاحق المعرفية الجملية هي تعرفي بالشاعر المحكوم بالسحر والموشوم بالبلاغة وسلاسة لغة شعره وإيقاع مذاهب استيطانه للقصيدة العمودية انه الشاعر البصري الرائع علي الإمارة ذلك التدفق الشعري الخلاب الذي يفضي بالنفس الى مجاهل أخرى للبوح ، وللتأمل معا .
وكان بمحاذاتنا يجلس الإعلامي المبدع الذي يخبأ تحت عباءة صمته الجميل ملكات من البوح المعرفي لأنه رئيس تحرير جريدة عراق اليوم وعلى حد علمي المتواضع إن هذا المنصب يحتاج الى الإصغاء المفرط ، فكان مصغيا جميلا وسط ثرثرتنا الشعرية والمعرفية الثرة ، لكنني ولا اخفي في نفسي لوعة عدم انضمام الرائع المبدع الإعلامي والأديب صباح محسن كاظم الى حافلتنا لأنني كنت بالأمس الحاجة لكي أجالسه واعرفه عن كثب لأنه فحل ٌ إبداعي من طراز خاص ومن الأدباء الذين يكتنزون المعرفة بوفرة هائلة ويخبؤها تحت ملامحهم الجنوبية الراقية ، صباح محسن كاظم ذاك الفتي المخملي الذي نال وبامتياز أخاذ محبة كل النوريين بلا استثناء لأنه ببساطه يملك تلك الوداعة المذهلة الشفيفة وتلتصق على محياه تلك الابتسامة الخجلة التي لا تفارق محياه النبيلة لأنه من مدينة الأدب والشعر والفحولة ( الناصرية ) تلك المدينة التي انغمست بفخر في مراتع تاريخ أور العظيمة ، ولكنني فيما بعد أخذت حيفي واخذوا حيفهم مني في كربلاء بوسعة نقاشية وافرة جمعتنا أنا وهو وابن رحيمه والعذاري والإمارة والمترفي والرائع تميم التميمي وثلة من المثقفين النوريين الأجلاء .
وطئنا ارض كربلاء بسلام ، بعد أن أثبتنا بان الأرض كروية ، لان المسافة بين بغداد وكربلاء استغرقت حوالي ( ثلاثة أيام ) لأنه ( حسبه اتجيبي .. وحسبه توديني ) بمعنى ( سيطرة توقفنا .. وسيطرة تهدنا ) وهلم جرى ، بالعموم لم نحس بتلك الساعات الخمس التي استغرقها الطريق لأننا كنا منشغلين بفتنتنا النقاشية الممتعة ، وكل يدلو بدلوه المعرفي .
نزلنا في الفندق وتعرفنا على بعضنا ، وتشرفت شخصيا بالالتقاء بأسماء لامعة في باحة البوح العراقي الجميل ، أمثال المبدع الإعلامي الدمث الأخلاق وصاحب الظل الشفيف عبد الرزاق الرشيد والمبدع الرائع المتألق الذي ما فتئ ينحاز لمواطن إنعاش الثقافة العراقية بجل تصانيفها عبد الرزاق عبد الكريم ، والشاعرة الرائعة ( الكزارية ) رسميه محيبس التي لن تبارح الذاكرة وهي تلقي قصديتها التي خرجت من خلجتها بضلع مكسور ، وتلت قصيدة محيبس قصائد أخرى جملية ورائعة في الجلسة الشعرية ( المطبخية ) الرائعة الأجواء حيث كنا وكأننا نطبخ الشعر على نار هادئة بـ ( مهفه خوص ) عراقية المنشأ ، وقدمني زميلي مقدم الحفل ( المطبخي ) فأدليت بدلوي الشعري أنا الأخر كما فعل الرائع الإمارة والرائع الحمامي وثلة من الشعراء المبدعين وأستميح الجميع عذرا لأنني قد نسيت بعض الأسماء لا بقصد التناسي ولكن بقصدية البحث الدائم عن ملامح وجوهم الجميلة النبيلة كي التقي بهم ثانية وأدون كل شيء ، حتى لا يفوتني أي شيء .
ومن المهم استذكار بعض الأسماء الرائعة التي خلدت في الذاكرة ، من الأدباء والشعراء والاعلامين والمشتغلين بجل ملاحق المعرفة والثقافة العراقية منهم على سبيل أغناء مساعف الذاكرة لا الحصر ، واعتذر ثانية عن الذين لم تدونهم الذاكرة التي جاوزت الخمسين عاما ونيف وهي تشتغل بمحافل جل المعارف والثقافات والآداب والباحات النقدية ، ويقف على قمتهم ملاذيّ الجميل المسرح .
محمد مهدي بيات وميثم العتابي ومحمد علي الخفاجي وسلام محمد البناي و ناظم السعود وعامر رمزي وفاهم العيساوي ومهدي النهري وعلي إبراهيم التميمي ومحمد جبر وسامية العكيدي وزكية المزوري وعزيز الخيكاني وكاظم ناصر العبادي وحمزة النجار وغانم الموسوي وعبد الزهرة الأغا وعدنان محمد عساف اوغلو وعبد صبري وصباح محسن جواد وسلام كاظم فرج وعدنان عباس سلطان وسعد عباس الاسدي وجابر الاسدي وسعد علي مهدي وهيثم محسن الجاسم وغفار عفراوي ، والدكتور الأديب الرائع ثائر العذاري .
واكرر اعتذاري الذين لم تسعفي ذاكرتي لذكرهم .. فمعذرة من القلب أيها الأحباء النوريين الطيبين .
وحين الرجوع لعنونة الموضوعة وعلاقة الصائغ بالخباز فذلك لعمريّ أمر ُ نجيب وخطب جلل ، لان العلاقة السيميائية والبنيوية التي تربط هذين الاسمين هي جملة من الدلائل الرمزية ومخاضب استقرائية ولواعج نقدية تفكيكية وتفسيرية وتحليلة ، تستمكن من ملامح الذاكرة لتستقر فيها ولا تبارحها البته لأن هناك ثمة غزل في مفاتن الكرم والإيفاء الأخلاقي والإنساني والثقافي يجمع بين الاسمين كما يجمع شمل الزهرة الميسم ، ليفوح منها أريج وعبق عراقي خلاب ينتشر فوق الهامات ليصيبها بالدهشة والفضول وربما الصدمة ليحيلها الى منافع معرفية في سعة المدارك العقلية والمدارك الحسية علينا دراستها بتوءدة لأنها تمثل الرمز الإيمائي والاشاراتي لفن الضيافة ومناهج الاستقبال ، فالصائغ اعتبر بغداد ، بغداده ، و( تَبغددَ ) علينا بكرمه الذي لا يوصف ، وهذا من حقه لأنه نهل من ماء دجله العذب فصاغ من صفاءه أجمل حلية للكرم .
والخباز ( تكربلَ ) علينا بكرمة الكربلائي المعهود الذي يليق بمن مثله ، وهذا من حقه لأنه ابن كربلاء الوفي ، وقد نهل من ماء فراتها الجليل ، وارضعته من صدر مأساتها الفائتة ملامح الصبر ، والجلّد ، والنبل وقولة الحق ، والبذخ في الضيافة ، فثمة علاقة وطيدة بين ( علي الخباز ) و ( خبز العباس ) لان الاثنين فيهما رائحة كرم الضيافة ، فسفرة كربلاء ستبقى ممدودة لجل من أراد النهل من منابعها وكرمها ، وستبقى تلك المائدة الكربلائية العامرة ، تفترش فضاءات الأزمنة والأمكنة ، ما دام فينا عرق ينبض .
وهنا عليّ لزاما ً أن لا أنسى أبدا ً تلك الطلعة البهية الجليلة للسيد احمد الصافي أبقاه الله لنا جمعيا ، للإفادة من غزارة علمه الوافر الثر ، ومنطقه السلس الذي يلجُ الى الروح بلا استئذان ليستقر بمواطنها الخفية لتشرع ثانية بشحذ هممها لبناء عراق ٍ جليل ٍ جميل ٍ جديد ْ ، أبقى الله السيد الصافي ذخرا للحضرة العباسية المقدسة ، ولكل من نطق الشهادتين ، لأنه أنموذجا خلاقا للكبرياء والفخر المعلن والعلم الجم ، الذي يطرز واجهة الدين والثقافة والأدب والإبداع والمعرفة العراقية الجديدة الذي نبتغيه جمعيا ، بل ونؤمن به جميعا ، لأنه ساحة بوحنا النبيل الجليل الأشمل .
تحية فخر واعتزاز لكل ِ النوريين بجل مناطق اشتغالاتهم الفكرية والمعرفية والإبداعية والى عام قادم ٍ ، نحتفل فيه بالذكرى الخامسة لمؤسسة النور في ارض العراق وليكن أسبوعا برمته ، ليتسنى لنا الاحتفاء يبعضنا خير احتفاء ولكم مني محبة صادرة من القلب الذي ينبض بحبكم .. وعشق جل حالات الإبداع المبهرة التي تشع من بين ثناياكم العطرة .
ولنحني قاماتنا جميعاً ، في حضرة العراق الجليل .
كاتب وناقد مسرحي
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً