اعلن الامناء العامين للعتبات المقدسة في العراق على التوافق بتقديم الدعم المالي والتخصيصات للعتبات كونها تقدم مختلف انواع الخدمات للمواطنين والزائرين، كما اتفقوا على تعزيز هذه اللقاءات في اوقات اقرب من التي سبقها، لغرض التداول بكل ما يتعلق بأقسام وتشكيلات هذه العتبات المقدسة مع نظرائها في مختلف العتبات من اجل تبادل الخبرات وتصويب الاجراءات التي قد تكون لم تكن بالمستوى السابق والنهوض بها من اجل تقديم خدمات افضل للزائرين".
وقال أمين عام العتبة الحسينية الاستاذ حسن رشيد العبايجي في كلمته بالمؤتمر الصحفي الذي حضرته وكالة نون الخبرية ان" العتبات المقدسة هي كيانات حضارية ودينية ولها ثقل كبير على الساحات العراقية، والاسلامية، والانسانية، وملتقى مؤتمر اليوم كان لتعزيز القواسم المشتركة، واواصر المودة والمحبة، وصلة الرحم، وهو امر يعتبر مصدر قوة للعتبات المقدسة، كوننا جميعا كعتبات مقدسة اولي رحم ولابد لنا من التواصل والتضامن والتعاضد لمواجهة التحديات والصعوبات والتطورات التي تعرض لها الكثير من الشعوب"، لاسيما " الشعوب الاسلامية وكان للعتبات المقدسة مساهمات كبيرة في دعم واغاثة الاخوة سواء كان في فلسطين او لبنان او سوريا، من خلال تقديم الخدمات الطبية، والغذائية، والايواء، وعلاج الجرحى، ونحن نهتدي ونسير على خطى ونهج اهل البيت والقرآن الكريم، وهي من المسلمات التي تؤمن بها العتبات المقدسة في خدمة المجتمع وزوار العتبات ولإقامة الشعائر والصلوات والفرائض اليومية"، منوها الى ان " اي لقاء بين العتبات في ظل هذه الظروف الحساسة يعتبر مصدر قوة للإيمان والعقيدة والدين ولجميع مفاصل المجتمع لانها الملاذ الآمن وتمثل الاستقرار والسلم الاهلي".
من جانبه لفت امين عام العتبة العباسية السيد "مصطفى ضياء الدين" في كلمته الى اننا " وفقنا اليوم بعقد مؤتمر الامناء العامين للعتبات المقدسة في العراق، وناقش المؤتمر التواصل المستمر بين الامانات العامة للعتبات المقدسة، كما بحث سبل التعاون في المشاريع المشتركة بين العتبات المقدسة والتي تصب في خدمة الزائرين الكرام وابناء الشعب العراقي والعالم، بما تمتلكه العتبات المقدسة من ضيافة واستقبال للزائرين الكرام على مدار ايام السنة".
من جانبه اكد رئيس ديوان الوقف الشيعي وامين عام العتبة الكاظمية الدكتور حيدر الشمري في كلمته ان" ملتقى الامناء العامين العتبات المقدسة في العراق عقد اليوم في مرقد ابي الفضل العباس (عليه السلام)، وناقش اراء ومقترحات وملاحظات الامناء العامون في مختلف مجالات الخدمات المقدمة للزائرين، وفي مقدمتها تعزيز العلاقات بين العتبات المقدسة وتبادل الخبرات من خلال المشاريع السابقة وتأسيسا لمشاريع لاحقة في كل ما يصب بخدمة الزائرين الكرام، وكان هناك توافق بالاجماع على دعم العتبات المقدسة من خلال التخصيصات والدعم المالي لجميع العتبات المقدسة باعتبارها عتبة واحدة، كونها تختص بخدمة الزائرين وتعمل وفق الضوابط الشرعية والقانونية، وهذه العتبات عندما تختص لها الاموال تقوم بتقديم مختلف انواع الخدمات لابناء الشعب العراقي الوافدين لزيارة العتبات المقدسة ومن جميع المحافظات، وكأن تلك الاموال خصصت عبر العتبات المقدسة الى محافظاتهم القادمين منها، وهي تشارك في تقديم هذه الخدمة وتتحمل هذه المسؤولية من اجل ان تكون زينا لاهل البيت في تقديم تلك الخدمات لجميع الوافدين".
واضاف الشمري ان" المؤتمر اكد على وجوب احترام الضوابط الشرعية التي تعمل بها العتبات المقدسة وفق تعاليم الدين الحنيف، وخصوصا احترام الآداب العامة من قبل جميع الوافدين للعتبات المقدسة باعتبارها ضابطة شرعية لا يمكن مناقشتها بما يخالف الشرع، والعتبات تعمل وفق القانون والشرع ولكن العلوية للشرع الذي نصت عليه بعض القوانين وقانون ديوان الوقف الشيعي رقم (57) لسنة (2012) الذي اكد احترام الجانب الشرعي وعلوه في تنفيذ القوانين التي تتعلق بالعتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وكذلك كان لنا نقاش تفصيلي في موضوع دعم العتبات المختلفة من خلال خبرات ومشاريع انشأت سابقا في خدمة زائرين لعتبات اخرى كانت لها سابقة في هذا المجال، وهو سيوفر لنا اختصار وتقنين في الاموال المصروفة ووضع التصاميم واختصار وقت تنفيذ التصاميم في انشاء مشاريع تصب في خدمة الزائرين ومنها مدن الزائرين ومشاريع المراكز الدينية والثقافية والصحية والزراعية التي وظفت في كثير من العتبات المقدسة واثبتت نجاحها في تقديم الخدمات المختلفة لابناء الشعب العراقي".
واوضح الشمري ان" الامناء اتفقوا على ان تعزز هذه اللقاءات في اوقات اقرب من التي سبقها، لغرض التداول بكل ما يتعلق بأقسام وتشكيلات هذه العتبات المقدسة مع نظرائها في مختلف العتبات من اجل تبادل الخبرات وتصويب الاجراءات التي قد تكون لم تكن بالمستوى السابق والنهوض بها من اجل تقديم خدمات افضل للزائرين"، مشيرا الى ان" العتبات المقدسة والمزارات الشريفة هي مواطن استقرار وامن وامان وملاذ آمن لجميع ابناء الشعب العراقي، واثبتت التجربة السابقة ان هذه العتبات المقدسة هي ركن اساس في تأمين السلم الاهلي والمجتمعي في جميع المحافظات ومناطقها، والدليل على ذلك ما تعرض له الشعب العراقي من هجمات لعصابات "داعش" الارهابية"، في السنين الماضية وتآزر الشعب العراقي من خلال العتبات المقدسة واحتضانها للكثير ممن هجروا من مناطقهم واحتضنتهم مدن الزائرين وآوتهم فيها وفي امكنة اخرى، وكذلك ما شاهده العالم بأجمعه من احتضان الشعب العراقي وبالاخص العتبات المقدسة لضيوفنا من العائلات اللبنانية التي اضطرت الى الخروج من مدنها وبلدها، وقدمت العتبات المقدسة ما يمكن تقديمه من باب الالتزام الشرعي والانساني تجاههم".
فيما اشار امين عام العتبة العلوية المقدسة في كلمته المقتضبة ان "العتبات المقدسة هي جسد واحد مرة تتمثل في العتبة العلوية واخرى في الحسينية او العباسية وهكذا، وهي جهة واحد وليست متعددة، ورأي جميع المتحدثين هو رأي جميع العتبات المقدسة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- ما أسباب ارتفاع أسعار الأدوية وفقدان بعضها في العراق؟
- لبنان بعد الحرب.. تجار الأزمات يفاقمون معاناة المواطنين عبر مضاربات إعادة الإعمار
- تنور الطين.. ذاكرة رائحة الخبز المنزلي في العراق