حتى يوم أمس، كان النازحون الفلسطينيون في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، لا يزالون يبحثون عن بقايا الأشلاء المتناثرة بين أمتعتهم، بعد المجزرة الإسرائيلية التي استهدفت خيمهم الأربعاء. وحسب شهود وناجين تحدثوا لـ”القدس العربي”، فقد كانوا يبحثون تحديداً عن سيدتين وطفلتين اختفت آثارهن نتيجة القوة التفجيريّة للصاروخ.
وقال محمد عرمانة (23 عاماً): “أختي أفنان تبلغ من العمر 30 سنة، وهي أم لأربعة أطفال سقط عليهم سقف الخيمة المصنعة من الصفيح مشتعلاً، الأمر الذي تسبب بإصابتها بحروق من الدرجة الثانية، أما الابنتان جوليا وجوري فلم يستطع أحد إخراجهما بسبب شدة الحريق، ووجدناهما جثتين متفحمتين”.
وفي يومها الـ426، من الحرب التي وصفها أمس تقرير لـ”منظمة العفو الدولية”، بالإبادة الجماعية، أبقت قوات الاحتلال على وتيرة هجماتها الدامية ضد المنازل المدنية وأماكن الإيواء. فدمّرت أحياء سكنية وقتلت وأصابت من فيها من مواطنين بينهم أطفال، في الوقت الذي تواصلت فيه عمليات استهداف المنظومة الصحية.
ووصل عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ فجر الأربعاء وحتى وقت كتابة هذا التقرير 36 شهيداً، 31 منهم في شمال غزة. وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق عن ارتكاب الاحتلال خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن وصول 48 شهيداً و201 إصابة إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وفي شمال قطاع غزة، استمرت الهجمات العنيفة على مناطق التوغل البري والمناطق المجاورة لها. واستشهد 15 شخصاً وأصيب آخرون في غارة إسرائيلية على منزل لعائلة فلفل في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
ولا يزال جيش الاحتلال يعطل عمل طواقم الدفاع المدني في شمال غزة، لليوم الـ44 على التوالي. وجددت منظمات أممية تحذيرها أمس من أن الفلسطينيين المنهكين نتيجة استمرار الصراع والنزوح المتكرر، يواجهون شحّاً حاداً ومستمراً في المياه والخدمات الصحية.
أقرأ ايضاً
- الجولاني: لن نسمح باستخدام سوريا لشن هجمات على إسرائيل
- ألمانيا: الجولان أرض سورية و"إسرائيل" قوة محتلة
- العراق يعتبر قرار إسرائيل بالتوسع في الجولان انتهاكا صارخا للقانون الدولي