بقلم: علي حسين
معظم ساستنا ونوابنا ومحللينا "الأشاوس" يخرجون كل يوم على الفضائيات ويسطرون احاديثهم مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يشتمون أمريكا ويهددون بقطع أنف السفيرة الأمريكية إذا ما استمرت في دسّ أنفها في الشأن العراقي، ولم تتوقف عن جولاتها المكوكية داخل اروقة مؤسسات الدولة، وسواء كان الأمر جدياً، أو مجرد استعراضات فضائية، فإن النتائج دائماً ما تكون كارثية ومثيرة لأن أميركا لا تزال ترى أنّ ما يجري في العراق، لعبة لا تحتاج سوى إلى تغيير في الوجوه والأقنعة.
يعتقد البعض للاسف ان لا هَم للسيد بايدن سوى التلصص على ما يفعله مجلس النواب، وانه يصاب بحالة انزعاج شديدة عندما يجد من يتغنون بيوم السيادة وطرد الأمريكان من بلاد الرافدين، وكنا عشنا خلال السنوات الماضية مع فصول من الاستعراضات كان أبرزها الهجوم "النووي" الذي شنّه آنذاك حسين الشهرستاني ضد واشنطن، لأنها تآمرت عليه ومنعته من تصدير الكهرباء العراقية إلى دول الجوار، وسمعنا وشاهدنا أهازيج مشعان الجبوري الذي أفشل من خلال قناته الزوراء مشروع بوش للشرق الأوسط الجديد، وفي موجة الشعارات والصرخات.. الخدمات غائبة والاقتصاد لاوجود له، والبرلمان يراوح في مكانه، والحلبوسي يستعرض بفيديوهاته مكارمه التي يغدقها على العراقيين.
سيقول البعض يارجل، لماذا تريد أن تُحوّل الجد إلى سخرية، ألم ترَ المؤامرة الأميركية، لماذا أصبحت لا تتابع أخبار الزعيمة "الإصلاحية" عالية نصيف، التي تحولت بوصلتها مؤخراً إلى الكويت التي تطالب بضمها من جديد إلى العراق!!، ياجماعة أنا كلما أشاهد مسؤولاً عراقياً أصاب بحالة من التوقف عن الفهم، وكلما شاهدتُ جلسات البرلمان ازددتُ ضياعاً. وهناك بعض السياسيين أتابعهم أينما ظهروا، والنتيجة.. اتركها لتخمين القراء الاعزاء.
وقبل أن أستعرض لكم معاناتي من خطب الساسة كنت أنوي أن أكتب لكم عن خبر مثير، فقد قرأت في الأخبار يوم امس، أن الرئيس الأمريكي بايدن سيقوم بزيارة خاصة إلى فيتنام في الشهر المقبل وقد صرح لوسائل الإعلام بأنه "سيعقد اتفاق شراكة ستراتيجية مع فيتنام لتعزيز جهود فيتنام لتطوير قطاع التكنولوجيا الفائقة لديها".
قبل أيام أعدت قراءة كتاب الفرنسي "جاك أتالي"، الذي يروي فيه حكايات السنين المقبلة، والمستقبل الذي ينتظر بلداناً مثل الصين والهند والبرازيل، ولم ينس أن يضع معها فيتنام. يقول أتالي: هناك دول اختارت أن تحجز لها مكاناً في الصفوف الأولى من عربة المستقبل .. واتمنى ان لا تغفلوا تجربة الامارات، والتطور المتسارع الذي تشهده السعودية.
يكتب الجنرال جياب في مذكراته: "من يريد أن ينتصر في معركة الحياة عليه أن يترك الشعارات ويلتفت للمستقبل، لأن العالم سباق وبقاء، مع الناجحين لا مع المخادعين".
أقرأ ايضاً
- رمزية السنوار ودوره في المعركة
- مبابي وفيني.. المعركة القادمة
- احصائية ومقارنة بين معركة طوفان الاقصى و نكسة (حزيران) العرب في حرب الايام الستة في عام ١٩٦٧