قبل خمس سنوات استغل "ابو علي" موقع مطعمه على الشارع الذي ينتقل منه الزائرون من جانبي شط العرب من منطقة النجيبية الى منطقة كرمة علي ليلتحقوا بطريق سير الزائرين في "شارع بغداد" ليختصروا مسافة (15) كيلومترا من مسيرهم، فحول جزء من مطعمه الى موكب حسيني يقدم مختلف انواع وجبات الطعام التي يبيعها الى الزبائن يوميا وابرزها المشويات، ولم يكتفي بهذا القدر بل اهتم بحالة الزائر وذائقته في الطعام فخصص صالة المطعم لمن يرغب بالجلوس وتناول الطعام، واعد السندويشات للزائر الذي لا يريد التوقف، واكمل خدمته باصطحاب عدد منهم يوميا ليناموا في بيته وبيوت من يعمل معه ليأخذوا قسطا من الراحة.

موكب منفرد

وقف "ميثم كريم لازم" صاحب مطعم جزارة شط العرب "معزب" مع عماله واصحابه يستقبلون الزائرين ليطعموهم، وحركة اعداد الطعام تسير على قدم وساق، ويقول لوكالة نون الخبرية اننا" بدأنا الخدمة قبل خمس سنوات حيث يمر تقريبا نصف عدد الزائرين عبر جسر النجيبية ليختصروا المسافة بالمسير من النجيبية الى كرمة علي، وقبل ان يعاد اصلاح الجسر الذي تضرر من جراء الحرب، كانت جموع الزائرين تعبر الينا بواسطة الزوارق، وقد تولدت الفكرة بشكل عفوي حيث لاحظنا ان المنطقة الواقعة بين الشط وطريق بغداد في كرمة علي فارغة ولا يوجد فيها موكب خدمة حسيني، والزائرين يأتون وقد اثقل خطواتهم التعب والعطش والجوع واتفقنا على تقديم الماء وبعض الطعام لهم، مع الابقاء على عملنا في بيع المأكولات بشكل يومي، ومع الايام صارت الخدمة مقدمة على العمل".

صالة ومشويات

هذا الموكب "المطعم" يختلف عن المواكب كونه لا يزاحم اي موكب في البصرة ولا يدفعنا لترك عملنا ولا ننصب سرداقا او خيمة وننقل معدات ومستلزمات، ويقدم مختلف انواع الطعام ويقول عنه "ابو علي" وجباتنا تراعي ذائقة الزائر ونقدم الكباب والتكة والمعلاك والهامبرغر والمقبلات والسلطة والتمر والرطب والماء واللبن، وكذلك تساهم العائلات الساكنة في المنطقة برفد الموكب بانواع من الاطعمة مثل الرطب والتمر واللبن والشوربة والفاكهة والحلويات، لاطعام الزائرين والمشاركة في الاجر والثواب، ومنهم من يعطي مبلغا من المال لنقدم بقيمته طعاما للزائرين، الذين يرغب بعضهم بالجلوس في الصالة وتناول الطعام وآخرين يرغبون بالاستمرار بالمشي وتناول السندويشات، وما يزيد عندي من وجبات طعام ارسلها الى المواكب في شارع بغداد لتوزيعها على المشاية، ولان الزائرين هذا العام يسيرون من العصر الى الفجر نستمر بتقديم الطعام لمدة (12) ساعة يوميا من الرابعة عصرا الى الرابعة فجرا، وكنا نقدم الطعام في الاعوام السابقة من بعد صلاة الظهر الى ما بعد صلاة الفجر".

ستة الاف زائر

يستمر عمل موكب مطعم جزارة شط العرب بحدود (12) يوما خلال الزيارة هذا ما اكده صاحب الموكب "ميثم كريم" ويضيف ان" عدد الزائرين الذين نطعمهم خلال ايام الزيارة يصل الى (6) الاف زائر، لاننا بدأنا من الخامس والعشرين من شهر محرم ونستمر الى السابع او الثامن من شهر صفر الى آخر زائر يمر من هنا، وتتراوح اعداد الزائرين الذين نخدمهم بحدود (500) زائر يوميا، وتمويل الموكب نتحمل الانفاق عليه انا ومجموعة من اصدقائي، ولكوننا نحرص على عدم مضايقة السيارات المارة من الشارع ونخاف على الزائر من التعرض لحادث نقدم خدماتنا داخل المطعم، اما في وقت السحر فنخرج طاولات امام مطعمنا لاطعام المشاية، ونعمل بحدود (15) خادم في الموكب منهم سبعة متكاتفين على تحمل نفقات الموكب والباقين يشاركون بالخدمة بعد ان كنا اربعة نفرات فقط"، مشددا على ان" احدى كرامات الخدمة الحسينية ان واردات المطعم زادت في ايام الاربعينية عن الايام العادية بفارق كبير، بالرغم من تقديم هذه الخدمة المجانية مع عمل المطعم التي تتطلب دفع نفقات اللحوم والخضراوات والماء والصمون واجور العاملين وباقي المستلزمات، ومع هذه الخدمات وفرنا سبع امكنة في بيوتنا لمبيت الزائرين ونستقبل اكثر من مئة زائر سنويا ونقدم لهم مختلف الخدمات والمبيت والافطار".

قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي