اشداء وصلبين واقوياء في مواجهة الاعداء ويضحكون ومستبشرين وغير مبالين بما اصاب اجسادهم من جروح، انهم ثلة من المقاتلين الذين تمكنوا من هزيمة فلول عصابات "داعش" الارهابية في منطقة حمرين بمحافظة ديالى حيث كانت تتمركز تلك الفلول في منطقة ستراتيجية تربط ثلاث محافظات وزرعوا الارض بعشرات العبوات، ولكنها لم تصمد امام بسالة المجاهدين في لواء علي الاكبر والحشد الشعبي، احدهم بترت ذراعه وفقد عينه وهو ما زال مستبشرا بزهو المنتصر، ويقول تركت الكلية العسكرية لالتحق بالقتال وكنت امثل دور العباس فتقطع يدي بالتشابيه ولكن الله "رزقني" قطع يدي حقا فداء للعباس، واخر ابن شهيد سار على نهج ابيه ليجرح اكثر من مرة ومازال على العهد، وخادمهم وآمرهم يجرح للمرة الخامسة ولا يبالي بما يجري انما يريد العودة للقتال فأي رجال هؤلاء.
تفاصيل المعركة
وتحدث معاون آمر لواء علي الاكبر علي كريم الحسناوي الى وكالة نون الخبرية عن تفاصيل المعركة التي هزمت فيها فلول عصابات "داعش" وجرح فيها الابطال بقوله" يعلم الجميع ان عصابات "داعش" الارهابية فقدت السيطرة على الارض وفي نفس الوقت تنفذ بين الحين والآخر بعض العمليات المحدودة في شرق العظيم وبين محافظتي ديالى وكركوك عبر مفارز بسيطة تستهدف نقاط حراسة للجيش العراقي او الحشد الشعبي في محاولة لاثبات وجود، وكلفنا بواجب من قبل عمليات الحشد الشعبي بالذهاب الى محافظة ديالى لتطهير جبال حمرين التي يختبئ بها بقايا فلول "داعش" الارهابي، وذهبنا مجموعة مختصة واستطلعت المنطقة وطبيعتها واجوائها وتضاريسها بعد ثلاث ايام من دراسة كل معطيات المعركة المراد تنفيذها ومناطق الانطلاق، وعقد بعدها في محافظة كربلاء بين قيادات لواء علي الاكبر واتفق على خطة تنفيذ المعركة وذهبت قوة مكونة من فوج وكتيبة وقوة طوارى وقوة من مغاوير "عابس" والميرة والاتصالات والاعاشة وتمركزت في معسكر اشرف التابع الى قيادة عمليات ديالى يوم الجمعة، وفي اليوم الثاني ذهبنا لاستطلاع خط الشروع الذي سينطلق منه لواء علي الاكبر بعد التنسيق مع ثلاثة الوية هي ( 23 و24 و62) من الحشد الشعبي للشروع بتطهير الاهداف المرسومة والمكونة من قرى يتمركز بها فلول "داعش" الارهابي تقع على خط ستراتيجي بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، والهدف كان القضاء عليهم وازالتهم من هذا التمركز".
الشروع بالهجوم
ويكمل الحسناوي حديثه بالقول " انطلقنا في صباح السبت لتحرير الاهداف المرسومة وكان قائد العمليات في الهجوم هو الشهيد "احمد علي مكصد " وقوة مكونة من افواج الاول والثالث والرابع وانطلقوا بمساعدة هندسة الميدان وهندسة الاستطلاع والية شفل تطهر قبل القطعات لان المنطقة كانت مزروعة بالالغام في جبال حمرين المكونة من طريق "نيسمي" اي ذو ممر واحد وسلكناه لان جانبي الطريق وادي عميق يصل الى مئة متر تقريبا، والاهداف كانت ممتدة لمسافة اربعة كيلومترات تقريبا وتمكنا من تطهير اكثر من ثلاثة كيلومترات ولكن مشيئة الله جعلنا نتعرض الى تفجير عبوة ناسفة مزروعة في الطريق اسشتهد على اثرها الشهيد مكصد واصبت انا ومعي ستة مقاتلين وبينهم اربعة من المقاتلين الذين يرافقوني، ولم تتوقف قطعاتنا بل تحررت هذه القرى وانجز الهدف المنشود وهزم الدواعش ونحن في لواء علي الاكبر الذي ترعاه العتبة الحسينية المقدسة عازمون على تنفيذ عمليات اخرى ستطهر كل شبر من دنس العدو التكفيري الجبان، وهذا هو الوسام الخامس لي حيث تعرضت الى اربع اصابات سابقة منها هذه التي اصبت بها في جانبي الايمن في الرجل واليد الخاصرة والصدر واصبت سابقا في رأسي وبطني وصدري بالفلوجة وبيجي، ونعجز عن تقديم الامتنان للمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الاب الروحي للواء علي الاكبر والعتبة الحسينية ومدينة كربلاء المقدسة حيث كان معنا عبر الهاتف ونحن في سيارات الاسعاف يطمئن علينا ويطمأننا".
جريح ابن شهيد
وجدناه مبتسم ومبتشر انه الجريح خالد حميم خضراوي من محافظة البصرة مقاتل في فوج المختار التابع الى لواء علي الاكبر التحق بالفتوى المباركة في العام 2015 في منطقة يثرب بقضاء بلد التابع لمحافظة صلاح الدين، ويقول لوكالة نون الخبرية عن اصابته وتاريخه القتالي "شاركت في جميع المعارك التي خاضها اللواء في بيجي وتكريت ومكحول والخالدية وحمرين وتلعفر واطراف الموصل ولم اتخلف عن واحدة منها، وشاركت في تحرير الكثير من المناطق وتحرير العائلات من براثن العدو التكفيري، وانا ابن شهيد حيث استشهد والدي في عام 2004 في الحقبة الطائفية التي عصفت بالبلاد في محافظة ديالى حيث كان عسكريا في الجيش العراقي، وانا اتخذت من طريقه منهجا لمحاربة الاعداء، وتعلمت ان الشاب العراقي مقاتل شرس وغيور، وانا تعرضت لاصابات سابقة حيث اصبت في منطقة بيجي حيث اصابتني طلقة قناص في صدري ونفذت من ظهري، وخلال اقل من شهر قطعت الاجازة والتحقت بالقتال، وتعرضت الى اصابات اخرى لكني رفضت الاخلاء واستمريت بالقتال، واخرها هذه الاصابة في ساقي ويدي حيث تهشم العظم واجريت لي عمليات ربط بالبلاتين وترقيع في اللحم في قاطع حمرين واستطيع تسميتها معركة عبوات حيث تمكنا من دحر العدور وهزيمته ، وسأستمر بالقتال لحين النصر الناجز".
قافد اليد والعين
دمه يغلي ومشاعره ملتهبة وممتلئ بالحماس والثورة اصيب وعازم على العودة انه المجاهد غزوان الشريفي المنسوب الى اللواء (23) في الحشد الشعبي، التحق بتلبية الفتوى المباركة في صفوف الحشد الشعبي عام 2015 يقول لوكالة نون الخبرية "بعد ان انهيت الدراسة الاعدادية وكنت مستعدا للالتحاق اما بكلية مدنية او بالكلية العسكرية الدورة (106) لاصبح ضابطا لكني تركت كلتا الفرصتين لالتحق بفتوى الجهاد الكفائي ومنذ سبع سنوات اقف مدافعا عن بلدي واهلي وديني وعقيدتي وعندي ابن عمي المقاتل استشهد على يدي في الموصل
وصنفي هندسة متفجرات وشاركت في معارك العظيم وعلاس وتل كصيبة ومطيبيجة وجبال حمرين وخانقين ومرتين في معارك الموصل، ورزقني الله المشاركة في تحرير مناطق تل كصيبة والعظيم والموصل واسهمت باخلاء عائلات موصلية كثيرة كان يحتجزها الدواعش الارهابيين، كما شاركت بفك الحصار وتحرير العائلات الايزيدية عام 2017، وشاركت في هذه المعركة بقضاء حمرين حيث كان الارهابيين الدواعش يتخفون فيها ويخزنون الاسلحة وهاجمناهم وداهمنا مضافاتهم وقتلنا منهم الكثير واستولينا على اسلحة ورمانات يدوية وعثرنا على جثثهم المدفونة، وتعرضنا الى تفجير عبوة ناسفة فقدت اثرها احدى عيني وذراعي الايسر والان شعرت بألم ولوعة ابي الفضل العباس (عليه السلام) فانا ومنذ ست سنوات امثل دور العباس في موكب تشابيه معركة الطف بقضاء الخالص وفي التمثيل كل عام تقطع يدي ولا اشعر بلوعتها وحرارة الفقد وسبحان الله "رزقت" بقطع نفس الكف الذي يقطع في التمثيل، واهديت عيني وذراعي الى ابي الفضل العباس (عليه السلام) ولا اريد جائزة الا ان اعود مرة اخرى للقتال ومواجهة التكفيريين".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- ما هي خفايا العقد رقم "1" مسؤول تربوي بكربلاء : شركات حكومية هدمت المدارس وتسلمت اموال عقودها وتركتها
- قصف تركي متواصل على السليمانية.. ما حقيقة الاتفاق السري بين "اليكتي" وأنقرة؟
- عدد قواته أكبر من القوات الامريكية.. البرلمان: خروقات الجيش التركي تمثل احتلال واضح وصريح لأراضينا