بقلم:سامي جواد كاظم
حرب مدروسة ام طائشة ؟ وماذا حققت روسيا منذ بدات هجومها والى اليوم ؟ الاهداف التي ترجوها روسيا ليست عسكرية ولا سياسية ، ولا استبعد هنالك اتفاقات غير ظاهرة للعلن ، وانا سبق وان كتبت ان هنالك اسواق معينة ستاخذ رواجا كبيرا من حيث التصريف وغلاء الاسعار وعلى مستوى العالم ، وحتى قرارات الحصار على روسيا كانت مدروسة ليس لاخضاع روسيا بل لاهداف خبيثة اخرى . لا احد يسايره الشك بان الاتحاد الاوربي مصدر قلق للبيت الابيض خصوصا بعد اصدار اليورو الاقوى من الدولار وحاولت بريطانيا بخبثها ان تؤثر على اليورو بعد انسحابها من الاتحاد الاوربي الا ان المانيا دعمت العملة وبقيت بنفس قوتها ، وهاهي اليوم هي المتضررة الاولى من الحرب الاوكرانية فقد تاثرت مصانعها ومحطاتها الكهربائية بسبب مصادر الطاقة التي تعتمدها من روسيا بينما تقوم امريكا بدعم اوكرانيا بمقدار ما يبقيها تقاتل ولا تنتصر حتى تستنزف الاثنين وتطول الحرب ويتاثر الاقتصاد الاوربي . وروسيا هي الاخرى لا تقل خباثة عن البيت الابيض فهل حقا عجزت عن تحقيق اهدافها اما لها غايات اخرى خاصة بها ام متفقة عليها ؟ بينما الشعب الاوكراني يدفع الثمن يوميا بين التهجير والقتل وعدم الاستقرار ، ومهازل وسائل الاعلام العالمية عندما تتحدث عن اول شحنة من الحبوب تنطلق من اوكرانيا الى العالم وهل هذا مكسب يا فلاسفة الغبراء؟ ما من حركة حربية او ارهابية تقدم عليها اية دولة الا وغاياتها اقتصادية لشركات عملاقة تتلاعب في السوق العالمية ولكنها تكون تحت غطاء التحرير والدفاع والتغيير وما الى ذلك من اكاذيب السياسة الخبيثة . الان وسائل الاعلام لا تتحدث عن ما يجري على جبهات الحرب بين روسيا وامريكا عفوا اقصد اوكرانيا فقط اخبار يسيرة تخص النووي او سفينة شحن حبوب بينما بقيت الجرائم الحربية لا احد يتطرق لها لانها اصبحت امر طبيعي . وحتى روسيا التي شوهت هيبتها بهذه الحرب العبثية التي جعلت من حلف الناتو يتنفس الصعداء من اجل حفظ مكانته بين المؤسسات الارهابية وبشكل شرعي في العالم، وكانت فنلندا والسويد ضمن سيناريو الناتو والان انتهى دورهم الثانوي لتحقيق اهداف ثانوية . أسفرت الحرب عن نزوح أكبر عدٍد من اللاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث شهدنا فرار 5.6 لاجئ خارج أوكرانيا، في حين هاجر 7.7 مليون آخرين منازلهم بحثًا عن الأمان في مناطق أخرى ضمن الدولة، مما يعني أن الحرب أدت إلى نزوح 30% من الشعب الأوكراني، وهذه الغاية المهمة قتل الانسان او قتل كرامته. أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الأساسية، مما جعل تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات عرضةً للخطر(وهي قاعدة هرمية وضعها العالم أبراهام ماسلو يوضح فيها تدرج احتياجات الانسان)، والذي يشمل الغذاء والدفء والملجأ ، أدى إلى رفع تكاليف المعيشة وأسعار الغاز والنفط التي قادت بدورها إلى زيادة فواتير التدفئة. كما نشهد اليوم ارتفاع أجور النقل والمواصلات نظرًا لارتفاع سعر الوقود، وفي حال ارتفعت أسعار الطاقة أكثر فستقوم العائلات بتقليص ميزانيتها بشكٍل أكبر والاستغناء عن المشتريات الأخرى. وأدت حالات ارتفاع الأسعار على مر التاريخ بهذا الحجم عن إفقار ملايين الناس في الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط. أدت الحرب الأوكرانية إلى تعطيل نظام إنتاج الغذاء على مستوى العالم، حيث تنتج كٌل من روسيا وأكرانيا ثلث صادرات العالم من الأمونيا والبوتاسيوم الضرورية لصناعة الأسمدة، فضلًا عن كونهما سلة خبز العالم بتصديرهما نحو 30% من القمح والشعير و65% من زيت بذور دوّار الشمس و15% من الذرة.( مصدر هذه المعلومات مواقع النت) هذا اضافة الى اضرار اخرى والسؤال المهم هل تضررت امريكا شيئا من هذه الحرب ام استفادت اكثر ؟ اليست هذه الحرب هي سوق لزيادة اموال الاغنياء وزيادة نسبة الفقر والفقراء اكثر في العالم ؟