اكدت العتبة الحسينية المقدسة، السبت، ان الاسبوع المقبل سيشهد افتتاح مشروع أكاديمية السبطين لعلاج التوحد واضطرابات النمو متعدد الفوائد الذي سيسهم باستيعاب وعلاج 300 طفل متوحد في كل دفعة وسيخرج ملاكات تدريبية متخصصة تحصل على شهادة معترف بها لسد النقص الكبير في هذا التخصص، وهو مشروع يعد الاول من نوعه في العراق والرابع على مستوى الشرق الاوسط.

فريد من نوعه
وبين المهندس مرتضى علاء السعدي مدير مشروع أكاديمية السبطين لعلاج التوحد واضطرابات النمو الذي ينفذه قسم المشاريع الستراتيجية في العتبة الحسينية المقدسة خلال حديثه لوكالة نون الخبرية، ان "المشروع سيتم افتتاحه في الاسبوع المقبل هو رابع مشروع في الشرق الاوسط والاول في العراق بل يعد فريد من نوعه في البلد وهو متعدد الفوائد ويوحي تصميمه (بمحاكاة ام ترعى اطفاله)، ويقوم بمعالجة الاطفال المصابين بالتوحد واضطراب النمو من جهة ويخرج تخصصات مدربين للاطفال المصابين بمرض التوحد واضطراب النمو من جهة اخرى، لان العراق يفتقد لمثل تلك التخصصات سواء كمعاهد او كليات وما موجود في البلد حاليا هو تخصص علم النفس والتربية الخاصة والمتخرج من الاكاديمية سيحصل على شهادة مدرب لاطفال التوحد من الاكاديمية بالتعاون مع جامعة السبطين، وسيرفد كل مراكز التوحد العاملة في العراق سواء التابعة للعتبة الحسينية المقدسة او باقي المراكز بالملاكات المتخصصة بهذا المجال".

توسيع الطاقة الاستيعابية
وتابع بالقول، ان "المشروع مخصص لعلاج الاطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد واعادة تأهيلهم للاندماج مع المجتمع، حيث كان المشروع مخصص لاستيعاب (82) طفلا فقط، وبناء على توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي بزيادة الطاقة الاستيعابية فقد اجريت تعديلات مهمة على التصميم الاساسي للمشروع لترتفع طاقته الاستيعابية الى (300) طفل يعاني من التوحد او اضطرابات النمو، وتوفير كل ما تحتاجه عملية اعادته تأهيلهم من متطلبات وظيفية لازمة داخل وخارج المبنى، حيث اضيفت في طبقة السرداب البالغة مساحتها (1200) متر مربع مدينة تخيلية ستسهم بشكل كبير على اعادة الاطفال وانخراطهم في المجتمع بعد شفائهم باعتماد الوان هادئة تعتبر جزء من العلاج".

مساحات وطبقات
واضاف مدير المشروع، ان "مبنى المشروع مكون من تسع طبقات منها السرداب والطبقة الارضية وسبعة طبقات مختلفة الاستخدام، حيث تبلغ مساحة المشروع الكلية (8200) مترا مربعا، منها مساحة (7000) متر مربع مخصصة الى (اللاند سكيب) وهي الحدائق العامة والمناطق الخضراء والحدائق الاستشفائية ومناطق العاب مثل الالعاب بالرمل، وتبلغ مساحة الطبقة الواحدة 1200 متر مربع ومجمل المساحة البنائية تصل الى ثمانية الاف متر مربع، ويحتوي المشروع على (87) غرفة علاجية تخصصية تشمل الصفوف الفردية والجماعية وغرف التخاطب والغرف الحسية والوظيفية وفيها مكتبة خاصة بالاطفال موزعة بشكل متفاوت على طبقات المبنى، وهي غرف مختلفة المساحات لان الصفوف الجماعية تكون مساحتها اكبر من الفردية والقاعات العلاجية للتخاطب والحسية والوظيفية مساحتها تكون اوسع من الغرف الجماعية وحسب طلب الجهة المستفيدة وهي هيئة الصحة والتعليم الطبي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة".

فضاءات ساندة
وتابع السعدي، ان "هناك فضائية علاجية ساندة لانجاز مختلف اساليب العلاج تتكون المسبح وغرف العلاج المائي ومدينة تخيلية وغرف العلاج الحركية (السيكوميترز) في الطبقة الاولى، وشمل البرنامج الاهتمام بالرياضة لعلاج الاطفال وخصص لهم قاعة رياضية في الطبقة الثانية مجهزة بمختلف الاجهزة المناسبة لاعمارهم وحالاتهم لبناء اجسادهم وفق اسس علمية، كما خصص في كل الطبقات غرف طعام ومعها مطبخ مركزي لاطعام الاطفال والملاكات العاملة"، فضلا عن "وجود الكافتيريا المركزية والمطبخ المركزي في الطبقة الاولى من المبنى، وهناك فضاءات اخرى تقع خارج المبنى تساهم باكمال العلاج وفق احدث التصاميم المطلوبة لعلاج حالات التوحد واضطراب النمو مثل الحدائق الواسعة والمناطق الخضراء وبرك الماء الطبيعية والنافورات الصناعية بما يوفر الراحة النفسية للاطفال وملعب رياضي متعدد الاغراض وغرف استعلامات ومناطقة خاصة للالعاب الرملية والترفيهية، وفي المشروع (36) صفا فرديا و(36) صف جماعي وثلاث قاعات حسية ومناطق انتظار اولياء الامور ومرآب للسيارات وغرف الخدمات لمنظومات الانذار (التحسس الحراري) ومنظومة الاطفاء ومنظومات التبريد والانارة المتطورة المتحسسة والكاميرات المركزية والانترنيت المركزية".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي - علي فتح الله