اعلنت مؤسسة وارث الدولية لمعالجة الأورام السرطانية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، الاربعاء، إنها استقبلت أكثر من 15 ألف مصاب بمرض السرطان منذ تشغيلها التجريبي قبل 5 أشهر وإلى الآن، فيما تحدثت عن حقيقة امتلاكها (مفاعل نووي) داخل المستشفى.

وذكرت المؤسسة في بيان اطلعت عليه وكالة نون الخبرية، إنه "مع تزايد الإصابات عالمياً بمرض السرطان وتقدم الخدمات الطبية المقدمة لهذه الشريحة من المرضى وتضاعف كلفها المادية أصبحت في العديد من دول العالم الجهود متضافرة لتقديم الخدمة الطبية المتكاملة لكل من يحتاج لها".

وأضاف، "نرى الآن في العديد من دول المنطقة والعالم المتقدم جهود الدول والحكومات والمؤسسات الاكاديمية والبحثية ومنظمات المجتمع المدني تتظافر عادة وينافس بعضها البعض الآخر في بعض الأحيان كي تحقق تغطية طبية شاملة لهذه الشريحة من المرضى".

ولفتت المؤسسة بحسب البيان إلى، أنه "لقد وضعت العتبة الحسينية المقدسة هدفا منذ سنين عدة لتأسيس مركز متكامل لتقديم كافة الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية لمرضى السرطان والذي اثبتت الدلائل العلمية ان العلاج بهكذا مراكز يحقق نتائج افضل من تلقي المريض لخدمات متفرقة في مراكز غير مترابطة".

وأشار البيان إلى أنه "وعلى هذا الأساس انطلق العمل في مؤسسة وارث المنضوية تحت هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة كي تكون المؤسسة الأولى من نوعها كمؤسسة نوعية وغير ربحية مدعومة التكاليف بصورة كاملة بالنسبة للأطفال وجزئيا بالنسبة للكبار لكي تقدم كل ما هو جديد من تقنيات تشخيصية وعلاجية لاي مريض عراقي".

وأكدت بحسب البيان، أنه "منذ انطلاق المؤسسة في تشغيلها الاولي قبل خمسة اشهر والى اليوم تلقى اكثر من 15 الف مريض خدمات طبية متفرقة ربما في بعض الأحيان لم تكن تلك الخدمات هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني لكن التقنيات والأجهزة المستخدمة لم يتم التعامل معها في البلد سابقا كونها مكلفة جدا ولا توجد جدوى اقتصادية من توفيرها في المؤسسات الربحية الأخرى".

ونبه البيان إلى أن "هناك خدمات أخرى لم ينطلق العمل بها بعد وستكون نوعية أيضا وكان المريض العراقي يضطر الى السفر من اجلها خارج البلد مثل تحاليل البصمة الجينية للأورام وكذلك تشغيل المسارع الخطي (Cyclotron) الذي لديه قدرة إنتاجية من المواد المشعة التشخيصية هي الأعلى من نوعها و تكفي لحاجة العديد من مراكز البيتسكان حال توفرها في العديد من المحافظات".

وأكمل البيان: "ان هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة ماضية في التوسع الافقي والعمودي في هذا المجال وخلال فترة وجيزة سيكون جاهز بعون الله المركز التوأم لمركز وارث في محافظة البصرة العزيزة الذي يحوي على مسارع خطي لإنتاج المواد المشعة للأغراض العلاجية والبحثية وهو الاحدث والأكثر قدرية إنتاجية من نوعه بالإضافة الى التوسعة الجديدة التي ستكون مركز للأطفال ومركز جراحة الأورام الاشعاعية بجهاز السايبر نايف بالإضافة الى مركز زرع نخاع العظم الذي انشأته الهيئة بجوار مستشفى الشيخ احمد الوائلي".

وأوضحت المؤسسة بحسب البيان ان "بعض وسائل الاعلام تتداخل عليها مسميات التقنيات الحديثة كما حدث مؤخرا من تسمية المسارع (Cyclotron) الذي ينتج المواد المشعة المستخدمة في تشخيص الأورام باسم (مفاعل نووي) علما ان المسارع الذي تملكه المستشفى الان هو الاحدث من نوعه الذي انتجته شركة IBA والاعلى قدرة إنتاجية وجاري العمل لانشاء المسارع الثاني في محافظة البصرة الفيحاء لغرض سد كامل النقص على المستوى الوطني للنظائر المشعة التي تستخدم في مجال التشخيص والبحوث".

وتسعى العتبة الحسينية المقدسة من خلال افتتاح مؤسسة وارث الدولية لمعالجة الأورام السرطانية الى توفير أفضل الخدمات الطبية للمرضى، وتوفير الجهد وعناء السفر على المرضى الذين يضطرون الى العلاج خارج العراق مما يجعلهم عرضة لعمليات النصب والاحتيال.

وينفق مرضى السرطان مبالغ مالية طائلة على العلاج داخل العراق وخارجه، إذ يعادل دخل إحدى مستشفيات دول المنطقة من مرضى السرطان العراقيين فقط ما يعادل بناء كلفة مستشفى وارث الدولية لعلاج الأورام، وفقاً لمختصين في المجال الطبي.

وبحسب المختصين، فإن حكومات الدول المتقدمة لا تستطيع تغطية نفقات علاج مرضى الأورام السرطانية، اذ تتحمل الحكومة جزء من نفقات العلاج، وجزء تتحمله شركات التأمين، وجزء يتحمله المريض.

وأعلنت العتبة الحسينية المقدسة، الثلاثاء، 18 كانون الثاني، 2022 عن مبادرة جديدة للعلاج المجاني في مستشفياتها تشمل عمليات جراحية ومعالجة الأورام السرطانية وخدمات طبية أخرى احتفاءً بذكرى ولادة السيدة الزهراء عليها السلام.