تحولت المساحات الخضراء والأراضي الزراعية بقرية الطعان الحدودية في محافظة واسط، من مصدر مهم للزراعة والرعي إلى مكان يهدد بالموت بعد أن تحولت تلك المرابع الخضراء إلى حقول ألغام تبث الرعب بين المواطنين. وفق ما رصدت وكالة الأنباء العراقية.
وفي هذا الصدد قال مدير قسم التخطيط والمعلومات في دائرة شؤون الألغام أحمد عبد الرزاق، إن "الألغام المزروعة على الشريط الحدودي في واسط -مناطق بدرة وجصان وزرباطية- إبان الحرب العراقية الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي تسببت بقتل وتعويق وإصابة نحو 4000 مواطن الى جانب حرمان أراض تزيد مساحاتها عن 200 كيلومتر مربع من الاستخدام الزراعي، ما يتطلب تنفيذ حملة لرفع هذه الألغام وإزالة خطرها عن المواطنين والبيئة".
وبالتعاون والتنسيق مع المسؤولين في محافظة واسط ووزارة الخارجية، زار وفد أممي برفقة دائرة شؤون الألغام العراقية قرية الطعان الواقعة في ناحية زرباطية الحدودية للإطلاع على حجم الأراضي الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية والأضرار الناتجة التي خلفتها الحرب بغية إعادة الحياة الطبيعية إليها من جديد.
مدير برنامج الأمم المتحدة لشؤون الألغام بيرلود همر قال، إن "هذه الزيارة تعد الأولى للوفد الأممي والتي تهدف الى الإطلاع ميدانياً على واقع التلوث نتيجة الألغام والمخلفات الحربية والاطلاع على احتياجات المنطقة،ووضع خطط لمعالجتها ".
من جانبه بين مدير عام دائرة شؤون الألغام في العراق المهندس ظافر محمود، أن "الهدف من هذه الزيارة هو لتوجيه الاهتمام الدولي على هذه المناطق إضافة الى دعم الحكومة المركزية لزيادة وتيرة إزالة الألغام لإعادة الحياة الطبيعية في القرية وتوفير مجالات آمنة للزراعة والرعي فيها".
المواطن أحمد كاظم صاحب الـ 47 عاماً وهو أحد المصابين بهذه الألغام قال، انه "في العام 1995 كنت أرعى الأغنام خارج قريتنا، ولا أعلم بأن قدمي كانت على لغم أرضي انفجر عند رفعي لقدمي ما أدى الى إصابتي وفقدت على إثرها البصر"، مؤكداً، أن "إصابته منعته من الزواج حتى الآن".
وأوضح الشيخ صادق عبد الحسن -أحد وجهاء القرية-، أن "قرية الطعان كانت تتميز بأنها أراض صالحة للزراعة وكانت تصدر الحنطة والشعير والكثير من المحاصيل الزراعية الأخرى اضافة الى وجود الخيول العربية الأصيلة وغيرها، ولكن المخلفات الحربية منعت سكان القرية من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي بسبب وجود الالغام التي تسببت بقتل واصابة العديد من المواطنين".
أقرأ ايضاً
- تسجيل الهواتف النقالة في العراق.. فوائد اقتصادية ومخاطر أمنية !
- فضيحة التنصّت.. هل يدفع السوداني الثمن؟
- 1291 مشروعًا عالقًا في العراق.. إنجازات على الورق وأطلال على الأرض!