حجم النص
بقلم:سالم مشكور
الإدارة الأميركية الجديدة شديدة القرب من الملف العراقي، لكن هذا لا يعني أن العراق سيحتل أولوية في السياسة الشرق أوسطية لهذه الإدارة. المرشح لوزارة الخارجية أنطوني بلنكن الضليع في السياسة الخارجية والذي يلقب في واشنطن بـ"القرين" لشدة قربه وتطابقه مع بايدن، يكرر دائما أن الإدارة الجديدة ستعيد وجودها في الشرق الاسط الى الحد الطبيعي وأن "توجيه الأموال والاهتمام سيتحول من الشرق الأوسط الى شواطئ المحيطين الهندي والهادي". هذا يعني التخلي عن الصراعات التقليدية في المنطقة بينها حرب اليمن وغيرها.
العراق سيكون متأثراً بملفات أخرى للسياسة الأميركية. بلنكن هو مهندس الاتفاق النووي مع ايران، وهو ومعه بايدن يريدان العودة الى الاتفاق لكن بعد تعديلات. الجانب الإيراني رفض أي تعديلات لكن التفاوض وتبادل المصالح سيوصل الجانبين الى اتفاق على قاعدة "رابح- رابح". وحتى الوصول الى ذلك ستكون هناك حالات شد وجذب لن يكون العراق بمنأى منها، وهو إحدى ساعات التجاذب بين الجانبين. وزير الخارجية المرشح بطرح موضوع استعادة التحالفات الدولية لأميركا والتي يقول ان ضعفها أدى الى صعود النفوذين الروسي والصيني، لكن أركان الادارة القادمة لا يتحدثون عن صراع عسكري، خصوصا مع الصين، بل تصعيد المنافسة التجارية معها، وهذا قد يشمل مناطق عديدة يتطلع اليها الاستثمار الصيني بينها العراق، وما يطرح فيها من مشاريع تنموية ضخمة تتعلق بطريق الحرير. هذا يعني أن العراق لن يكون حرّا في اختيار الجهات التي توفر له فرص انشاء البنى التحية وفق شروطه ومصلحته، بل سيكون مرهوناّ بشروط التنافس الأميركي الصيني أكثر مما هي الان.
رغم أن إدارة بايدن ستكون مشغولة في أشهرها الأولى بملفات داخلية ملحّة مثل وباء كورونا وغيرها، الا ان الاهتمام بالملفات الخارجية سيبدأ مع توليها العمل بداية العام القادم. الملف العراقي لا أولوية له ولم يكن مطروحا في المناظرات الرئاسية من بين الملفات الخارجية، وفي واشنطن يتم تداول مصطلح "الانهاك العراقي" في إشارة الى ملل من الملف العراقي لكن الإدارة الجديدة ستتعاطى بشكل ما مع العراق بقدر تعلّق ذلك بملفات أخرى بينها العلاقة مع ايران، فيما تظل ورقة الاقتصاد العراقي بيد واشنطن التي تتولى استلام عائدات النفط وتسليمها الى العراق شهرياً.
أقرأ ايضاً
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر
- القصف الذي أراح بايدن
- أيهما أقل ضرراً: ترامب أم بايدن؟