بقلم: هادي جلو مرعي
قال الاستاذ: كم ألتذ بماتكتب في بحث التخرج الجميل هذا عن قصة يوسف، بينما كان الرفيق فلان الفلاني يمنعني من دخول غرفة الأساتذة، وغرفة سكرتيرة القسم، وكنت أسرق الفرصة من جيبه لأصل الى الأستاذ، وأضع بين يديه فصلا جديدا من فصول البحث.
يوسف الذي عرف كيف يصل الى قلب ملك مصر، ويرأس وزارته العتيدة، ويرتب أمور الناس ومعايشهم، وقد طلب منه ذلك بعد أن فسر رؤياه التي عجز عن تأويلها كبار كهنة المعبد الذين إستحقوا السجن جزاء ماإقترفوه من نهب وسلب لخزينة الدولة، وأكلهم أموال الفقراء بالباطل، فكشف يوسف زيفهم، وضعفهم، وهزال حجتهم، وهوانهم لأنهم كانوا يخزنون الحبوب والأموال، ويمنعونها عن الناس، ولكنهم يجبرونهم على الطاعة، وزيارة المعابد، وتقديم النذور والهدايا دون مقابل، وكانوا يحصلون على الوعود الزائفة، والأكاذيب.
نجح يوسف في كل ماوضعه من خطط لحماية إقتصاد مصر، وكان محل ثقة الحاكم والشعب، ومارس دورا تنويريا، فقد فعل كل مافي وسعه لقيادة الشعب نحو فهم العلاقة مع الخالق الواحد، وركز على توعية الناس بواجباتهم تجاه أنفسهم وأسرهم، وعلمهم ممارسة الإقتصاد، وحررهم من عبودية الكهنة، وأطلق السجناء، وجعلهم نافعين في المجتمع، وأثبت لأخوته أن الكذب والزيف والدسيسة والغدر ليست هي الحل، وكان الصدق في النجاة، وجعل لبني إسرائيل قوة مكنتهم من التأثير لاحقا، وربما السيطرة على العالم.
العالم الذي نعيشه اليوم ينهار قيميا، والإقتصاد يتهاوى، والبقرات السمان عرفناهن، وبدأنا نشاهد العجاف، وهن يلتهمنهن رويدا، ونحن عاجزون، ولكننا بحاجة الى يوسف، فلايبدو أن هناك من قادة العالم من لديه القدرة على وضع الخطط لحماية الكوكب من الضياع خاصة وإن الحقد الأعمى والتعصب يحرك شعوبا وحكومات الى الهاوية السحيقة، بينما لايتفق الناس على رؤية واحدة لحل الأزمات، ووقف الحروب العبثية، مع تناقص الموارد، والعبث في إستنزافها، وتخريب مناخ الأرض، والتصرف المجنون دون حكمة، ولكن ليس من يوسف بعد اليوم..العالم يحكمه الحمقى.
أقرأ ايضاً
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- هل سيشهد العالم موت الأمم المتحدة؟
- فلسطين والجامعات العالمية والصدام الكبير